كارولين فورشي
ترجمة : جودت جالي
صحيحُ ما سمعتَه. كنتُ في البيت. حملتْ زوجته صينية قهوة وسكر، ودرمت ابنته أظافرها، وخرج ابنه لسهرته
الليلية.
كانت توجد صحف يومية، وكلاب مدلّلة، ومسدس الى جانبه على الأريكة المنجّدة. القمر يتأرجحُ عاريا على حبله الأسود فوق البيت. في التلفزيون برنامج تحقيق بوليسي، وكان التحقيق
بالإنكليزية.
كانت كسر قنان مثبتة في الجدران حول البيت لتقتلع رضفة ركبة الذي يحاول التسلل الى البيت أو تقطع شريان يده، وعلى النوافذ توجد مشبّكات قضبان كالتي على واجهات مخازن
الكحوليات. تناولنا العشاء، الجزء الأمامي من حَمَل، نبيذ جيد، جرس من الذهب كان على المائدة للمناداة على الخادمة. جلبت الخادمة منجا خضراء، وملحا، ونوعا
من الخبز.
سُئلتُ كيف تمتعت بوجودي في البلد. تداولنا لبعض الوقت بالإسبانية في بعض القضايا التجارية. حملتْ زوجته كلّ شيء بعيدا، ثم دار حديث عن الدرجة التي أصبحت فيها إدارة البلاد
صعبة.
قال الببغاء في الرواق المعمَّد «هلو» فقال له الكولونيل أن يخرس وابتعد عن المنضدة.
قال لي صديقي بعينيه: «لا تقولي شيئا!». عاد الكولونيل بكيس استخدم لجلب البقالة الى البيت. أفرغ منه العديد من الآذان البشرية على المنضدة. كانت تشبه أنصاف خوخ
مجفف.
لا توجد طريقة أخرى للتعبير عن ذلك. تناول أحدها بيده، وهزها في وجهينا، وأسقطها في كأس ماء فعادت الى الحياة. قال: «تعبت من تضييع الوقت بالحماقات، وبالنسبة الى حقوق أي واحد قولي لأناسك أن يذهبوا ليضربوا رؤوسهم في الجدار». جرف الآذان بإحدى ذراعيه وأسقطها على الأرضية فيما حمل ما تبقى من نبيذه في الهواء.
قال «شيء لأجل شِعرك. أليس كذلك؟». بعض الآذان التقطت شيئا من كلامه. بعض الآذان انضغطت على الأرضية.
آيار 1978
عن : The Country Between Us, Carolyn Forché (HarperCollins Publishers Inc, 1981
كارولين فورشي (1950) شاعرة ومحررة واستاذة جامعية أميركية وناشطة في مجال حقوق الإنسان. أسهمت في ترجمة قصائد لمحمود درويش وصدرت في كتاب بعنوان (لسوء الحظ كان ذلك الفردوس) 1999. حازت جوائز عديدة عن أعمالها الأدبية.
ذهبت في السبعينيات الى السلفادور بدعوة من صديق لمساعدتها في ترجمة قصائد شاعر اسباني ولكنها سرعان ما وجدت نفسها في خضم الحرب الأهلية هناك وشهدت الفظائع وشاركت في انقاذ العديد من الناس من
المذابح.
أصدرت ديوانيها (نعم. صحيح ما سمعتَ) و(البلد الذي بيننا) من وحي تجربتها هذه.
قصة (الكولونيل) هي في الحقيقة من قصائد النثر التي تحسب في كثير من المختارات الأميركية على
فن القصة.