التحسس في العلاقات العراقية الكويتية

آراء 2019/09/11
...


سعد العبيدي 
 
لم تستقر العلاقة بين العراق وبين الكويت على وفق المعايير والقيم الدولية والعربية، بقيت على حالها محكومة باعتبارات البداوة (الكسب) وسلوك أهل الصحراء (الثأر) منذ أن تأسست الدولتان. 
وتكونت بسبب هذه الاعتبارات وحساسية الانتماء أفكاراً لدى الشعبين عن بعضهما البعض باتت قاتمة وسلبية بعد احتلال صدام لها (أي الكويت) ، وكانت النتائج اتجاهات سلوك تؤشر أن كم الحقد بين قسم ليس قليلا من الشعبين قد ملأ خلايا العقل المعنية بالانفعالات كماً لم يتناقص على الرغم من مرور عقدين من الزمان على الاحتلال وما تلاه من حروب، وعلى الرغم من ظهور أصوات تدعو الى العقلنة وتكوين صفحات جديدة في العلاقات بين الحين والحين، وكان آخر هكذا نوع من السلوك ما نشر عن وجود دعامة حدود مائية أقامتها الكويت في مكان ليس مكانها كما يرى العراق
، ومن قبله مسألة الميناء وهي في الاجمال مشكلات واختلافات (سلوك) يؤشر حصولها سعة تأثير العامل النفسي في حصولها واحتمالات تكرار الحصول وإبقاء الخلافات قائمة بين البلدين لتنتج معالم سلوك جديدة تبقي البلدين في دوامة التأثير 
والتأثر. 
وبصدد آخرها أي دعامة الحدود يمكن القول إنه وبرغم الضرورات في تثبيت الدعامات والعلامات الحدودية بين البلدان العربية التي تترك أغلبها الحاجات الأساسية اللازمة لتمتين العلاقات وتكوين المصالح المشتركة كالمشاريع ذات النفع المتبادل وحرية التجارة والانتقال وتتمسك بالقشور وعوامل العزل والانزواء، لكن العلاقة بين العراق وبين الكويت لا ينبغي أن تمر  بالطريق نفسه الذي مر به العرب يوم تجزؤوا دولاً وحتى اليوم، لأن الأثر النفسي الذي تركته الحرب والاحتلال كان شديداً وتقتضي مصلحة الكويت والعراق تفكيكه عملياً وليس تعزيزه بعمل هنا أو فعل 
هناك. 
وعملية التفكيك تقتضي تنازلات مدروسة من كلا الطرفين المليئين بالأحقاد، وليس العكس أي إضافة عوامل توتر تجدد الأحقاد والأفكار السلبية. إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن عوامل الجغرافيا لم تتغير وجيرة العراق للكويت لن تتبدل، ومنطق الجيرة يقتضي التصرف باتجاه المحافظة عليها خدمة لكلا
 الجارين. 
ان الكويت دولة بحرية لا تحتاج منطقياً الى أن تضيف الى مياهها الإقليمية مساحة قوامها في العرض متر أو متران تبقي الموضوع مشكلة تصل الى حد تقديم العراق الجار شكوى أممية، تثير في النفوس غضباً يفتح خزين العقول لخروج أفكار سلبية، لا تتحملها الكويت كما لا يتحملها العراق، اللذان يحتاجان معاً الى أن يتجاوزا الماضي الذي لم يكن فيه العراقيون حكام اليوم والمحكومون مسؤولين عنه، وأن يؤسسوا معاً علاقات مصالح تعيد مشاعر الانتماء الى العروبة الواحدة والقبائل الواحدة والدين الواحد، وبعكسه وإذا ما بقي خزين العقول السلبي يتحكم بمخارج السلوك، سيأتي اليوم الذي تحصل فيه أحداث قد تكون خسائرها أضعاف الخسارة التي تسببها دعامة 
حدود.