الهنداوي: العراق يحتاج الى موارد بشرية مؤهّلة

اقتصادية 2019/07/17
...

بغداد / سها الشيخلي
 
 
قال الناطق الرسمي لوزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي إنّ التعليم يعدّ المرتكز الاساس لاعداد الموارد البشرية، اذ شهدت دول العالم المتطورة نهضة في بنائها الاقتصادي والتنموي وانطلقت وبدأت بالتعليم.
وأوضح الهنداوي لـ “الصباح” انه “لكي يكون التعليم بمخرجات سليمة ويحقق التنمية المنشودة، بدءا من التنمية البشرية وانتهاءً بالتنمية الاقتصادية، يجب امتلاك بيئة وظروف مناسبة للنهوض بواقع التعليم بدءا من الابتدائي كونه اللبنة الاولى لمسيرة التعليم”.
 
توفير المستلزمات
أكد الهنداوي أن “هذه الخطوة تحتاج الاهتمام سواء كان من خلال الكفاءات التدريسية او المناهج وتوفير الابنية المدرسية اللائقة، كما ينبغي دراسة الحالة النفسية للتلميذ وكيفية التعامل معه واعداده”.
وتابع “هناك الكثير من التحديات في التعليم الابتدائي المتوسط والثانوي”، مشيرا الى ان “الحاجة الى الابنية المدرسية تقدر باكثر من 8 آلاف مدرسة”.
 
التأهيل والتدريب 
لفت الهنداوي الى “الحاجة الى مراكز التأهيل والتدريب لاعداد الملاكات المهنية”، مؤكدا ان “الأسر لا ترسل ابنائها لهذه المراكز بل تريد ان يكونوا اطباء او مهندسين، ما اثر سلبا في وضعية هذه المعاهد وبدأنا نفتقر الى الكفاءات المهنية الوسطية، وهذه المشكلة مشخصة”.
وقال “لدى وزارة التخطيط توجه لتفعيل ونشر مراكز التأهيل والتدريب، وليس بالضرورة ان تكون اعداديات مدرسية، لوجود شباب عاطلين ولا يمتلكون المؤهلات الدراسية، كما اخذت الوزارة تأهيلهم للعمل بالمهن الاساسية وهذه هي التنمية البشرية لبناء مجتمع مستدام وقادر على ان ينتج”.
واكد الهنداوي “اهمية تفعيل القطاع الخاص الذي وجدناه على استعداد ليدخل شريكا في اعادة التأهيل والتدريب وتحقيق التنمية البشرية المطلوبة، كما يتوجب زيادة عدد المراكز والمعاهد المهنية”، موضحا اهمية “ان نخاطب عقول الناس الذين ينخرطون في هذه الدراسة بان سيكون لهم شأن ودور قد لايقل عن دور الطبيب والمهندس والمحامي الذين لايستطيعون العمل بدون الكفاءات الوسطية”.
 
بناء التنمية
من جهته افاد الاستشاري في التنمية الصناعية والاستثمار عامر الجواهري بأنّ التعليم في العراق أخذ على عاتقه تخريج ملاكات تستطيع ان تمسك زمام الامور نحو بناء التنمية وتحقيق الازدهار.
واشار الجواهري في حديث لـ “الصباح” الى ان “جودة مناهج التعليم فيها اشكالات ترتبط بمجموعة عوامل منها خدمية كالابنية التي يجب ان تكون مكيّفة، ومستلزمات التدريس والملاك التدريسي وأسلوب التدريس”.
وبيّن أنّ “جودة التعليم تمهّد الى شيء اكبر، فلدينا بلد يجب ان يبنى واحد وسائل البناء هي الكفاءات المهنية والوسطية التي يجب أن تدرس، فالامر لايتحدد بالمنهج وأسلوب التدريس فقط بل في جودة التعليم وهدفه”.
 
الملف الاقتصادي
أكد الجواهري الحاجة الى “منهجية ادارة الملف الاقتصادي والثقافي والمجتمعي للبلد، وعند وجود المنهجية سنبحث، عندئذ، عن اصحاب القدرة المتمثلين بالكفاءات الوسطية والعليا التي ستعكس جودة التعليم المهني الذي سيخرج الكفاءات  الجديدة”.
 
بيئة العمل والاستثمار
وتابع الجواهري “صدرت بتاريخ 11 تموز الحالي رؤية الحكومة العراقية لتحسين بيئة العمل والاستثمار في العراق، وبناءً على هذه الخطوة نقول إن المستثمر يبحث عن الكفاءات، لذا علينا ان نجعل المعاهد المهنية أنموذجية تخرّج ملاكات ذات مستوى عالٍ جاهزة أن تذهب الى مؤسسات سوح العمل وان تكون قدوة للمؤسسات والمعاهد الباقية لتكون أنموذجا”.
واضاف “عندما تعقد ندوات الترويج للاستثمار نقول ان لدينا معاهد مخرجاتها مؤهلة، وانكم ايها المستثمرون ستجدون هنا أناسا قادرين ان يعملوا بشكل جيد ومثمر ومنتج”.
وكشف عن وجود “ضعف في اعداد الكفاءات البشرية التي يستطيع المستثمر المحلي او الاجنبي الاعتماد عليها منها القدرة الفنية والمهارة العلمية والادارية”، مبيّنا ان “المشكلة الكبرى ان الموارد البشرية تتخرّج من المعاهد والكليات من اجل الحصول على الشهادة وليس الدخول الى سوق العمل، لذا فكل مستثمر يجلب العمالة من الخارج، ونرى في الشارع الكثير من العمالة
 الاجنبية”.