السلطة!

آراء 2019/09/06
...

د. حسين القاصد
ماهي السلطة وما مؤهلاتها وما منافعها مع اننا نعرف مضارها ؟ وما أنواعها؟  لعل من اهم مقومات السلطة هو قوة القرار وامتلاك مقومات تنفيذه ، والتمكن  مما يريد من يمتلك هذه السلطة ؛ وقد تطغى السلطة وتتحول من قدرتها على القرار النافع إلى تماديها في التسلط فتصبح جبروتا وطغيانا .
وصاحب السلطة سلطان ، قبل أن تتعدد أسماؤه إلى ملك ورئيس وما إلى ذلك ؛ والسلطات في الزمن الحالي ثلاث : تشريعية وتنفيذية وقضائية ، وهذه السلطات الثلاث تعمل مجتمعة لتمشية أمور الناس وتيسير متطلبات حياتهم ، وحمايتهم وتوفير سبل العيش لهم .
ولعل رب الأسرة هو أول سلطة تتعرض للاستلاب حين تطغى سلطة من هم بعمر صغاره ليقوموا بتلقينه الأصول والقوانين التي لم ينصتوا إليها حين كانوا ( أطيفال) لا يفقهون شيئا سوى ما يقوله ابوهم وولي امرهم ونعمتهم. 
لكن برغم كل هذه السلطات ، تبقى هناك سلطة أوسع ، مع انها سرعان ما تتنازل عن ارادتها وتتحول إلى تابعة لإحدى السلطات الثلاث أو إلى جميعها ؛ وأعني بها
 السلطة الرابعة .
اربع سلطات من حق المواطن أن يستعين بها ، والسلطة الرابعة لها أن تملك القرار بعد أن تجعله رأيا عاما ضاغطا. 
لكن الرأي العام لا يأتي بتقرير مشوه يعلل سبب رفض ما يدعيه السيد أسعد الغريري بأنه نشيد وطني يصلح لبلد الحضارات والشعراء ، ليقول صاحب التقرير إن النشيد تم رفضه بسبب اتهام الشاعر بأنه بعثي !! عن أي بعثية تتحدث قناة الحرة ــ عراق ، وهي تذكرني بطرفة شهيرة أيام النظام الساقط ، حين حاول شخص ما أن يصبح مذيعا تلفزيونيا وهو مصاب بالتأتأة والتلعثم وحين رفضوه ، قال تم رفضي لأني( للل سسست بببعثيا)  فضحك المسلمون والكفار وما بينهما !! 
لكن لم تنته الحرب . 
كان على قناة الحرة ــ عراق أن تتوخى الدقة ، وتقول إن هذا الذي يسمونه نشيدا ليس إلا طقطوقة تسخر من العراق العظيم وتقول له ( لماذا اراك حبيبي حزين) وما كاتبها الا ممن يحسبون على أي شيء غير الشعر ؛ فلماذا تركت قناة الحرة ركة النص وأمية الشاعر وأخطاءه في الوزن وعجزه عن النهوض بنشيد يليق بالبلد ، وحصرت الأمر بأن النشيد رفض بسبب اتهام كاتبه بالولاء للنظام الساقط؟ .
لقد أخفقت السلطة الرابعة بل تسلقت لكي تكون الاولى ، معتمدة على قوة الجهة الممولة لها ، وبهذا هل لنا أن نسأل
 قناة الحرة ــ عراق الأمريكية ، عن أسعد الغريري ونشيده؟ فهل صار الغريري امريكيا ؟ ام صارت قناة الحرة ــ
 عراق بعثية ؟ .
انهم يذبحون الرأي العام والسلطة الرابعة لكي يخدموا السلطات التي سلطتهم على مصائر الناس.