بلاد

ثقافة 2019/11/23
...

علي لفته سعيد 
 
ثمة بلادٌ لا تشبهُنا
ثمة أغنيةٌ لم تنشد كلماتها
ثمة عيدٌ لم يصلنا بعد
ولم يقل الهلال أنّي قادمٌ إليكم
ثمة جدارٌ لم يعلّق بعد
خرائط البلاد
ثمة رصاصةٌ تنتظر هاتفًا كي ترديه قتيلًا
 ***
 لا شيء في الإطار
يلمعُ في غيبةٍ منتظرة
تتظاهر في إعلان الضوء
كي يستقيم الشعاع
أو تفتح نافذةً وتنفخ في الصور
لعلّ الأجداث تعيد أمجادها
لا شيء في الصوت
غير كلمات منافقٍ
يرسمُ صورةً مقلوبةً للبلاد
ويُخفي السماء كي لا يظهر الهلال
ويُطلي الجدران بالسواد
حتى لا تكون خارطة البلاد واضحة
فقط ينحني للرصاصة
كي تغيّر طريقها الى رأس جائعٍ
وإن كان رجلًا عجوزًا
يوصي العسس بالقبلات
ويشير لهم أن يطوقوا الأعناق بالهراوات
يطرح فكرةً أن الفوضى عماد النهارات الشاسعة
وأن الموت سبيل المساءات المخيفة بالظلام
  ***
إيّاكم والأناشيد الكاذبة
قالت الأحلام
إيّاكم والدبكات الخائبة
قالت الشوارع
إيّاكم والهتافات الملغومة
قالت التجمّعات
إيّاكم والصوت الخافت
قالت الأمنيات
إياكم والصمت
قالت الكلمات المخنوقة
تلك المعاني لا يفرّقها سوى تفتيت الحروف
فتنقلب الجُملُ على أعقابها
ويصير الضجيج آيةً عليا 
 ***
تقول المدن
إن الطريق إلينا تربطه الحكمة
وإن ما يربطنا حدائقٌ من ربيع
وإن ما يبعدنا خريفٌ في غير أوانه
وإن اللّهجة علامة الساكنين
فلا تغرّنكم  دشاديش الفقراء
ولا تجعلوا من أربطة العنق
مثلبة الإشارات
ولا ترتكبوا مجازر الأماكن
فيمن كان الأول التاريخ
سيجمعكم جدارٌ واحدٌ
ذات طغاة
حين تعلّق اليافطات السود
معلنةً عن أسمائكم الباقية