نزار عبد الستار.. رواية جديدة

ثقافة 2019/12/17
...

بغداد/ مآب عامر
 
 
 
 يدخل الروائي نزار عبد الستار في روايته الجديدة «مسيو داك» الصادرة حديثاً عن دار هاشيت أنطوان إلى عالم مغاير مشحون بالعشق واللذة المرتبطين بالطبيعة وحقيقة الإنسان البدائية.. هذه الحقيقة مستمدة من عوالم زراعة الكرز.
تبني الرواية أحداثها التي دارت خلال العهد الحالي، العلاقة بين «ربى» عالمة نباتات  و»زياد» المستثمر العراقي داخل مدن لبنان وأجواء بساتينها واخضرارها الساحر، إذ تسهم في خلق الأحداث السردية وحشية الحشرة «mevia” التي تهاجم مزرعة كرز في بلدة حمّانا اللبنانية ويخشى أن تظهر في بقاع مختلفة من العالم منها “إيطاليا، أسبانيا، ألمانيا،
فرنسا”.
الحشرة “mevia” التي نالت اسمها من مصارعة عاشت في زمن الإمبراطورية الرومانية تعتاش على ثمرة “الكرز” أو كما وصفته “ربى” بطلة الرواية “ثمرة الإغراء”، تمتلك سمات النبالة والكبرياء، ما جعلها أشد بأساً في صراعها مع ربى وزياد “أبطال الرواية” وفي الوقت نفسه، تجسّد الحشرة “mevia” مجازياً المستوى الشبقي
بين العاشقين.
تنفتح الرواية على مقاربات ساحرة بين الانسان والطبيعة منها أساليب التعامل مع الشجرة ككائن شديد الرقة وإن كان شجرة صنوبر ضخمة، فالاشجار تحتاج إلى حب وشغف من حولها كي تنتعش وتزهو، ففي مقطع من الرواية: (قالت لي إنَّ شجرة الصنوبر تحبّ
الأحضان.
تناوبنا على حضن واحدة. طوّقناها بأذرعنا، لكنَّ ربى طلبت منّي إظهار المزيد من الحبّ، وألاّ أفكّر بإفرازات الطبيعة
والحشرات.
كرّرت المحاولة بذهن صافٍ. قالت لي إنَّ الأشجار الضخمة والعالية تخافها العصافير وتشعر بالوحدة لأنَّ الأرض بعيدة، لذلك يجب أن نحضنها طويلاً كي يصعد إليها حبّنا. ذكّرني كلامها بالعمارات العالية وأبراج
الاتّصالات.
فقلت بأسى: لم أظنّ يوماً أنَّ برج سما بيروت في السوديكو يمكن أن يكون حزيناً. تأثّرت بكلامي وراحت تقول إنَّ شجرة التفّاح هي الأكثر سعادة على الأرض، بينما الصنوبر هي الأشجار الأكثر احتراقاً، ولم تتلقّ سوى القساوة.تُبعد إلى الطرق الخارجية ولا يُحبّذ السكن في ظلّها. تهدّج صوتها، وظهر الاحمرار في عينيها: الصنوبرة تدرك أنَّ طمعنا هو الذي يجعلنا نحبّ الأشجار التي لا تستطيع العناية بنفسها، وتتطلّب جهداً بالغاً كي تثمر وكأنّها دجاجة حمقاء، فيما اسم الشجرة يجب أن يُطلق على كلّ ما يتحدّى الموت
طويلاً).
يذكر أنّ نزار عبد الستار قاصّ وروائي عراقي، حصد جائزة الإبداع العراقية، وجائزة أفضل رواية لاتحاد أدباء العراق عن روايته الأولى “ليلة الملاك” الصادرة في العام 1999، كما لاقت مجموعته القصصية “رائحة السينما” رواجاً كبيراً وعدّها النقّاد واحدة من أهمّ المجاميع القصصيّة العراقيّة، عمل بعد عام 2003 في الصحافة مديراً للتحرير في جريدة “المدى”، وأسّس جريدة “تاتو” الثقافيّة، ثم مديراً للتحرير في جريدة
“الصباح”. “مسيو داك” هي روايته الثالثة عن دار نوفل “هاشيت أنطوان” بعد “يوليانا - 2016”، و”ترتر- 2018” والأخيرة رُشّحت لجائزة الشيخ زايد للكتاب، عن القائمة
القصيرة.