تنتهي اليوم الثلاثاء مهلة الشهرين التي منحتها إيران بعد الخطوة الثالثة من التقليص للأطراف الأخرى في الاتفاق النووي لتنفيذ التزاماتها وسط تأكيدات من الخارجية الايرانية انها لا تنوي ابدا الاضرار بالمصالح الاوروبية.
وأعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، عن بدء تشغيل 30 جهاز طرد مركزيا متطورا جديدا من الجيل السادس “IR6 .
وأضاف صالحي امس الاثنين خلال زيارته محطة “نطنز” النووية بمحافظة أصفهان أن “إنتاج طهران من اليورانيوم منخفض التخصيب ارتفع 10 أضعاف خلال الشهرين الماضيين”.
وأوضح أنه “خلال الشهرين الماضيين قمنا بتشغيل 15 جهازا مركزيا من الجيل المتطور”.
وتابع: “أنشطتنا النووية لم تتباطأ أو تتوقف خلال السنوات الماضية، وإنتاجنا من اليورانيوم منخفض التخصيب ارتفع خلال الشهرين الماضيين، بعد الخطوة الثالثة من 450 غراما يوميا إلى 5 آلاف غرام”.
ونوه صالحي بأن طهران تمتلك الآن في مفاعل نطنز 60 جهاز طرد مركزيا من الجيل السادس، وقال إنه “تم تشغيل 30 جهاز طرد مركزيا كانت على جدول أعمالنا بعد نحو 3 أو 4 سنوات، لكننا عجلنا في ذلك جراء التحديات السياسية التي نواجهها”.
في السياق نفسه أفاد مصدر مطلع في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بأن سلطات البلاد اتخذت قرارا بضخ غاز اليورانيوم إلى أجهزة طرد مركزية من الجيل السادس، يوم غد الأربعاء .
ونقلت وكالة “إيسنا” عن المصدر تأكيده أن “ضخ غاز اليورانيوم إلى 30 جهازا للطرد المركزي من الجيل السادس سيكون من بين إجراءات إيران في إطار خطوتها الرابعة لخفض التزاماتها النووية الأربعاء المقبل”.
وأضاف المصدر أن هذه الخطوة تعد “رسالة إيرانية صريحة لأوروبا بعدم التراجع عن قرارها”.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أعلن قبل أيام قيام لجنة بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بإعداد الترتيبات اللازمة لتقليص إيران التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، مرجحا تطبيق الخطوة الرابعة من خفض الالتزامات “في ظل عدم تحقيق نتائج ملموسة للجهود الأوروبية في تنفيذ تعهداتها تجاه إيران”.
موقف إيراني
في الوقت نفسه أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تصريحات أدلى بها في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، أن بلاده لا تمارس سياسة عاطفية إزاء الدول الأوروبية والغربية.
وقال ظريف، ردا على سؤال بشأن اتهامات موجهة له بإضاعة الوقت مع أوروبا بشأن الاتفاق النووي: “لست المسؤول عن وضع السياسات الخارجية لايران، وسياساتنا مقابل الدول 4+1 تتخذ في لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق النووي، وأنا مكلف بتنفيذها”. وأضاف أن “إيران لا تتخذ سياسات انفعالية أمام الغرب وأوروبا”.
كما تطرق الوزير إلى موضوع الاتهامات الموجهة ضد طهران بشأن مسألة غسل الأموال. وبهذا الصدد، قال ظريف: “لقد اتخذت أكثر المواقف حدة في الدفاع عن إيران مقابل اتهامات مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) والجميع شهد لقاءاتي والفيديوهات الخاصة بي، وأعتبر نفسي المسؤول عن الدفاع عن الجمهورية الإسلامية في الخارج”.
وتعرض الوزير لانتقاد في البرلمان لأنه أجاب على أسئلتهم بسرعة. وأوضح ظريف أنه على عجلة ومضطر لمغادرة البرلمان للمشاركة في اجتماع لمجلس الأمن القومي، مضيفا أن كبار المسؤولين هناك بانتظاره وأن الاجتماع لن يبدأ من دونه.
الرئيس الاميركي
وفي وقت يكشف الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن موقفه بشأن ايران اليوم إلا ان انشغاله في التحقيقات طغت على اغلب تصريحاته اذ طالب الرئيس الأميركي بالكشف عن هوية الشخص الذي قدم معلومات دفعت بمجلس النواب إلى فتح تحقيق ضده بهدف عزله.
وكتب ترامب في تغريدة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “لقد أخطأ ذلك الشخص لدرجة أنه يجب أن يكشف عن نفسه”.
وأضاف: “وسائل الإعلام الإخبارية المزيفة تعلم من هو، ولكن لأنها ذراع الحزب الديمقراطي، فإنها لا تريد الكشف عنه لأن ذلك سيكلف غاليا، اكشفوا عن ذلك الشخص وانهوا مهزلة العزل”.
ويأتي طلب ترامب وسط جهود مكثفة من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، أنصار ترامب، للكشف عن هوية ذلك الشخص، ويهاجمون مصداقيته.
وكان ذلك الشخص، الذي وصف بأنه مسؤول استخباراتي عمل سابقا في البيت الأبيض، أول من قدم بلاغا أثار فيه مخاوف بشأن محاولة ترامب ممارسة ضغوط على أوكرانيا لدفعها لإجراء تحقيق مع نجل منافسه الديمقراطي جو بايدن، هانتر بايدن الذي له مصالح اقتصادية في
أوكرانيا.
لكن مجموعة من الدبلوماسيين الحاليين والسابقين ومسؤولين في الأمن القومي أكدت فحوى الشكوى، وهي محاولة واضحة للضغط على أوكرانيا للتحقيق مع خصوم الرئيس الديمقراطيين.
ويجري التحقيق فيما إذا كان ترامب قد أمر بحجب قرابة 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية الحاسمة لأوكرانيا، بهدف دفع رئيسها الجديد للتحقيق في قضية بايدن وابنه هانتر.