شعراء ديالى في بغداد

ثقافة 2019/09/16
...

بغداد/ ابتهال بليبل
 
احتفى نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بنخبة من شعراء ديالى الشباب، بحضور عدد من الادباء والمثقفين.الجلسة التي ادارها الشاعر ثابت حسن حمد بدأت باستعراض سريع لمشوار الشعراء المحتفى بهم، وهم أسامة القيسي، زمن الجراح، عبد السلام محمد، كما وقد شارك الشاعر ثابت حسن خلال الجلسة ببعض نصوصه الشعرية. 
وقد شارك الشاعر أسامة القيسي المحتفى به، بعدد من القصائد منها: (ما قاله الماء عن ترنيمة الصبر/ عن دمعة ذبحت في اخرَ السطر / عن السيوف اذا يجتاحها جسد/ عن النبال كما ترتاح في الصدر/ ما قاله الماء بعض من روايته/ حيث الدماءُ جرت من ضفةِ الطهر/ للآن في خصره آثار معركة النهر/ للآن يشكو لوعة النهر/ تناثر الماء من كفيه واختصرت/ هذي الجراح ظمأ في سورة العصر/ مسلة النار خطت في مخيمهم/ ألا تدور رحى يا حنطةَ العمر/ تحدب الجود حتى خلته هرما/ من شدة الماء بل من شدة العصر/ اذا الرضيع بكى قد جاء يسكته/ يسابق الضوء سهما بات في النحر/ حرارة السهم كادت ان تذوبه/ كأن في عنقه حبلا من الجمر/ فالخيل والطف والعباس مرتقب/ ويسأل السيف انى ساعة الصفر/ رباه انا يتامى الماء ضحكته/ انين اضلاعه في مشهد البتر غبار ركضته/ نحو الحسين غدت كالنار/ فوق رؤوس( الخيم) تستشري اخي/ فديت احس الآن/ في عطش احس في جبل قد قد من ظهري/ أدرك بقاياي هذا الجود مسبحتي/ الآن يا سيدي ايقنت بالكسر رباه هذا حصاد الموت/ سنبلة بمنجل الماء قربانُ من الفكر/ هذي دمائي يا الله جرح فمي عمامتي زينب/ ايامنا العشر كما تدفق نحو الشام حزنُ دمٍ وخطبة/ انطقت ما صم بالقصر/ تكاد تطوي سماءً في عباءتها/ وسورة النجم والاخلاصِ والقدر/ يستجدي الليل لونا من حشاشتها والنور/ في وجهها ما باح بالسر).
أما الشاعر زمن الجراح فكانت قصيدة” في رحاب الشك” واحدة من القصائد المشاركة، قال فيها: (وهامَ بها حتى من الحبِّ مَلَّها كأحجية للآن ما سطاع حلَّها/ يسبُّ قوافيه التراقصن عندما سمعن حديثاً عابراً دار حولها/ وما انفكّ يهذي وهو في عزِّ مجده إذا قيل هل حاولت بالهجرِ قَتلَها/ ويمسح عن عينيه ما بات من أسىً ويترُك في جفن القصيدات كحلَها/ ويحشد جيشاً من دموع حروفه عسى إن همى في حيَّها أن يبلَّها/ وأكثَر ما يخشاه، ما بين عنفه ورقَّتها ، تمثال عشق تألها/ يُصارعهُ العصيان مالم يصلِّ في قصيدته الشيطان كي يستَحلَّها/ به كبرِياءُ الشَمسِ لكنَّ شِعرَهُ تَفيَّءَ مِن هَولِ المَشاعِرِ ظلَّها/ بشطرٍ رآها وهي تسلب عقلَه فكيف إذا استوفى بشطريه كُلَّها؟/ على أمنيات الشمعِ تسكُبه الرؤى فَيُبصر من ذاب اشتعالاً فدىً لَها/ ويُصلب لا إنجيل يترُك خلفهُ ولا أثراً يُغري به التيه وصلها/ أتذرِفَه الحوراء عبداً معذباً ويسقط في الآيات ربَّاً مولّها؟/ تُفتِّش عيناهُ الكواكب حسرة وما خلق الرحمنُ في الكون 
مثلها).
وكانت مشاركة الشاعر المحتفى به عبد السلام محمد ببعض القصائد منها: (مرةً أخرى وينمو غيهبٌ/ حولَ كفّيكَ وتنأى شرفةُ/ والشّراعاتُ “تهاوتْ حينما/ فزَّ موالٌ وغابتْ نخلةُ / حين ينْتابكَ غيمٌ موغلٌ/ والجراحاتُ أغانٍ رَثّةُ/ يكْشَخُ الموت بجرفٍ آفلٍ/ في بقاياهُ صباحٌ ملفتُ/ فسّرتهُ الريحُ ظلاً وأسى/ وأحاطتهُ كحُلْمٍ عتمةُ/ شاخَ في بالِ الرصاصاتِ ولمْ/ تكسرِ القاربَ يومًا موجةُ/ أنجبتنا الحربُ تِيهَاً مقفراً/ وبلا وعيٍ رَوَتْنا كِفّةُ/ واقترضنا الحلمَ خبزا آجلا/ فمتى للنهرِ تحنو ..ضفةُ/ نحنُ ياربُّ بقايا سمرةٍ / ومسافاتُ عذابٍ ..مرّةُ / هذهِ الحربُ عناقٌ ذابلٌ/ للضحايا ، ومساءٌ يهفتُ/ سيضيءُ الحقلُ قمحًا اخراً/ وتُحنّى بالشظايا طفلةُ).
كما وقد شارك الشاعر الدكتور محمد حسين آل ياسين بمداخلة تحدث فيها عن مواهب الشعراء المحتفى بهم وكييف أنها كبيرة وناضجة ومختلفة، لافتاً إلى أننا أحيانا قد لا تعثر على هذا الابداع وهذه الشاعرية عند الكبار. 
وقال عبر الجلسة: يبدو ان الأمر يتكرر مرة بعد مرة، في ان الشاعرية العالية لا بالعمر ولا بالمكانة ولا بالشهادة أو الوظيفة. 
وتوقف عند معجزة العراق وبانه ولود دائما وابدا عبر القرون لمواهب لا تشبهها مواهب غيره من الدول، والشعر في العراق معجزة وستظل ابدا، كما تحدث عن القاء الشعراء وتميز الشاعر عبد السلام واتقانهم العروض كان واضحا، وهناك انسيابية وعذوبة، ولغة عالية وكذلك صور وابتكارات.
كما وقد تخللت الجلسة العديد من المداخلات والمشاركات منها مداخلة للأمين العام لاتحاد الادباء القاص والروائي والناقد فاضل ثامر
 وغيرهم.