ومضات تركمانية

ثقافة 2019/11/04
...

فوزي اكرم 
 
 وداعاً
الفراشات مخلوقات جميلة 
تحلق دوما فوق الأزهار
ومن رحيقها تصنع 
أطفالا من عسل
لكن حينما قررت الأوراق 
ان ستتغير أجنحة الطيور 
قالت الأزهار
وداعا.
 
الناقوس
في ملتقى الشعر التقينا 
كان تارة يغازل الشمس 
وتارة يذوب في الاقداح
عيناه نهران مسافران من أسى الجنوب 
تسبح في غوريهما النجوم 
يداه ترسمان فوق صفحة الاهوار
علامة انتظار 
يد تحمل الواحا من الشعر 
وأخرى تجمع الشباك
وتحضن المياه والشجر 
وروحه ترحل عبر المدى 
تحمل من جيكور نفح الخير
إلى ذرى الجبال 
إذ تئن تحت وطأة الجليد
يمد من الساعة جسرا إلى الشمال 
يستل من ارشيفه
انشودة المطر
رسالة السياب
إلى عيون الشاعر البصير كورم
توأم الشقاء والألم 
وهو ينام نومة اللحود  
تحت قمة بيضاء 
ويمنح الحياة قسوة الجبال 
وطيبة الجنوب 
يعانق السهول والمياه والأطفال 
إلى غد 
لا بد أن يحل في العراق 
إلى غد
يعيد للقدس صلاة الفجر 
ويقرع الناقوس في الكنائس 
ويرفع الأذان في المآذن 
يعيد للجياع نكهة الرغيف 
ويطلق الغابات من اسارها وقسوة الخريف 
إلى الربيع حيث تفتح الحياة
اكفها لتحضن العراق.
 
 النار الأزلية
ايتها النار الازلية
في فؤادي 
اتقدي 
انثري الوانك القزحية
فوق بلادي 
فمجد الحياة لايعلو
إلا في الاحتراق 
ولأني مثلك
 ما ولدت
إلا من أجل 
عشق العراق
 
 خارطة وطني
كل الخرائط في العالم
ترسم بالحبر الاسود
سوى 
خارطة وطني 
لاترسم إلا 
بالدم  الاحمر.
 
 الشهيد
رأيت شرايين الأرض 
تنزف دما كل يوم من جديد 
رأيت الحرب 
والحصار 
والاحتلال 
اعتليت المشانق 
والمقاصل 
والمزيد 
شهدت الحسين في الطف
وشمرا ويزيد
لكني وآلله يا محمد
ما رأيت 
عمر الجلاد يطول 
أكثر من عمر الشهيد.