العراق خزين العرفان الصوفي في العالم الإسلامي

ثقافة 2019/11/04
...

الكتاب :  التصوف في العراق
المؤلف : عدد من الباحثين 
الناشر : مركز المسبار للدراسات والبحوث
 
                                                          
كتاب (التصوف في العراق) الصادر عن  مركز المسبار للدراسات والبحوث يشكل جزءا من مشروع شامل إذ تمت دراسة التصوف في المغرب وفي الخليج وفي بلاد الشام وهو عمل جماعي ليتبين ملامح ومظاهر الجماعات الصوفية في العالم العربي والاسلامي .
 في فاتحة الكتاب  مقال (الطريقة الكسنزانية في عيون أهلها ومشيختها ومؤسساتها) د.محمد فاضل إبراهيم حمادي ويقدم الباحث مجيد عبد الحميد سعيد الخيرو، مادة عن  دور التصوف في العراق القديم، متخذاً من الكسنزانية انموذجًا، وفيها ركز على  العلاقة بين التصوف الذي هو الأساس ونقطة الانطلاق ، وبين التصوف في الدول الأخرى، كما تناول الدكتور سرمد العبيدي، التصوف في العراق بأعلامه وطرقه قديماً وحديثاً، ركز في دراساته على ما سماه (الدور الفاعل والمؤثر الذي لعبته الطراق الصوفية في مقاومة الوجود الأجنبي في البلاد)،  مقال (الطرق والتكايا الصوفية في بغداد حاضرا) وهي مساهمة الباحث في التصوف الإسلامي علاء محسن حمود، أما الدكتور ياسر محمد ياسين البدري الحسيني، فقد درس التكايا والطرائق الصوفية بسامراء وديالى حاضراً، مشيراً إلى أن بدايات التصوف الحديث في المجتمع السامرائي تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، إبان حكم الدولة العثمانية التي عملت على إرسال شيوخ ومفتين ينتمون إلى المدرسة الصوفية وإلى المدرسة العلمية الدينية التي أسست في عهد السلطان عبد الحميد، ومع سيادة نمط التدين الشعبي في المجتمع العراقي، وبين أن الطرق المنتشرة في سامراء منذ القدم هي الرفاعية والقادرية. والرفاعية أقدم وأكثر تكايا، إلا أن ما نشاهده اليوم من انتشار الطريقة القادرية نها باتت أسرع وأكثر عملا ومريدين بينما الرفاعية مريدوها أكثرهم بالفطرة والتوارث. خص الباحث عبد السلام بديوي الحديثي، دراسته للحديث عن الربط الصوفية ومحاولات تجديد الطرق في العراق أما نهاد طارق زعيان الكربولي، فقد تناول معنى التكية في فرق صوفية القادرية
 والنقشبندية. إذ قدمت الدراسة مفهومًا مختلفًا للتكية، بعيدا عن الاتكاء والتواكل، وقال إنها مكان المشقة الجسدية، ومخالفة كل ما تتوق إليه النفس البشرية، مفندة ما يزعمه المتحاملون على أهل التصوف، بينما تناول بهاء ناصر الخفاجي، موضوع الصوفية في البصرة وما حولها قديماً وحديثاً وفيها رأى أن من أهم النقاط التي ساعدت على استمرار وثبات الطريقة الكسنزانية هو اتباعها لشيخ حي حاضر مع احتفاظها بتقديس المشايخ  الموتى  ،الباحث عبد السلام حسين المحمدي درس  ببحثه أثر التصوف في الوحدة الوطنية العراقية، مبين أن التصوف هو روح المجتمع العراقي، ويبين ان (المجتمع العراقي لا يرى شيئًا غير التصوف نقطة التقاء قومي وديني ومذهبي) رياض عامر القيسي، خص دراسته للحديث عن رؤية الصوفية وتقلباتها ما قبل الديمقراطية ومابعدها، معتبرا أن التعامل مع الديمقراطية من خلال الرؤية الصوفية المعاصرة في العراق لا يقتصر على اقتباس الآليات العملية التقليدية وتعديلها، كالانتخابات وحرية الرأي وتنظيم الأحزاب، بل يتطلب فهما خلاقًا ونقدا للإيديولوجية التي قام على أساسها النمط الديمقراطي الأصلي في العصر الحديث، ولاسيما وأن هناك أخلاقيات للديمقراطية لا بد من الالتزام بها إلى جانب الالتزام بالإجراءات السياسية. وقدمت نظلة الجبوري قراءة نقدية لطرق صوفية عراقية: الرفاعية والإبراهيمية والكاكائية  التي رأت فيها أن العراق كان ومازال يشكل مكنون التوجه الروحي، وخزين العرفان الصوفي للعالم الإسلامي على ديمومة العصور وأعلام الفكر الصوفي ومشايخ طرائقه، والطريقة الرفاعية ثاني كبريات الطرق الصوفية، بعد الطريقة القادرية .