جلسة تأبين بصريَّة للروائي الكبير اسماعيل فهد اسماعيل

ثقافة 2019/09/30
...

حبيب السامر
ضمن برنامجه الثقافي، أقام اتحاد الادباء والكتاب في البصرة جلسة تأبين للروائي الكبير اسماعيل فهد اسماعيل لمرور عام على وفاته، بمشاركة واسعة من أدباء ونقاد المدينة ، وفاءً لما قدمه من عطاء ثر ، إذ كان أول أعماله مجموعة قصصية بعنوان "البقعة الداكنة" كتبها في عام 1965.ثم كتب بغزارة بعد أن لاقت مجموعته القصصية رواجاً في العالم العربي وخاصة في مصر. فألف ما يزيد على أربعين كتاباً بين قصص ودراسات وروايات.
وفي مستهل تقديمه للجلسة قال  الناقد د. سلمان كاصد مستعرضاً بعض سيرته بقوله: ولد اسماعيل فهد إسماعيل في1 كانون الثاني 1940/ البصرة، وهو كاتب وروائي متفرغ منذ عام 1985 ويمثل إحدى العلامات الروائية العربية المحسوبة في سماء فن 
الرواية. 
فلقد قدم إسماعيل فهد روايته الأولى «كانت السماء زرقاء» عام 1970، وفي حينها قال عنه الأديب العربي المعروف الأستاذ الشاعر صلاح عبد الصبور في تقديمه للرواية: «كانت الرواية مفاجأة كبيرة لي، فهذه الرواية جديدة كما 
أتصور. 
رواية القرن العشرين. قادمة من أقصى المشرق العربي، حيث لا تقاليد لفن الرواية.
وكان أول المتحدثين القاص محمد خضير في ورقته (إسماعيل فهد إسماعيل في ذكرى وفاته الأولى):لابّد من أن نفتتح حديثنا بالقول: "كانت السماء زرقاء، وقد أصبحت اليوم سماء نائية! كان اسماعيل فهد اسماعيل يزورنا في العام مرّة، وإنّ ومقعده هنا سيظل فارغاً، فنحن على ثقة من أنه نأى عنّا الى سماء أبعد من نخيل البصرة، بل أبعد من الحدود المرسومة لصحراء الكلمات اللاهبة! انحدر بعيداً، بعيداً، نحو(ضفاف أخرى) غير مرئية، كي تتمرأى ذاته في مرآة الأهوار التي تاق يوماً للتوحد على تيّارها الهادئ.
يرسم الغياب، غياب اسماعيل وغيره من اصحاب الهويات العابرة، سبيلاً وسطاً بين الموت ومرآته المنصوبة مثل فخ أو كاميرا في طريق 
العابرين.
 أما ورقة الناقد جميل الشبيبي وهو صديقه المقَرّب جداً  فقد شملت جوانب عدة 
ومنها:
في رحاب الذكرى الأولى لرحيل الروائي إسماعيل فهد إسماعيل، ينبغي علينا الإنصات الى مئات الصفحات التي كتبها الراحل، واضعاً فيها روحه التواقة الى حب الحياة والعدالة وحب الإنسان الذي يعتبره أثمن كائن، ينبغي الانصات الى صوته وحياته . لقد واكب الروائي إسماعيل تحولات الذات الإنسانية الروحية والوجودية في عمق 
أزماتها.
وأشادت الشاعرة والروائية بلقيس خالد بشخصية الروائي بقولها : لم يكن إسماعيل فهد إسماعيل مجرد كاتب روايات، من يتحدث معه ولو لدقائق يشعر بفيوضات إنسانيته، له الكثير من هدوء السبيليات و هو طيب مثلها، في كلمات هذا الإنسان الفذ أكثر من ثريا  تنير لي طريقي الجديد..في المرابد الأخيرة حظيتُ بدقائق من وقته.. 
وأهداني بعض رواياته.. لمست  فيه الطيبة والتواضع وحب الاصغاء لأسئلتي له حول مسيرته الأدبية الغزيرة التي جعلت منه علماً من أعلام الحداثة في الرواية 
العربية.
وشارك الناقد مقداد مسعود بورقة صندوق أسود آخر فرشة للكتابة عن روايتي : العنقاء والخل الوفي  وصندوق أسود آخرقال فيها:
ليس بالكاتب وحده يدوم الكتاب : بهذه المقولة، يستقبل القارئ إسماعيل فهد إسماعيل، في روايته "عندما رأسك في طريق واسمك في طريق أخرى" في صندوق أسود آخر، فاعلية ممازجة بين روايتين لإسماعيل "في حضرة العنقاء والخل الوفي" و"صندوق أسود آخر". 
إذ في الرواية من الداخل، ومن خلال الزينبتين : زينب العنقاء وزينب صندوق أسود  كلتاهما وبشهادة زينب الثانية (نستعين على القانون بالقانون /17) كلتاهما محاميتان: الأولى دكتوراه بالقانون الدولي من جامعة برلين والثانية خريجة جامعة 
الكويت.
اما القاص والروائي باسم القطراني فقد لخص مداخلته : دأب كتاب القصة والرواية في العالم اجمع، على التعامل مع مكانين (واقعي، وافتراضي) في الكتابة، الا ان عدداً غير قليل منهم يتعامل مع مكان (بين المكانين)، أي انه يتحرى المكان الواقعي دون الإلمام التام به لأسباب شتى، احدها عدم وضوح الرؤية والدقة التامتين بتفاصيله ما ينتج مكاناً هجيناً لا يمت الى النوعين الآنفين بصلة، كما حدث مع حيدر حيدر بروايته "وليمة لأعشاب البحر"، والمتتبع لأعمال الراحل الكبير اسماعيل فهد اسماعيل يجد هذا واضحاً خصوصاً في روايتي "طيور التاجي"  
و"السبيليات " .
وأخيراً اقترح الكاتب حسين فالح ان يتم توثيق ما طرح في هذه الجلسة وما كتب عن الروائي اسماعيل بكتاب يلخص تجربته 
الروائية .