ضيفت منصة ابداع في بغداد مدينة الابداع الادبي-اليونسكو في اصبوحتها هذا الخميس الماضي، الناقد الاستاذ الدكتور محمد رضا مبارك الاستاذ في جامعة بغداد ، في ندوة حوارية بعنوان “النص الادبي بين السيميائية وجماليات التلقي” على قاعة ستي في بيت الحكمة ، ادار الندوة الاستاذ الدكتور سعد التميمي.
تحدث الدكتور محمد مبارك عن النص إذ يتوسع ليشمل الفنون غير اللغوية كالتصوير والموسيقى والرقص والنحت ، كما ان منطق التفكير التناصي – كتعريف موسع يبيح استبصار العلاقة بين نصٍ لغوي وعمل فني ، مما يحوجنا الى اعادة تعيين الفروقات بين الوظائف السيميائية للفنون اللغوية وغير اللغوية مما يخرج علاقة التأثير والتأثر بينهما من البعد التناص intertextuel الى البعد التسميائي intersemiotijue . والرموز سواء اكانت طبيعية ام لا .
وأشار دكتور مبارك الى السيميولوجيا الى أنه علم العلامات او الإشارات اللغوية او الرمزية سواء أكانت طبيعية ام اصطناعية ويعني هذا ان العلامات اما يصطنعها الانسان اصطلاحا عن طريق اختراعها واصطناعها والاتفاق مع اخيه الانسان على دلالاتها ومقاصدها مثل اللغة الانسانية ولغة اشارات المرور ، او ان الطبيعة هي التي افرزتها بشكلٍ عفوي وفطري لا دخل للإنسان في ذلك كأصوات الحيوانات واصوات عناصر الطبيعة والمحاكيات الدالة على التوجع والتعجب والألم والصراخ مثل آي ، آه .
*وإذا كانت اللسانيات تدرس كل ماهو لغوي ولفظي ، فإن السيمولوجيا تدرس ماهو لغوي وما هو غير لغوي اي تتعدى المنطوق الى ما هو بصري كعلامات المرور ولغة الصم والبكم والشفرة السرية ودراسة الازياء ، وان رولان بارت في تعريفه للسيمولوجيا هي الجزء واللسانيات لمجموعة من الانظمة غير اللغوية كالأزياء والطبخ والموضة والإشهار تعتمد على عناصر اللسانيات في دراستها وتفكيكها وتركيبها ، واهم هذه العناصر عنده الدال والمدلول واللغة والكلام والتقرير والإيحاء والمحور الاستبدالي الدلالي والمحور التركيبي النحوي .
*وإذا كان الإنكلوسكسونيون يعتبرون السيميولوجيا انتاجا امريكيا مع تشارلز ساندرز بيرس في كتابه (كتابات حول العلامة) فإن الأوربيين يعتبرونها انتاجا فرنسيا مع فردينان دوسوسير في كتابه (محاضرات في علم اللسانيات سنة 1916م واذا كانت السيمولوجيا الامريكية مبنية على المنطق وفلسفة الاشكال الرمزية الانطولوجية (الوجودية) والرياضيات فإن السيمولوجيا الفرنسية مبنية على الدرس اللغوي واللسانيات ، واذا كان مصطلح السيمولوجيا يرتبط بالفرنسيين وبكل ما هو نظري وبفلسفة الرموز وعلم العلامات قد حصرها العلماء semiotijue والاشكال في صيغتها التصويرية العامة فإن كلمة السيميوطيقا الامريكية في ماهو نصي وتطبيقي وتحليلي .
ومن هنا يمكن الحديث عن سيميوطيقا المسرح وسيميوطيقا الشعر وسيميوطيقا السينما ، وعندما نريد الحديث عن العلامات علميا او نظريا او تصوريا نستخدم كلمة semiology السيمولوجيا .
*اما في ما يتعلق بالمسرح فيُدرس من خلال التركيز على العلامات المسرحية اللغوية والعلامات غير اللغوية ، وبتعبير آخر يدرس المسرح عبر تفكيك العلامات المنطوقة (الحوار والتواصل اللغوي بصراعه الدرامي وتفاعل الشخصيات والعوامل الدرامية .......) والعلامات البصرية (السينوغرافيا – التواصل – الديكورــ الانارة ــ الازياء ــ الاكسسوارات – البانتوميم – الكوريغرافيا ........)
*واكد دكتور محمد مبارك منهجية السيميوطيقيا التي تتحدد في ثلاثة مستويات
-التحليل المحايث ويقصد به البحث عن الشروط الداخلية المتحكمة في تكوين الدلالة واقصاء كل ماهو إحالي خارجي كظروف النص والمؤلف وافرازات الواقع الجدلية وعليه فالمعنى يجب ان ينظر اليه على انه أثر ناتج عن شبكة من العلاقات الرابطة بين العناصر .
-التحليل البنيوي ويقصد به المعنى ، فإن ادراك معنى الاقوال والنصوص يفترض وجود نظام مبني على مجموعة من العلاقات وهذا بدوره يؤدي بنا الى التسليم بأن عناصر النص لا دلالة لها الا عبر شبكة من العلاقات القائمة بينها .
- تحليل الخطاب إذا كانت اللسانيات البنيوية بكل مدارسها واتجاهاتها تهتم بدراسة الجملة انطلاقا من مجموعة من المستويات المنهجية حيث تبدأ بأصغر وحدة وهي الصوت لتنتقل الى اكبر وحدة لغوية وهي الجملة .
والأستاذ الدكتور محمد رضا مبارك عمل رئيسا للقسم الثقافي الادبي في الاذاعة والتلفزيون من عام 1975 ولغاية عام 1981 ، ورئيسا للقسم الادبي في مجلة فنون الاسبوعية ، ورئيسا للتحريرخلال عام 1986، وهو عضو في اتحاد الادباء العراقيين ، وقد نظم الشعر الحر ونشر قسما منه في المجلات والصحف العراقية .من دواوينه الشعرية “الغجري العاشق 1979، خطوات بلا جسد 1986، ثلاثون قصيدة وثلاث متاهات 2017 “.
وقد حضر الاصبوحة عدد كبير من مثقفي المدينة وروادها منهم شاعر الامة محمد حسين آل ياسين ، الدكتور صادق رحمة المدير التنفيذي لمشروع بغداد مدينة الابداع الادبي ، الدكتور محمد النجم ، الاستاذ قاسم الموسوي
وآخرين .