بغداد/ مآب عامر
تستمد رواية “رسائل أمارجي” لجمال حسين علي الصادرة عن دار المدى “2019”، أحداثها من واقع السجون العراقية خلال الاحتلال الأميركي، إذ تنقل مجموعة من وقائع التعذيب داخل السجون العراقية أمثال “أبو غريب وبوكا”.
وتمثل بعض وقائع التعذيب تجارب علمية تخضع لقوانين علم النفس والتشريح، بينما تحتل الفوضى والممارسات الجنسية البعض الآخر، كما وتطرح بعض الاحداث المتعلقة باختفاء العلماء في ذاك الحين، ووهم الحرية والسجناء تظلماً، فضلا عن حالات الوفاة المجهولة للسجناء.
تتعمق رواية أدب السجون، بالموضوعات السياسية عبر بطلها المعروف بـ(الرجل)، وهو عالم عراقي يدخل بمجموعة من المجادلات والنقاشات ذات النزعة الوطنية مع سجانيه وشخوص أخرى، وتدور هذه المجادلات حول من الأكثر بشاعة وظلما في استخدام العنف والتعذيب، فالأميركان يقولون أنتم بينما العراقي يرى العكس، وخلال مجريات الاحداث يخطط الرجل مع مجموعة من المظاليم في الحبس للهروب.
وتطالعنا الرواية بمقطع سياحة في طبقات الجحيم: ( كانوا ينقلون الرجل من معتقل إلى آخر.. لكي يرى ويعيش حالات مختلفة من التنكيل والألم وكي يحرموه من الاستقرار حتى في زنزانة.. إلى أن ملوا من هذا الأسلوب.. بعد ان لاحظوا عدم تأثيره فيه.. فتركوه في معتقله الأخير المطل على البحر الذي قضى بالقرب منه طفولته.. هناك في اقصى الجنوب مكان يطلقون عليه: بوكا. على بوابته يرتفع علم اميركي كتب تحته بالعربي والإنكليزي عبارة- هدية من الشعب الأميركي الى الشعب العراقي- بينما الأيام تتداول بين المعتقلين هي الأيام نفسها الغادية منها أو القادمة وفي كثير من الأحيان لا يعلم فيها المرء في هذا المكان إن كانت تمضي أم تتوقف ،أي يوم هبط واي يوم رحل ،لا يقين في ان اليوم الهابط يحمل معه جديداً أو مختلفا عن سابقه ولا احد مهنيا بتداول الأيام كلها متشابهة ،عدا تلك التي يقرر فيها الرجل القيام بأمر ما فانه سيطن بإبر عينيه لادغا عقولهم بعبارة او تصرف حلا لازمة معتادة او افتعال موجة متناسقة عند البحر الذي عادوا يسمعون هيجانه وشعروا به منذ اللحظات التي تعرفوا فيها على الرجل الذي ما ان وصل الى هذا المكان حتى تعرفوا على اول طير يحلق في سماء المعتقل صاحبه هدير
الأمواج).
ومن الجدير ذكره أن جمال حسين علي حاصل على دكتوراه فيزياء ورياضيات من جامعة موسكو، له العديد من الإصدارات منها “صيف في الجنوب، الفنارات، التوأم، ظل متبخر، الضريح الحي”. كما وحصد العديد من الجوائز منها الصحافة العربية في العام 2005 لنادي دبي الإعلامي. جاء الكتاب في (282) صفحة من القطع المتوسط.