{لستَ وحدك في البيت} معك جراثيم وبكتريا وكائنات تثير الفزع

من القضاء 2019/10/07
...

ترجمة / عادل العامل
 
لا يدرك الناس في الغالب أنهم ليسوا وحدهم في منازلهم، فهناك أيضاً الجراثيم والكائنات الصغيرة والبكتريا والمخلوقات المجهرية التي تعجّ بها المنازل وتشاطرهم العيش في كل مكان فيها، وخاصةً غرف الحمّام. هذا عدا النمل، والديدان، والخنافس، وغيرها، بطبيعة الحال. وهو ما يتطلب منهم استخدام الوسائل الفعّالة للتطهير والمكافحة، والتهوية الصحّية.وقد قام عالم البايلوجيا والبيئة الأميركي روب دَن وفريقه على مدى سنوات بدراسة ميدانية لهذه الأنواع الحية الآنفة الذكر في 1000 منزل في مختلف أنحاء العالم. 
وكانت النتائج، التي يُظهرها كتابه (لست وحدك في البيت) الجدير بالاهتمام والصادم أحياناً، حصيلة مروّعة مثيرة للدهشة. ماذا في (دوش ) الحمّام بالذات؟
وإذا أخذنا مثلاً على ذلك مرشّات (الدوش ) في غرف الاستحمام، فإننا نجد أنه حين يمر الماء من خلالها، يتكون غشاء مخاطي سميك من البكتريا وكائنات مجهرية أخرى 
وإفرازاتها. 
ولهذا الغشاء المخاطي بيئته المصغَّرة: كائنات حية دقيقة تُعرف بالأوّلانيّات protists تأكل البكتريا المفترسة؛ وديدان خيطية دقيقة تأكل الآوّلانيّات. وكل جزء من الماء المنبثق من مرشّة دوش حمّامك يكون مليئاً بمخلوقات صغيرة جداً. وهذا وحده كافٍ لجعلك تشعر بالقرف والرغبة ربما في التخلّي عن الاستحمام بهذه الطريقة طوال 
حياتك! 
وقد يشكّل هذا، بالنسبة للبعض، مادة لكوابيس مفزعة، لكن دَن وأصحابه لم ينتهوا عند هذا الحد. فقد راحوا أيضاً يتحرَّون أمر الحشرات المخيفة والمزعجة الموجودة في البيوت. وبعضها يعيش جنباً إلى جنبٍ معنا لزمنٍ طويل. 
 
صحبة قديمة جداً مع الحشرات
فقد كان الصّرصر الجَّمل camel cricket ، على سبيل المثال، ملازماً لنا في قديم الزمان حين كنا نعيش في الكهوف. وقد عُثر على نقشٍ ما قبل تاريخي لهذا الكائن على قطعة من عظم ثور برّي في كهف فرنسي.
كما ظل الذباب معنا على الدوام منذ أقدم العصور. وقد دُفن الفرعون المصري توت عنخ آمون ومعه مضرب لقتل الذباب. فقد كان يفترض كما يبدو أنه سيكون بحاجة، حتى وهو في الآخرة، إلى ما يُبعد الحشرات 
عنه.
وفي أحد البيوت التي درسها دَن، كانت هناك حشرة ملتحية من حشرات شبكيّة الجناح lacewing تتعايش مع نملٍ أبيض، لكن بطريقة غير سلمية. وهذه الحشرة نوع نادر يعيش في أعشاش النمل الأبيض. وهي تُطلق بخاراً سامّاً من مؤخرتها يُصيب النمل بالدوخة وبذلك يمكنها أن 
تأكلهم.
وفي منزل آخر، كانت هناك خنفساء ليس بالإمكان التعرف عليها إلّا بالتفحص الدقيق لجسمها المُشعر وقضيبها الذكري.
 
زوّار حيواناتنا الأليفة أيضاً
وتجلب حيواناتنا المنزلية الأليفة العديد من الزوّار الآخرين إلى البيت. فالكلاب مثلاً أشبه بحدائق حيوان متنقلة للقراد والطفيليات، “وتتناسل في أحشائها الديدان، وتبيض، وتموت”. 
ولسوء الحظ، فإن البشر يمكن أن يُصابوا بعدوى الديدان الشريطية البرقية. وتكوّن هذه أكباس مواد متقيحة، يمكن أن يصل حجمها عند المصابين بها إلى حجم كرات السلّة basketballs. ولهذا ستفكّر أكثر من مرة كي تسمح لكلبك بأن يلعق وجهك، فأنت لا تدري بالتأكيد أين كان لسانه 
مؤخراً.
وأحد أبطال روب دَن هنا هو أنتوني فان ليوينهوك، “ أول متخصص في الميكروبيولوجيا في التاريخ”. فعندما قام هذا العالم الهولندي من القرن السابع عشر بتجربة مجهره الأول على قطرة من الماء، أصابه الفزع مما رأى: آلاف مؤلفة من المخلوقات الحية .. تتجمع وتتحرك جميعاً، لكن لكل مخلوق منها حركته الخاصة.”          
وذلك ما شعر به دَن تقريباً فيما يتعلق بالتنوع الأحيائي الاستثنائي الذي كشف عنه بحثه هذا. 
 
عن /  Daily online