ترجمة: نادية المختار
كشفت دراسة جديدة نشرت في المجلة الدولية للسرطان، عن وجود علاقة عكسيَّة بين استهلاك الفطر وتطور سرطان البروستاتا بين الرجال في منتصف العمر وكبار السن. مما يشير الى أن تناول الفطر بانتظام قد يساعد في الوقاية من سرطان البروستاتا. وتمت متابعة مجموعة كبيرة من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40- 75 عاماً، ممن شاركوا في الدراسة على مدى 13 عاماً. وأثناء المتابعة أصيب 4 بالمئة من المشاركين بسرطان البروستاتا. وبالمقارنة مع مستهلكي الفطر مرة واحدة في الأسبوع، بغيرهم ممن استهلكوه لمرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، ولوحظ انخفاض مخاطر الاصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 10 بالمئة، فيما ارتبط استهلاكه ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع مع انخفاض المخاطر بنسبة 25 بالمئة.
يقول مؤلف الدراسة الرئيس البروفيسور شو تشانغ، استاذ الصحة العامة في جامعة توهوكو، اليابان: “بما أنه لم يتم جمع المعلومات المتعلقة بأنواع الفطر فمن الصعب معرفة الفطر المعين الذي ساهم في نتائجنا. كما أن آلية التأثيرات المفيدة للفطرعلى سرطان البروستاتا لا تزال غير مؤكدة تماما لنا وينبغي أجراء المزيد من التجارب والملاحظات.”
تعزيز الصحة
يرى الباحثون ان نبات الفطر مليء بمضادات الأكسدة التي قد تنطوي على امكانات مضادة للشيخوخة. اذ يحتوي على كميات عالية من مضادات الأكسدة وبشكل غيرعادي. ويقترح علماء من جامعة بنسلفانيا، أنها قد تساعد في محاربة الشيخوخة وتعزيز الصحة.
ففي احدى الدراسات، وجد الباحثون أن الفطر يحتوي على كميات كبيرة من مادتي الارغوثيون والجلوتاثيون، وكلاهما من مضادات الأكسدة المهمة.
يقول البروفيسور روبرت بيلمان، أستاذ علوم الأغذية والصحة مدير مركز ولاية بنسلفانيا للمنتجات النباتية الفطرية: “وجد الباحثون أيضا أن كميات المركبين تتنوعان بشكل كبير بين أنواع الفطر. وما وجدناه هو أن الفطر بلا شك هو أعلى مصدرغذائي لهذين المضادين للأكسدة مجتمعين، وأن بعض الأنواع مليئة حقا بكل منهما. وعندما يستخدم الجسم الطعام لانتاج الطاقة، فانه يتسبب أيضا في اجهاد التأكسد لأن بعض الجذور الحرة يتم انتاجها. فالجذور الحرة هي ذرات الأوكسجين مع الالكترونات غير المبررة التي تسبب أضرارا للخلايا والبروتينات حتى الحمض النووي. ولأن هذه الذرات شديدة التفاعل تتنقل عبر الجسم وتسعى للاقتران مع الكترونات أخرى. وتجديد مضادات الأكسدة في الجسم يساعد على الحماية من هذا التأكسد.
الارغوثيون والغلوتاثيون
تقول نظرية الجذور الحرة للشيخوخة- عندما نؤكسد غذاءنا لانتاج الطاقة، فان هناك عددا من الجذور الحرة التي يتم انتاجها وهي منتجات جانبية- لهذا العمل، فالعديد من هذه المواد سامة للغاية. اذ لدى الجسم آليات للسيطرة على معظمها، بما في ذلك الارغوثيون والغلوتاثيون، ولكن في نهاية المطاف يتراكم ما يكفي للتسبب بالأضرار التي ارتبطت مع العديد من أمراض الشيخوخة، مثل السرطان وأمراض القلب التاجية والزهايمر.
ووفقا للنتائج، فان كميات الارغوثيون والغلوتاثيون في الفطر تختلف باختلاف الأنواع مع أنواع البورسيني، وهي مجموعة فطر برية تحتوي على أكبر كمية من المركبين من بين الأنواع الـ 13 التي تم اختبارها.
يقول بيلمان: “لقد وجدنا أن فطر البورسيني لديه أعلى نسبة من هذين المضادين للأكسدة الى حد بعيد، مقارنة بالأنواع الأخرى التي اختبرناها. فهذه الأنواع تحظى بشعبية كبيرة في ايطاليا، حيث أصبح البحث عنها هواية وطنية. كما ان أنواع الفطر الأكثر شيوعا، مثل الزر الأبيض، يحتوي على كميات أقل من مضادات الأكسدة، لكن فيها كميات أكبر من معظم الأطعمة الأخرى.”
ويؤكد الباحثون على ان كمية الارغوثيون والغلوتاثيون تبدو مرتبطة في الفطر حسب نوعه. فعلى سبيل المثال فأن فطر الغلوتاثيون المسمى على اسم المادة المضادة نفسها غني بالغلوتاثيون، كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الارغوثيونين أيضا.
يقول بيلمان، ان طهي الفطر لا يؤثر بشكل كبير على المركبات. فالارغثيون مستقر للحرارة. والأبحاث المستقبلية قد تحقق في أي دور يؤديه الارغوثيون والغلوتاثيون في تقليل احتمال الاصابة بالأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض الشلل الرعاش ومرض الزهايمر والسرطان.”
ومع ان البحث لا يزال تمهيديا، لكن يمكن أن نرى أن البلدان التي لديها قدر أكبر من الارغوثيون في وجباتها الغذائية، مثل فرنسا وايطاليا، تصادف انخفاض حالات الاصابة بالأمراض التنكسية العصبية. بينما يعاني الأشخاص في دول مثل الولايات المتحدة التي تحتوي على كميات قليلة من الارغوثيونين في النظام الغذائي تكون لديهم احتمالية أعلى لأمراض مثل الشلل الرعاش وألزهايمر
والسرطان.
وفي الوقت الحالي، لانعلم تماما سواء كان ذلك مجرد علاقة أو سببية، لكن هذا شيء يجب النظر اليه، خاصة وأن الفرق بين البلدان التي تنخفض فيها معدلات الاصابة بأمراض التنكس العصبي يبلغ مقدار المتناول نحو 3 ملليغرام في اليوم، أي خمسة أزرار من الفطر كل يوم.
عن ساينس ديلي