حسين الصدر
- 1 -
أشدد حيازيمُكَ للموتِ
فإنّ الموتَ لاقِيكا
ولا تجزع من الموت
اذا حلَّ بواديكما
والبيتان قد استشهد بهما أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع)
وهما لأحيحة بن الجلّاح. راجع ديوانه ص 70
وهو أيضا صاحب البيت الشهير :
استغن عن كلِّ ذي قربى وذي رحم
إنَّ الغنىّ من استغنى عن الناس
- 2 -
متى تكُ في صديقٍ أو عدّوٍ
تخبرك الوجوهُ عن القلوبِ
إنّ المودة والمحبة يلوحان من الوجوه والعيون، كما أن البغض والكراهة يرتسمان عليهما ولا يخفيان على الفطن الذكيّ
والبيت من أبيات لزهير بن ابي سلمى
قال :
ولا تُكْثِرْ على ذي الضغن عَتْباً
ولا ذكر التجرّم للذنوبِ
ولا تسأله عمّا سوف يُبدي
ولا عن عيْبِه لكَ بالمغيبِ
متى تكُ في صديقٍ أو عدوٍّ
تُخبّرك الوجوهُ عن القلوب
- 3 -
فَنَفْسك فاحفظها من الغيّ والخنا
متى تُغْوها يَغْو الذي بك يقتدي
هذا البيت قاله عدي بن زيد
وهو يوصي الرجال بأن يكونوا في غاية الانضباط والمراقبة لأنفسهم خشية الوقوع في مستنقعات الغواية والرذيلة وحين ذاك يقع فيها أتباعهم ومن يقتدي بهم .
ألا ترى أنّ الأب المنفلت سلوكيا يمهّد الطريق لانحراف أبنائه وانفلاتهم ايضا ؟
- 4 -
فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه
ولا تكُ في كلّ الأمور تعاتِبُهْ
البيت للزبرقان بن بدر من أبيات قال فيها :
أخوك الذي لا ينقض الدهر عهده
ولا عن صروف الدهر يزوّر جانِبُهْ
وليس الذي يلقاك بالبشر والرضا
وإنْ غبتَ عنه تابعتك عقاربُهْ
فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه
ولا تك في كلّ الأمور تعاتِبُهْ
كسب الاصدقاء مهمةٌ ليست بالعسيرة، ولكنّ الحفاظ على اولئك الاصدقاء يحتاج الى لون من المرونة وسعة الصدر، بحيث يكون العفو عمّا يجترحه الصديق من إساءات وذنوب هو سيد الحلول ..!!
- 5 -
أخاك أخاك إنّ من لا أخاً له
كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ
البيت للربيع بن ضبيع الفزاري.
وهو يعكس الحاجة الماسة الى الاخوان وكسب الأعوان والأنصار والا فإنّك كالذاهب الى الحرب دونما سلاح ..!!
وأردف الربيع هذا البيت ببيتٍ ثان حين قال :
وانّ ابنَ عمِّ المرءِ فاعلم جناحَهُ
وهل ينهض البازي بغير جناحِ؟
وهو يشير الى اهمية صلة الرحم فإنّ ابنّ عمّك هو جناحك الذي به تطير ولن يطير الطائر إلّا بأجنحته .
- 6 -
خاطِرْ بنفسك كي تُصيب غنيمةً
إنّ الجلوس مع العيالِ قبيحُ
البيت : لعروة بن الورد
وفيه الاشارة الى أنَّ الرجال لا بُدَّ لهم من التحرك الجاد صوب العمل وتحصيل الرزق . راجع ديوانه ص 49
وقد شاع على الألسن قولهم
في الحركة بركة ..!!
- 7 -
وقارن اذا قارنت حُرّاً فإنّما
يُزينُ ويُزري بالفتى قرناؤه
وقائل البيت "طرفة بن العبد" وهو ينصح باتخاذ القرين الحرّ الذي يُزينك لا القرين السيء الذي يُشنيك ..
إنّ لمصاحبة الاشرار آثارها السلبية الخطيرة – كما دلت على ذلك التجارب – كما ان لمصاحبة الاخيار اثارها الايجابية في باب الاستقامة والسلامة من الارتطام بالرذائل .
- 8 -
واذا هممتَ بأمر شرٍّ فاتّئدْ
واذا هممتَ بأمر خيرٍ فافعلِ
البيت : لعبد قيس بن خفاف، راجع المفضليات ص 343
إنّ المسارعة الى إيقاع الشر مهلكة
ومن هنا وجب التأني والتوئدة قبل الاقدام على الأعمال الشريرة.
هذا على العكس من أعمال الخير التي لا موجب للتوقف عنها، لا بل الراجح والمستحسن اتيانها وبالسرعة الفائقة ذلك ان الخير في التعجيل..
فخيرُ البر عاجلُه