رسمناك مشرقاً في المخيّلة
قبلَ أنْ تجدّد أيادينا الغضّة ُ توهجك
رسمناك في كراريسنا بياضاً
لا يلوذُ بظلّ الألوان
فقد شذّبتْ أناشيدُنا الظلالَ
منْ زيف القبلات
رسمناكَ حصيناً على شغافِ القلب
وأضأنا لك الحنينَ
الذي زرعتهُ الأمهات
رسمناكَ قبلة ً
يحجُّ إليها المقبلون منْ أضلاعنا
يتوضؤونَ ببلاغتها
فتضيءُ لهم الأحلام التي لا يطالها المتطفلونَ
رسمناك!
وسنظلُّ نرسمكَ يا وطني في كل حين
لتتوهّج بنا!
***
حُلُم
منذُ أنْ كنتُ صغيراً
يداعبُ رأسي «حُلمٌ»
هو الأثقلُ منْ بين الأحلام
وحينَ يتجهمُ وجهُ أبي ويحتدمُ:-
«بحثتُ كثيراً ولم اهتدِ!»
يلكزُني بصمتٍ
فأشبكُ «مخيلتي» بأصابعي العشرة
وأرودُ وصاحبي السندباد مفازة ً في صحراء الوطن
نبتني من الطينِ بيتاً صغيراً في الفضاء الرحبِ
نزرعُ الرياحينَ دون مخابئَ للأربعين!
تصهلُ الريحُ في فضاء الفراغ
فيعيدُني الصوتُ إلى قلقِ العائلة ِ
يرافقني حُلُمي
فقدْ ظلّ يكبرُ معي ويلاطفُ صمتي
وأكبرُ معهُ وأجدّدُ حراكهُ بصراخي:-
«أريدُ بيتاً».. «نريدُ وطن!»
***
أمام نصب الحرية
على بعد خطوتين مني
يواجه التحدّي بصيرورة الغضب
يخطو إلى الخلفِ ونلحقُ بهِ
متدبراً لقدميهِ مساحة ً بينَ الخطى
يُغرقُ الجمعَ بحصتهِ من الأهازيجِ
ويلهمُ الأيادي بالاحتجاج الشديد
فقد أفردَ لحنجرتهِ فضاءً
تولى به زمام المبادرة ِ
لكنّ «والاستدراكُ بغيضٌ أحياناً!»
زيفَ «التركات»
يشهقُ بثمنِ كلّ ذلك!
فيشمله برعاية الطلقِ المطاطي
نخطو بصيرورة الغضبِ نفسهِ
لنتجاوزَ النقطة تلك ونتنفس الحياة