ايران: عودتنا الى {الاتفاق النووي} مشروطة

قضايا عربية ودولية 2019/09/16
...

طهران / وكالات
 
في وقت صرحت فيه ايران عن نيتها اطلاق سراح الناقلة البريطانية المحتجزة لديها  "  ستينا إمبرو" خلال الايام القليلة المقبلة قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي: إن تخفيض إيران لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي جاء لفتح المجال لبقية الأطراف للعودة إلى الاتفاق والالتزام به.
وأشار إلى أن طهران مستعدة للتراجع عن خطوات تقليص التزامها بالاتفاق إذا نفذت بقية الأطراف تعهداتها، وذلك بحسب وكالة "فارس" الإيرانية.
وقال صالحي، امس  الاثنين في كلمة باجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية،  "إذا قامت سائر أطراف الاتفاق النووي بتنفيذ تعهداتها بشكل كامل فإن إيران مستعدة للتراجع عن تقليص التزاماتها بالاتفاق".
 
وتابع صالحي "ينبغي على المجتمع الدولي التنديد بالإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد سائر الدول التي ترفض سياستها". 
 
 
لا لقاء مرتقب
في الوقت نفسه أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس الموسوي انه لن يكون هناك لقاء بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني، والأميركي دونالد ترامب في نيويورك.
 وأفاد الموسوي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، بأن جدول أعمال روحاني لا يتضمن عقد لقاء مع ترامب، خلال زيارته إلى نيويورك، للمشاركة في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة. 
ورغم أن وزير خارجيته مايك بومبيو، كان قد أعلن صراحة الثلاثاء 10 ايلول الحالي، أن ترامب قد يلتقي بالرئيس الإيراني، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة المقبلة، دون أي "شروط مسبقة"، إلا أن ترامب قال في تغريدة أمس على موقع "تويتر" إن "وسائل الإعلام الزائفة تقول إنني أرغب بلقاء الإيرانيين دون شروط، هذا تصريح غير صحيح مثل العادة". 
بينما صرحت مستشارة الرئيس الأميركي كيليان كونواي لقناة فوكس نيوز، بأن الاجتماع بين ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني لا يزال ممكنا، وأوضحت أن ترامب مستعد للنظر في إمكانية الاجتماع "على هامش" الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضافت كونواي "ولكن في حالة رئيسنا، من أجل عقد اجتماع أو عقد صفقة، من الضروري أن تكون الظروف مناسبة".
 
احتجاج ايراني
من جانب آخر قالت وزارة الخارجية الإيرانية:إن الاتهامات الموجهة الى ايران  بأن لها دورا في الهجوم على المنشآت البترولية السعودية "غير مقبولة" و"لا أساس لها".  ودان عباس الموسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي، هذه الادعاءات، معتبرا أن "نسب هجوم أرامكو لإيران لا أساس له من الصحة ويأتي في إطار الحد الأقصى من الكذب". 
من جهة أخرى، قال الموسوي: إن المباحثات مع فرنسا وأوروبا متواصلة، مشددا على أن فرنسا هي الطرف الآخر في الحوار مع إيران، ولا علاقة لنا إن وافق ترامب على الحوار أم رفضه.
وأشار الموسوي إلى أن طهران تعمل على رسم الخطوة الرابعة لتقليص التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، لافتا إلى أنها ستقدم على هذه الخطوة في حال لم ينفذ الأوروبيون التزاماتهم.
وكرر الموسوي موقف طهران الداعي إلى أن ينفذ الأوروبيون التزاماتهم ضمن الاتفاق النووي الموقع في العام 2015، لافتا إلى أن على واشنطن وقف الإرهاب الاقتصادي والعودة إلى الاتفاق النووي.
وذكر الموسوي أنه بالإمكان التفاوض مع واشنطن ضمن مجموعة 5  +1 إذا رفعت الولايات المتحدة الأميركية العقوبات، وعادت إلى الاتفاق النووي.
 
مواقف دولية
 من جانبها قالت وزارة الخارجية الصينية: إنه من غير المقبول تحميل مسؤولية الهجوم على منشآت النفط السعودية لأي جهة من دون دلائل قاطعة.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة هوا تشون يينغ، في مؤتمر صحافي في بكين: إن الصين تأمل في أن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس. 
وأعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثية اليمنية مسؤوليتها عن الهجوم، لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قال إنه لا يوجد دليل على أن الهجوم جاء من اليمن.  وتعرضت السعودية، في وقت مبكر من السبت الماضي، لهجوم واسع استهدف منشأتين نفطيتين لشركة "أرامكو" العملاقة شرق البلاد، وهما مصفاة بقيق لتكرير النفط وحقل هجرة خريص، تبنته قوات جماعة "أنصار الله" الحوثية اليمنية، التي قالت إن العملية نفذت بـ 10 طائرات مسيرة. 
من جانبها قالت وزارة الخارجية البريطانية، "إن الهجوم على منشآت النفط السعودية خطير"، لكن من المهم معرفة الحقائق الكاملة بشأن المسؤول عنه قبل اتخاذ أي رد، وذكر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن المملكة المتحدة تقف بقوة إلى جانب  الرياض .
وقال راب: "بالنسبة للمسؤول، فإن الصورة ليست واضحة تماما، نريد الحصول على صورة واضحة، وسنحصل عليها قريبا". 
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذكر أن الولايات المتحدة تعتقد أنها تعرف من يقف وراء هجمات "أرامكو" ومستعدة للتحرك، لكنها تنتظر تقييم الرياض للحادث، وكيفية التعامل معه.
وكتب ترامب على "تويتر" مساء أمس الأحد: "تعرضت إمدادات النفط السعودية لهجوم، لدينا سبب للاعتقاد أننا نعرف الفاعل ونحن مستعدون (للتحرك) بناء على التحقق، لكننا ننتظر الاستماع للمملكة حول من يعتقدون أنه تسبب في الهجوم وما هي الشروط التي سنواصل العمل بموجبها!". 
من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي، جميع الأطراف بضبط النفس، وعدم تصعيد التوتر في المنطقة، بعد الهجوم  على شركة آرامكو النفطية السعودية. 
وقالت المتحدثة الرسمية للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي مايا كوتشيانتيتش، في إفادة صحافية امس: "لدينا رد فعل حول الهجمات التي طالت محطتين للنفط في السعودية، وشددنا على أنه من الأهمية إيضاح مسؤولية هذا الهجوم".
وأضافت المتحدثة: "من المهم على جميع الأطراف عدم تصعيد التوترات والمحافظة على الهدوء وضبط النفس". 
وتقع بقيق على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران في المنطقة الشرقية بالسعودية.  وتضم بقيق أكبر معمل لتكرير النفط في العالم. 
 
"ستينا إمبرو"
 من جانب آخر أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس الموسوي،  أن طهران ستفرج عن ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبرو" قريبا. ولفت الموسوي إلى أن هناك نحو ثلاثة إجراءات روتينية متبقية، وأن المراحل القانونية والقضائية للإفراج عن الناقلة شارفت على الانتهاء. يأتي ذلك بعدما، أكدت طهران في أكثر من مناسبة، أن الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبرو" التي احتجزها الحرس الثوري منوط بقرار المحكمة، مشددة على أن على الناقلة البريطانية انتظار دراسة التهم الموجهة إليها بانتهاك قواعد الملاحة وصدور حكم المحكمة. كما شددت طهران على أن لا علاقة بين احتجاز الناقلة الإيرانية "أدريان داريا 1" (غريس 1) واحتجاز الناقلة البريطانية. يذكر أن الحرس الثوري الإيراني احتجز ناقلة "ستينا إمبرو" البريطانية في مضيق هرمز في 19 حزيران  الماضي بدعوى مخالفتها قوانين الملاحة، واقتادها إلى ميناء بندر عباس. في السياق نفسه أوقفت القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني،  امس سفينة على متنها 11 شخصا، كانت متجهة إلى الإمارات، قبالة محافظة هرمزكان، جنوبي إيران، بدعوى تهريب الديزل. ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن قائد المنطقة الخامسة للقوى البحرية التابعة للحرس الثوري إن: "السفينة (لنش)، أبحرت من ميناء لنكة المطل على الخليج الفارسي، وكانت متجهة للإمارات وتم توقيفها عند مسافة 20 ميلا شرقي جزيرة تنب الكبرى". وأضاف أنه: "تم توقيف طاقم السفينة المكون من 11 شخصا وإحالتهم على الجهة القضائية". كما أشار إلى أن السفينة كانت تحمل 250 ألف لتر من الديزل المهرب.