الصباح/ وكالات
ناضلت شركة فيسبوك في سبيل تطوير أجهزتها الخاصة للتنافس مع أمثال أمازون وغوغل، وذلك وفقًا لتقرير جديد نشرته قناة سي إن بي سي CNBC، والذي أوضح كفاح فيسبوك في ما يتعلق بقسم الأجهزة السريَّة المسمى (Building 8).
أقسام سريَّة
وأنشأت العديد من الشركات أقساماً سريَّة خاصة بها لتطوير أجهزة وتقنيات جديدة، إذ هناك قسم (Skunkworks) التابع لشركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin، والذي أنتج طائرة تجسس (U-2) وطائرة (SR-71 Blackbird).
وجمعت شركة آبل مجموعة سرية لتطوير جهاز آيفون، وأنشأت فيسبوك قسمًا خاصًا بها أثناء تحولها إلى الأجهزة في السنوات الأخيرة.
ويُعد (Building 8) بمثابة القسم الذي تعمل من خلاله فيسبوك على بعض أفكارها الغريبة، مثل النظام الذي يسمح للمستخدمين بالكتابة باستخدام أفكارهم؛ والهواتف الذكيَّة التركيبيَّة؛ وجهاز للاتصال المرئي الذي أصبح في نهاية المطاف يعرف باسم (Portal).
وكان منافسو فيسبوك الكبار في مجال التكنولوجيا، مثل غوغل وآبل وأمازون ومايكروسوفت قد وجدوا طرقًا مختلفة لتحقيق النجاح، سواء من خلال الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الشائعة، مثل آيفون وإكس بوكس أو أجهزة البث والمساعدات الرقمية من أمازون وغوغل.
انتكاسة كبيرة
ووظفت فيسبوك في العام 2015 ريجينا دوجان Regina Dugan، العاملة سابقًا في غوغل ووكالة المشاريع البحثية الدفاعيَّة المتقدمة، لتدير القسم، لكنها غادرت الشركة بعد عام ونصف فقط من العمل، أي في شهر تشرين الأول 2017.
ومثل رحيل ريجينا انتكاسة كبيرة لفيسبوك، التي ناضلت بشكل متكرر لاقتحام مجال الأجهزة، وحلت فيسبوك مجموعة الأجهزة بعد عام، وتحديدًا في شهر كانون الأول 2018، ونقلت موظفيه ومشاريعه إلى أجزاء أخرى من الشركة.
ويلقي تقرير CNBC نظرة على صعود ونهاية (Building 8)، والتحديات التي فرضها على فيسبوك، ولماذا انفصل القسم وتحول إلى شركة، مع الكشف عن بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام حوله.
وأصبحت فيسبوك مهتمة بتطوير جهاز مساعد منزلي بعد فترة وجيزة من إطلاق أمازون لمكبر صوت (Echo) ونجاحه الكبير.
وكان أحد أول مشاريع القسم السري جهاز يسمى (Little Foot)، وهو جهاز آيباد يوضع على قاعدة آلية يمكنه اكتشاف وجود شخص ما بالغرفة والدوران باتجاه ذلك الشخص.
لكنْ بالنظر إلى أنَّ فيسبوك تتطلع بشكل متزايد نحو الفيديو، فقد بدأ فريق (Building 8) في تطوير (Little Foot) كجهاز دردشة فيديو. وجرب الفريق مجموعة متنوعة من الأحجام، بما في ذلك أحجام بحجم تلفزيون كبير، مع التوضيح أن التجربة المثالية ستكون منتجًا ممتدًا من الأرض إلى السقف.
ميزانية ضخمة
وتسببت الطبيعة السريعة لقسم (Building 8) في حدوث بعض الاستياء بينه وبين الأقسام الأخرى داخل الشركة، حيث كان للقسم ميزانية ضخمة، وعند دعوة أعضاء من فريق فيسبوك لزيارته من أجل إلقاء نظرة على النماذج الأولية المبكرة كانوا يدخلونه مع حراسة.واتخذت فيسبوك قرارًا في شهر آب 2017 يهدف إلى تسريع الأمور، إذ تم تعيين أندرو بوسورث كمسؤول عن إدارة الأجهزة الاستهلاكية، بما في ذلك (Oculus) و (Building 8)، والذي كان لا يمتلك أي خبرة في مجال
الأجهزة.
وأخبر الموظفون السابقون "سي إن بي سي" أنه عندما يتعلق الأمر بالقرارات التكنولوجية، فإنَّ بوسورث لم يقدم سوى القليل من التوجيه. وتعرضت فيسبوك لصدمة كبيرة بعد فضيحة الخصوصية في شهر آذار 2018، ما دفع بوسورث إلى تأخير إصدار جهاز (Portal)، وإعادة النظر في التصميم.
وانتهى الأمر بالإعلان عن الجهاز في شهر تشرين الأول الماضي، وإصداره في شهر تشرين الثاني، بينما جرى في شهر كانون الاول إعادة تسمية فريق (Building 8) ونقل مشاريعه إلى أقسام أخرى. وبالرغم من هذه الاضطرابات، لا تزال فيسبوك تعمل حاليًا على مجموعة متنوعة من الأجهزة، ويبدو أنها تعمل على إصدار جديد من جهاز (Portal) – بما في ذلك جهاز يسمى داخليًا (Ripley)، والذي يبدو أنه كاميرا يمكن تثبيتها على التلفزيون لتحويله إلى جهاز (Portal) أكبر.
واتساب وإنستاغرام
وعلى صعيد منفصل أعادت فيسبوك تسمية تطبيقي واتساب وإنستاغرام وإضافة اسمها في قرار يهدف إلى زيادة توحيد تطبيقات الشركة المطورة كخدمات استهلاكية منفصلة.
وكانت فيسبوك قد بدأت بإدخال تغييرات وميزات جديدة إلى واتساب وإنستاغرام بعد حصولها عليهما، وتعيد الآن تسمية تطبيقات الرسائل الفورية الشهيرة مع إضافة
اسمها.
واستحوذت فيسبوك على إنستاغرام في العام 2012 وعلى واتساب في العام 2014، لكنَّ العديد من مستخدمي هذه التطبيقات لا يدركون حتى اليوم أنهم جزء من إمبراطورية مارك زوكربيرغ.
وقد بدأت الإضافة بالظهور لدى بعض المستخدمين، بحيث أصبحت الأسماء واتساب من فيسبوك (WhatsApp from Facebook)، وإنستاغرام من فيسبوك (Instagram from Facebook).
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه شركة التواصل الاجتماعي تدقيقًا من المنظمين بشأن مشكلات الخصوصية ومع من تشارك معلومات المستخدمين.
خطوة كبيرة
وتُعد هذه خطوة كبيرة من فيسبوك لأنها سمحت سابقًا لواتساب وإنستاغرام بالعمل وأن تكون علامات تجارية مستقلة، وكان لدى الشركات رؤساء تنفيذيون وتطبيقات ومواقعهم الإلكترونية ومبان وعناوين بريد إلكتروني خاصين بهم.
وأبلغت الشركة موظفي واتساب وإنستاغرام مؤخرًا بالتغييرات وأن ملكيتها لكلا التطبيقين ستصبح أكثر وضوحًا، إذ إنَّ منظمي مكافحة الاحتكار يبحثون في عمليات استحواذ فيسبوك على واتساب وإنستاغرام.
وتستخدم منصة التواصل الاجتماعي العملاقة نمط تسمية مماثلاً لتطبيقاتها الأخرى، بما في ذلك مكان العمل (Workplace by Facebook)، والذي يُعد أداة تعاون وتواصل تربط الموظفين ببعضهم البعض عبر شبكة اجتماعية داخلية. ويقال: إن عملية إعادة التسمية تجري بشكل تدريجي وبدأت الشركة في إضافة اسمها إلى بعض نسخ تطبيق إنستاغرام لنظامي أندرويد وآي أو
إس.