التدخين الثقيل يجعل وجوه الأشخاص تبدو أكبر سناً

من القضاء 2019/12/02
...

ترجمة/ نادية المختار
كشفت دراسة تحليلية جديدة أجراها باحثون من جامعة بريستول، المملكة المتحدة، أن آثار التدخين الكثيف يضاعف كثيرا من مخاطر ضعف وظائف الرئة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن. كما أن وجه المدخن يبدو أكبر سنا مما هو عليه، بسبب الآثار السلبية الناجمة عن تعاطي التبوغ بشكل مكثف  
يحمل بعض الأشخاص نسخة أو نسختين من المتغير الجيني المرتبط بالاستخدام الأكثف للتبغ. ولغرض تحديد آثار التدخين الأثقل، يمكن للعلماء أن يفصلوا بين آثار المتغير الوراثي عن طريق استخدام التبغ عن الآثار المحتملة الأخرى المرتبطة بحمل هذا المتغير غير المرتبط باستخدام التبغ. 
ومن أجل تحديد هذين النوعين من الآثار في وقت واحد، استخدم الباحثون مجموعة جديدة لنهجين مختلفين في تحليل البيانات وتطبيقها باستخدام بيانات من الأشخاص قسموا الى مجموعتين. الأولى تضم أشخاصا لم يدخنوا قط، والثانية هم من المدخنين حاليا وسابقا. 
واستنتج الباحثون أن مجموعة المدخنين تكشف عن آثار التعرض للتبغ، في حين أن الذين لا يدخنون أبدا لا يظهر لديهم أي آثار ذات صلة بالمتغير الوراثي.
بحث التحليل في أكثر من 18 ألف سمة بصرف النظرعن الاكتشاف الجديد لشيخوخة الوجه بسرعة أكبر، وتم تحديد العديد من آثار التدخين التي تم الابلاغ عنها مسبقا، مما يؤكد فعالية الطريقة. وشملت الآثار المعروفة  للتدخين التي حددها التحليل هو أن وظيفة الرئة كانت أسوأ، مع ارتفاع مخاطر الاصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن وحالات عديدة من سرطان الجلد.  
تقول البروفسورة لويز ميلارد، مؤلفة البحث واستاذة قسم أمراض سرطان الجلد في جامعة بريستول: “لقد اقترحنا مقاربة جديدة يمكن استخدامها للبحث عن الآثار السببية للتعرضات الصحية، وأظهرنا هذا النهج للبحث عن آثار ثقل التدخين. فقد بحثنا عبر الآلاف من السمات لتحديد تلك التي قد تتأثر بكثافة تدخين شخص ما. بالاضافة الى تحديد العديد من الآثار الضارة المعروفة مثل صحة الرئة، فقد حددنا أيضا التأثير السلبي للتدخين الكثيف على شيخوخة الوجه. والى جانب التأكيد على مخاطر التدخين الكثيرة، تعمل دراستنا أيضا كدليل على المبدأ بأن أدوات تحليل البيانات هذه يمكن استخدامها لتحديد آثار التعرضات الأخرى المثيرة للاهتمام، مثل تناول الكحوليات بشتى أصنافها المؤذية تماما للصحة العامة.” 
 
الاختلافات بين المدخنين وغيرهم
توجد اختلافات كبيرة في الأعراض والتشخيصات بين المدخنين وغير المدخنين الذين يعانون من أكثر أشكال سرطان الرئة شيوعا. 
يعرف دخان التبغ بأنه عامل الخطر الرئيس لسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، كما أن غير المدخنين يتعرضون اليه أيضا. وتزداد معدلات الاصابة بين غير المدخنين في العديد من البلدان. وفي الوقت الحالي وجدت مجموعة من الباحثين اختلافات كبيرة في الخصائص السريرية والبقاء على قيد الحياة بين المدخنين وغير المدخنين الذين يصابون بأمراض الأنسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة
 المميت.   
تقول الدكتورة كاتيا سارافيا، من قسم أمراض الرئة في المعهد البرتغالي للأورام، لشبونة: “درس الفريق البحثي أكثر من ألف حالة لغير المدخنين مع حالات مماثلة للمدخنين الذين يعانون من المرض نفسه. ووجدوا أن المدخنين هم أكثر عرضة لأمراض القلب وسرطان الحنجرة وأمراض الانسداد الرئوي المزمن وفقدان الوزن والشهية وهم أقصرعمرا عن غير المدخنين بنسبة الضعف”.
وتشرح موضحة: “كانت المعلومات المتعلقة بالاختلافات في المخاطر والبقاء بين المدخنين وغير المدخنين محدودة للغاية حتى الآن. ونظرا لأن سرطان الرئة يمثل مجموعة من الأورام التي لها أعراض مربكة وأحيانا مضللة لدى كل من المدخنين وغير المدخنين، شعرنا أنه من الأهمية بمكان اكتساب هذه المعرفة. ونعتقد أن الاختلافات التي وجدناها بين المجموعتين تساعدنا في تحسين التشخيص، وتدفع الباحثين الى محاولة معرفة سبب حدوث هذه الاختلافات. وهذه هي أول دراسة تبحث في الاختلافات في الأعراض والتكهن لدى غير المدخنين والمدخنين. نعتقد أننا قدمنا ​​مساهمة كبيرة في تحسين التشخيص والعلاج لهؤلاء المرضى.” 
 
المزيد من الدراسات 
ويقترح الباحثون المزيد من الدراسات المستقبلية من أجل التوصل الى عوامل الانذار المختلفة في مجالات الشيخوخة خلال نمط الحياة بين المجموعتين. 
وتقول ميلارد: “في المجموعة غير المخصصة للتدخين، وجدنا التعرض المهني للمواد المسرطنة بنسبة 15 بالمئة والتاريخ العائلي لسرطان الرئة بنسبة 30 بالمئة، والتشخيص السابق للسرطان بنسبة12 بالمئة، بالاضافة الى ذلك، كان 25 بالمئة منهم يعانون من ارتفاع
 ضغط الدم.” غالبا ما تم تشخيص المجموعة غير المخصصة للتدخين في مرحلة متقدمة من المرض بنسبة 60 بالمئة منهم في المرحلة الرابعة، حيث كان السرطان قد انتشر بالفعل الى أجزاء أخرى من الجسم، وهي مناطق مختلفة في الرئة والعظام والدماغ. 
وتقول سارافيا: “يبدو من المعقول أن الذين منعوا من التدخين ليسوا على دراية بمخاطر سرطان الرئة. لكننا بحاجة الى تأكيد نتائجنا من خلال الدراسات السكانية، قبل معالجة قضايا التعليم العام. فهناك مشكلة اضافية تتمثل في حدوث العديد من الأمراض التي لا ترتبط مباشرة بسرطان الرئة عند التخطيط للعلاج. اذ تزيد هذه الأمراض المشتركة من صعوبات تفسير الأعراض السريرية واتخاذ القرارات بشأن العلاج. وهذا يعني أننا بحاجة الى تحسين ممارستنا السريرية. ونأمل تمكننا من تكييف العلاج بشكل أكثر دقة لكل حالة على حدة.” 
                                             عن ساينس ديلي