اقام اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة جلسة احتفائية، امتزج فيها عنفوان الشباب وخبرة التقديم والمشاركة الفاعلة، سادها الشعر المتدفق من كتابه الجديد ( ربما) للشاعر حسن سامي، الذي فاز في المسابقة الأدبية للشباب/الدورة الثانية التي نظمها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
في البدء قال الدكتور مولود محمد زايد الذي ادار الجلسة:
لمن لا يعرف حسن سامي شخصيا ويقرأه، سيجد مفارقات كثيرة على صعيد علاقة عمر الإنسان برؤيته الخاصة، ففي داخل النص تجد شخصية معجونة بالتفاصيل وتعب تجارب الحياة التي هي من متبنيات الشعر بوصفه مادة حياتية غير شخصية، وفي الخارج – على صعيد شخصية الشاعر- تجد شابا هادئا وخجولا لن يتوقع القارئ منه كل هذا المحطات المدهشة حضورا وتقمصا واشتغالا، لننفي بذلك دعوى ( الشاعر الشاب )، فلا كهولة ولا طفولة مقابل الوعي الذي هو أساس التجارب الشعرية على اختلافها، نعم إننا نقف أمام موهبة اختبرت الوعي واستثمرته استثمارا مضنيا .
بعدها قال الشاعر حسن كلمة قصيرة أوجزها : أشكر اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة هذا المشغل الثقافي الذي لا يراوده التوقف ولا ينضب جديده لاحتفائه بي.
مسابقة الأدباء الشباب هي نافذة مهمة يطل منها الشباب بنتاجاتهم على العالم، وفوز مجموعتي الشعرية (ربما) هو فوز لأمي البصرة.
ثم قرأ مجموعة من قصائده في كتابه الفائز بالجائزة .
ثم بدأت القراءات النقدية والرؤيوية التي تناوب عليها العديد من الأدباء والنقاد حيث قال د. سراج محمد : توسم الكتابة كأثر إنساني فارق بالمغامرة ، غير أن الشعر بوصفه شكلا شاهدا على جنبة الابداع وجهة الابتكار والخلق الجمالي، يبدو - في أوسع صوره - رحلة باتجاه واحد، غير قابلة للرجوع على نحو الإقامة المؤقتة، والشاعر حسن سامي في كتابه الشعري ( ربما ) الذي فاز مؤخرا بمسابقة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، قطع تذاكر عديدة لجهات مختلفة ونال على تأشيرة الوعي والامتياز في كيفية القول والحضور داخل دلالاته القيمة على امتداد نصوصه المختلفة.
أما الناقد مقداد مسعود فقد تناولت ورقته العديد من المحاور نقرأ فيها: ينتسب الشاعر حسن سامي: الى جيل عراقي مملح بالحروب، الحروب بطبعتها الاخيرة القابلة للتحديث. وقت حسن سامي قابل للتبغ، ولهذا الفتى أسئلة تقوده وتقودنا الى أسئلة أخرى، لا ترث من الخيبة سوى البرحي، وبين الحين والآخر رأيت هذا الحسن يفتش عن سماوات لا تشبه سواه.
وأرسل الشاعر علاوي كاظم كشيش ورقة إحتفاء جاء فيها: كلمة (ربّما) تأتي مبهمة اذا جاءت وحدها بلا سياق لغوي، وهي تحيل الى احتمالية كبيرة اشبه بالهاوية، وضعها الشاعر بقصدية واعية جدا واختارها عنوانا لديوانه. وكأنه يريد أن يقول: كلّ ما عندي يحتمل كلمة (ربّما)، ربما هذا شعر، ربما هذه قصائد، ربما انا شاعر، ربما لديّ وطن، ربما اشعر بالسلام، ربما نموت عبثا، ربما أعشق وأحب وأغني، ربما نعيش ونحيا بسعادة.
ونبهت الشاعرة منتهى عمران الى نقطة مهمة بقولها : لقد أخذ الشاعر حسن سامي من الشعر الموزون الوزن والكبرياء والاعتزاز بالذات ومن قصيدة النثر الفكرة وبساطة المفردة فجمعها في خلطة واحدة لتتلائم قصائده مع روح العصر دون التضحية بأصل الشعر العربي. والجهد كبير وواضح في اعداد هذه الخلطة التي بدت متجانسة تماما دون إرباك أو نشازات وهو أمر يحسب للشاعر الشاب في ديوانه.
وفي مداخلته عبّر الشاعر علي الامارة عن سروره بمنجز الشاعر المحتفى به، وتناول بعض نماذج من شعره، مؤكدا على ضرورة الأخذ بيد الشباب نحو المساهمات والمشاركات الأدبية ليثبتوا جدارتهم من خلال تقديم ابداعاتهم.
وشارك عدد من الادباء والنقاد بمداخلات عديدة أسهمت في إغناء الجلسة التي أُختتمت بتوزيع الالواح والنصب التذكارية من قبل بيت الشعر في البصرة الى شاعر الجلسة ومقدمها..