الشعب في خدمة الموظفين!

آراء 2019/11/24
...

حسين الذكر
قطعاً فإنّ من المسلّمات وكلّ عاقل يعي أنّ الفساد بأشكاله وأنواعه التي عمت وانتشرت وترسّخت في العراق ما كان منها قبل 2003 او ما لحقها من صنوف واستهتار جديد.. اصبح ثقافة عامة لا تخلو منها أي مؤسسة عراقية حكومية كانت او أهلية بنسب ما، فضلا عن صعوبة إيجاد موظف متكامل على صيغة مناشئ حضارية او قيم تربوية إسلامية او عربية اصيلة.. إلّا ما رحم ربّي وهم إن وجدوا فنراهم مهمشين مجرّدين لا سلطة لهم ويعدون من شواذ القاعدة ومن شذ عن القاعدة فهو ليس 
منها..
هذه الاخلاقيات الشاذة عن قاعدة العمل الصحيح ليست وليدة اليوم ولا يمكن علاجها وفقا لعقلية التغيير التي تشمل وزيرا او مديرا عاما بعد ان ترسّخت حتى أصبحت ملكة يصعب معها تغيير سلوكيات الموظفين – هنا نتحدث عن الاغلب وليس الجميع - وتحويلهم من مرتشين الى عباد صالحين من خلال الوعظ او النصح الفيس بوكي او التوجيه والإرشاد، لاسيما اذا كان ذلك من فاسد أعلى منهم وظيفيا ... 
او بتهديد عقوبات فاشوشية لا تستطيع حكومة يهيمن عليها الفساد المتجذر ان تراقب وتحاسب وتعاقب أسَّ الفساد ورؤوسه إلّا عبر آليات جديدة وعقليات أجد وأحدث وأقدر واكثر خبرة في محاربة الفساد الذي هو اخطر من الإرهاب، بل هو شكل من اشكاله المؤجندة.. اليوم في عراقنا الديمقراطي أصبح لدينا عدم ثقة مطلقة بالاجهزة الوظيفية فمن اندر النوادر ان يمكن لمواطن مراجعة دائرة ما ... وتنجز بشكل مباشر 
متيسّر ... دون ان يسهر ليله قلقا بكيفية انهاء مراجعته والبحث عن واسطة تسهّل له الامر عبر أي وسيلة حتى وان كانت من نوع الرشى مباشر او غير مباشر علني او مستتر برغم صوت نبينا المختار (ص)  الذي يجلجل بأعماق السماء والأرض منذ الف واربعمئة عام (لعن الله الراشي 
والمرتشي)..
 اذ ما زال بل يصر بل يثقف على الإفادة من جيب المراجع أغلب الموظفين الذين نسوا ان الحكومة من اعلى رأس فيها حتى أصغرهم ما هم إلّا خدام للمجتمع والمواطن يتقاضون أجوراً ضخمة جراء ذلك ويتمتعون بصلاحيات كبيرة لم يمنحهم إيّاها القانون إلّا لخدمة وتسهيل امر المواطن الذي هو عماد سلطتهم . يجزم الشعب بان جميع دوائر حكوماته التي أنشئت لخدمته أصبحت تستفزه بل 
تستغله.. 
بعد ان وضعوا حجاب حاجز متفرّعن متسلط فيه موظف يدعي انتسابه الى السلطة وقواها الشرعية التي اكتنزت من جيوب المواطن لاسيما الفقير منه الذي يراجع لامور بسيطة جدا يفرضها عليه القانون، فيما يجد نفسه أسير نوافذ وغرف وبها دهاليز بلا نهايات محددة الا من خلال جيبه الممزق الفارغ
 المنهوب..... من ينقذنا من ربقة الموظفين الفاسدين الذين يتمتعون بنعمة التصفح بالفيسبوك  والتواصل الاجتماعي في غرف فارهة مؤثثة من أموال الشعب وجيوبه وخزائنه وميزانياته التي بددت للصالح الخاص بدل ان تصرف على مشاريعه العامة 
المعطلة.. 
فيما الشعب يقف طوابير طويلة عريضة امام النوافذ الضيقة يعاني الحر والبرد بوقت يعشش اغلب الموظفين العتاة الكبار ببحبوحة ديمقراطية الفساد والدجل والكذب على الله والشعب والمواطنين الذين غدوا محكومين بأي معاملة بسيطة لا يمكن ان تنجز الا عبر خارطة غش وفساد..