لندن/ أ ف ب
وافق العديد من أهم المجموعات المشغلة لشبكات الجوال حول العالم على البدء في الكشف عن آثارها على المناخ، في إطار مبادرة رئيسة جديدة بقيادة رابطة "جي إس إم إيه" لتطوير خارطة طريق للعمل المناخي في قطاع الجوال تتماشى مع اتفاقية باريس للمناخ.
غازات الدفيئة
وتكشف حالياً أكثر من 50 شركة مشغلة للجوال - تمثّل مجتمعة أكثر من ثلثي اتصالات الجوال على مستوى العالم عن تأثيرات المناخ والطاقة وانبعاثات غازات الدفيئة عبر نظام الكشف العالمي عن الآثار على المناخ التابع لمنظمة "سي دي بيه" والمعترف به دوليًا. ستتيح هذه الخطوة الشفافية الكاملة للمستثمرين والعملاء المعنيين بقطاع الجوال.
يشكّل الكشف عن آثار الشركات على المناخ المرحلة الأولى من خارطة طريق العمل المناخي على نطاق القطاع. وسوف تشهد الخطوة التالية تطوير المسار نحو إزالة الانبعاثات الكربونية في قطاع الجوال، بما يتماشى مع مبادرة الأهداف العلمية ("إس بي تي آي")، التي ستصبح نافذة بحلول شباط 2020. وسوف تتضمن هذه المبادرة تطوير خطة على مستوى القطاع لتحقيق صافي معدوم لانبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2050 تماشياً مع اتفاقية باريس للمناخ.
عمل تعاوني
وقال المدير العام لرابطة "جي إس إم إيه" ماتس جرانريد: "يمثل إعلاننا بداية عمل تعاوني من جانب قطاع الجوال لمعالجة الحالات المناخية الطارئة، الأمر الذي يعكس مدى قدرة القطاع الخاص على تولي زمام القيادة والمسؤولية لمواجهة أحد أخطر التحديات التي تهدد كوكبنا".
وأضاف: "سوف يشكّل قطاع الجوال العمود الفقري لمستقبل اقتصادنا، وبالتالي فهو يتمتع بفرصة فريدة لتحفيز التغيير عبر قطاعات متعددة بالتعاون مع المورّدين والمستثمرين والعملاء لدينا".
من جهته، قال بول سيمبسون، الرئيس التنفيذي لمنظمة "سي دي بيه": "إننا نرحب بهذه الخطوة التي قام بها قطاع الجوال للكشف عن آثاره على المناخ بالتعاون مع منظمة 'سي دي بيه'، مما يعكس خطوة واضحة المعالم للالتزام بتوفير الشفافية للمستثمرين والعملاء لديها في إطار منهجية على مستوى القطاع". وأضاف: "نتيجة للكشف عن آثارها على المناخ، ستتمكّن الشركات المشغلة لشبكات الجوال من تقييم وفهم آثارها على البيئة، ما يساعدها على تحقيق الاستدامة في صميم أعمالها".
الأهداف العلمية
توفر مبادرة الأهداف العلمية (إس بي تي آي) إطارًا شفافًا وفعالًا لتحقيق الهدف الأكثر طموحًا ضمن اتفاقية باريس للمناخ والمتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ليصل إلى 1.5 درجة مئوية بحلول العام 2050، ما يسهم بشكل كبير بالتقليل من مخاطر وآثار تغير المناخ. غير أنه لم يتم وضع أي منهجية مصممة خصيصاً لقطاع الجوال حتى اليوم.
وسيسمح المسار الجديد قيد التطوير بتوفير المعايير اللازمة لتسريع الوتيرة التي تعمل الشركات المشغلة لشبكات الجوال بموجبها في ما يخص تحديد الأهداف الخاصة بها. غير أنّ النطاق الزمني الذي تستخدمه الشركات الفردية للوصول إلى أهدافها سوف يعتمد على عدد من العوامل، بما في ذلك موقعها الجغرافي وقدرتها على الوصول إلى الطاقة
المتجددة. وتتوقع رابطة "جي إس إم إيه" أن تتمكن بعض الشركات من تحقيق هدفها المتمثل في صافي معدوم لانبعاثات الكربون قبل الموعد النهائي للتخلص من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050.
حشد القطاع للعمل المناخي
تعمل رابطة "جي إس إم إيه" مع الشركات المشغلة المشاركة في المبادرة، وسوف تتعاون مع المجتمع الدولي وخبراء المناخ والمنظمات من الطرف الثالث لتحقيق التقدم والنهوض بالقطاع، ووضع أفضل الممارسات، ودعم الكشف عن آثارها على المناخ وتحديد الأهداف. ويلتزم القطاع أيضاً بتطوير الابتكارات في مجال تكنولوجيا الجوال في عدة مجالات مثل البيانات الضخمة وتقنية إنترنت الأشياء التي يمكن أن توفر حلولًا بيئية فعالة من حيث استخدام الطاقة عبر قطاعات متعددة بما في ذلك النقل والتصنيع والزراعة والبناء والطاقة.
وتشكل هذه الأعمال جزءاً من مسيرة القطاع في سبيل دعم تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتحديداً هدف التنمية المستدامة 13 حول العمل المناخي. كما أنها تشكّل جزءاً من مهمة القطاع المتمثلة في ربط جميع الأفراد والأشياء بذكاء #بمستقبل أفضل.
{جي إس إم إيه»
تمثّل رابطة "جي إس إم إيه" مصالح الشركات المشغّلة للاتصالات الجوالة في جميع أنحاء العالم. وتقوم الرابطة بجمع أكثر من 750 من شركات الاتصالات الجوالة في العالم مع أكثر من 400 شركة في منظومة الاتصالات الجوالة الأوسع والتي تشمل الشركات المصنعة للهواتف والأجهزة الجوالة وشركات البرمجيات ومزودي المعدات وشركات الإنترنت، بالإضافة إلى المنظمات التي تعمل في قطاعات صناعية ذات
صلة.
كما تعمل الرابطة أيضاً على تنظيم فعاليات "المؤتمر العالمي للجوال" الرائدة في القطاع والتي تعقد سنوياً في برشلونة ولوس أنجلوس وشنغهاي، بالإضافة إلى سلسلة المؤتمرات الإقليمية "موبايل 360".