المخاطر الصحيَّة للنارجيلة والسجائر الالكترونيَّة

من القضاء 2019/11/05
...

ترجمة/ نادية المختار
أبرز باحثون وأطباء من جامعة كاليفورنيا، أن المدخنين يتعرضون للمواد الكيميائية السامة والجزيئات الدقيقة جدا وأول أوكسيد الكربون، مع كل سيجارة. وفي السنوات الأخيرة ازداد استخدام أنابيب النارجيلة (الشيشة). لكن هذه الممارسة قد تكون أكثر خطورة من أشكال التدخين الأخرى، وفقا للدراسة.   
قام الكيميائيون بتحليل الانبعاثات الصادرة من أنابيب المياه المشتركة النموذجية للنارجيلة، باستخدام جهاز اختبار مصمم خصيصا لهذا الغرض، فوجدوا أن مجرد استنشاق نفس واحد من أنبوب النارجيلة يمكن أن يحتوي على العديد من المواد الضارة بما يعادل دخان سيجارة بأكملها. 
مركبات ضارة 
يقول البروفيسور مانويل جيرالد، الاستاذ في قسم الكيمياء: “دخان السجائر الذي يستنشقه المستخدم مباشرة - يحتوي على العديد من المواد الكيميائية السامة والضارة، مثل النيكوتين والذي يمكن أن يؤدي به الى ادمان التبغ. اضافة الى مركبات الكربونيل المهيجة للالتهابات الرئوية الحادة والمزمنة، والبنزين، وهو مادة مسرطنة معروفة. وبسبب الحجم الكبير الذي يتم استنشاقه لكل نفخة وطول فترة التدخين، تقدم النارجيلة في كثير من الأحيان جرعة أعلى من تلك المواد الكيميائية للمدخن.”
كما ينتج أنبوب الماء أيضا كمية كبيرة من أول أوكسيد الكربون الذي يحدث أساسا من حرق الفحم لتسخين التبغ، أو خليط الأعشاب في وعاءه. وتشير الدراسة، الى العديد من الحالات التي عانى فيها مستخدمو النارجيلة من تسمم أول أوكسيد الكربون. 
فبالاضافة الى اختبار التبغ العادي، درست المجموعة خليطا عشبيا خاليا من النيكوتين، وتم تسويقه كبديل صحي، واكتشفت أنه يحتوي على مستويات أعلى من الغازات السامة الموجودة في الدخان السائد. 
وقد قامت الدراسات السابقة بتفصيل مخاطر عادة تدخين النارجيلة، باستخدام جسيمات دقيقة جدا يقل قطرها عن 100 نانومتر (جزء من المليار من المتر) في الدخان المستنشق. وباستخدام زوج من مطياف الكتلة، بما في ذلك أداة فريدة صممتها مجموعة سميث في جامعة كاليفورنيا، قام العلماء بقياس التركيب الكيميائي لكل من الغازات والمواد الصلبة المنبعثة خلال جلسة تدخين النارجيلة في الوقت الحقيقي، وهو تمييز رئيسي عن الدراسات السابقة. 
يقول جيرالد: “عادة، يجمع الباحثون عينات من مرشح يلتقط الدخان والجزيئات من جلسة كاملة مما يجعل نقطة بيانات واحدة. ولكن من خلال أسلوبنا في اختبار الانبعاثات في نقطة البداية ونقطة المنتصف ونقطة نهاية جلسة التدخين، تمكّنا من اظهار أن المدخن يتعرض لكمية أعلى من الجسيمات الدقيقة جدا خلال أول 10 دقائق مقارنة ببقية الوقت. ان هذه الجزيئات الصغيرة يمكن أن تشكل مخاطر صحية كبيرة لأنها يمكن أن تشق طريقها الى عمق الجهاز الرئوي، وأن أصغرها يمكنه عبور حاجز الدم في الدماغ بسهولة.” 
وأشار الدكتور آرثر بيرود، استاذ الأورام السرطانية في مشفى لوس انجليس، الى أن احدى الخرافات الكبيرة حول استخدام النارجيلة وفقا لمفهوم الشباب، هو أن الماء الموجود في الوعاء يصفي فعليا المواد الكيميائية السامة، ويوفر درعا للمدخن. ولكن في هذه الدراسة، أوضحنا أن هذا ليس هو الحال بالنسبة لمعظم الغازات، وربما بسبب تأثيره في التبريد، فان الماء يعزز- في الواقع تكوين جسيمات فائقة الدقة. كما أن الفرق الآخر بين تدخين النارجيلة وتدخين السجائر هو درجة حرارة حرق التبغ. اذ ان محتويات وعاء النارجيلة الذي يحترق بشكل أكثر برودة ينتج مكونات كيميائية أقل تعقيدا مما يحدث في دخان السجائر. ولكن كمية عالية من مشتقات السكر وكذلك الجلسرين عند تسخينها فأن هذه المادة المؤذية تتحلل عادة والتي تستخدم كمضافات غذائية، مما ينتج عنه الدهيدات صغيرة مهيجة ومسرطنات محتملة.” 
 
النارجيلة أكثر أمانا 
كما كشفت دراسة أخرى جديدة أن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، كما في خريجي المدارس الثانوية وطلاب الجامعات، هم أكثر عرضة لتصنيف النارجيلة والسجائر الالكترونية على أنها أكثر أمانا من السجائر، مقارنة بما يعتقده شباب تتراوح أعمارهم بين 25 و 34 عاما. 
عند دراسة بيانات 3 آلاف مدخن وغير مدخن لبالغين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عاما، وجدت الدكتورة أوليفيا جيوفيك والدكتورة كريستين ديلنيفو، أن ربع الشباب يعتقدون أن النارجيلة أقل خطورة من السجائر الالكترونية وهو الاعتقاد الذي يشترك فيه مدخنو السجائر وأولئك الذين لم يدخنوا من قبل. 
ويقول الباحثون عن ذلك، أن هذا أمر مقلق لأنه يشير الى أن نسبة كبيرة من غير المدخنين قد ينظرون الى النارجيلة على أنها وسيلة أكثر أمانا ومقبولة نسبيا لاستخدام التبغ.  
كما وجد مؤلفو الدراسة، أن الاعتقاد بأن بعض منتجات التبغ كانت أكثر خطورة من السجائر لم يمنع الناس من استخدامها. بل قد نجد الكثيرين منهم يلجؤون الى تجربة وسائل تدخين أخرى لا تقل خطورة عن تدخين النارجيلة أو سجائر أخرى غير معروفة كثيرا ومنها على سبيل المثال لا الحصر سجائر الميثانول والسنوس.  
وقد يكون هذا مرتبطا بالاختلافات في الرسائل الاعلانية التي تتعرض لها هذه المجموعات، بطرح منتجات متنوعة من النكهات والمطيبات التي يتم تقديمها في هذه المنتجات المختلفة. وفي حال تعاطي السجائر الالكترونية، ربما يوجد ميل للشباب لاعطاء مشاعر أكثر ايجابية تجاه المنتجات الأحدث التي ينظر اليها على انها جديدة وفنية.
عن ساينس ديلي