أقام نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق جلسة للدكتور كريم ناجي بعنوان (سرديات الاحتجاج في الرواية العراقية الجديدة) بحضور عدد من الأدباء والمثقفين في قاعة الجواهري.
وتحدث نائب الأمين العام لاتحاد الادباء الناقد علي حسن فوّاز بداية عن حاجتنا إلى تأهيل وترتيب وترميم الفضاء الثقافي العراقي ليكون بمستوى المسؤولية، كما وتناول الحراك الشعبي في ميادين التظاهرات وتحدث عن المحتفى به، وقال: انه من أبرز الأكاديميين الذين اشتغلوا في مجال النقد، وكذلك هو خير من يعبر عن فكرة الاحتجاج في السردية العراقية.
أما الناقد علوان السلمان الذي أدار جلسة “سرديات الاحتجاج” فقد تناول بداية حديثه عن دور الاتحاد ومشاركته بساحة التحرير وكذلك في محافظات البلاد كافة، كونه لم ينقطع ابداً، وهذه الجلسة هي امتداد لتلك الجلسات التي تحتضنها ساحة التحرير تحديداً. كما وتناول الانتفاضة العراقية وذكّر في حديثه عبر الجلسة أنه “بعد أن عاش العراق سنين طويلة في صراع مع الذات، مع الوجود، وكان اليوم قد حمل شعار ما قاله شكسبير (أما أن تكون أو لا تكون مطلقاً)، لذا فإنّ الرواية العراقية شهدت قفزة غير مسبوقة لا من حيث المستوى الفني فحسب، بل وحتى من حيث الكم الذي بات يصدره العراق وكتابه من روايات وعلى اختلاف ثيمتها الفنية.
فالرواية العراقية تحديدا – حسب الناقد- تكاد تتشابه خاصة من حيث التأثير بما طرأ بعد الاحتلال، ومن حيث علاقتها بالواقعي هذا الذي تشوبه الفوضى- وهذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها- مما انعكس كل هذا على الفضاء السردي، ويأتي موضوع الصراع الطائفي في مقدمتها، والحراك الشعبي يأتي أيضا كندٍّ لما حدث بمختلف الاشكال والأساليب، وكذلك ملاحقة حالات التمزق والشرخ الذي أحدثته الاحتلالات والحكومات التي تولت السلطة وغير ذلك.
ويقول السلمان إنّ “الرواية بعد عام ٢٠٠٣ حاولت ان تكون أكثر قربا من الواقع بكل صراعاته وتصدعاته”. وتحدث المحتفى به الدكتور كريم ناجي خلال الجلسة عن (سرديات الاحتجاج في الرواية العراقية الجديدة) وبيّن أنّ فكرة الاحتجاج تحتل موضوعات واسعة يمكن ان نجدها في معظم الروايات ولاسيما التي ظهرت بعد العام ٢٠٠٣ ولغاية الان.
كما وركّز الدكتور على المحور النظري وقدّم وجهة نظر حول الاحتجاج والرفض في الأدب ودلالاته وأنواعه ووسائله وكيفية تلمس ذلك في النص الروائي.
وتناول مفهوم الاحتجاج في اللغة، وأنه يعني الاسناد أو الدليل، ويعني أيضا إقامة الحجة والبرهان، وكذلك الاعتراض والاستنكار والرفض، وقال “إنه قد تبدو هذه المعاني متباعدة ومختلفة، لكن يمكن اثبات الصلة بين الدلالات بأن المحتج يستند إلى أدلة عقلية تسوغ له الخروج تعبيرا عن احتجاجه ومعارضته”.
الاحتجاج في الواقع أو في الاصطلاح ببساطة يعني التعبير عن الرفض عبر وسائل معينة كالبيان أو الملصقات أو التظاهرات وغيرها، لكل مسألة يوجد حيز أوسع يشمل مفردات ومفاهيم أخرى منها: (الاعتراض، الرفض، الاستنكار، الإدانة، الشجب، المعارضة، التمرّد، الثورة)، وهذه المفردات فها تدرّج وصولا الى الثورة.
كما وقد قسّم الدكتور الاحتجاج في منطلق فكري وأدبي إلى احتجاج مباشر صريح يمكن أن نلاحظه بشكل واضح ولا يحتاج إلى تفسير، وكذلك إلى احتجاج متضمن بمعنى أنّه ليس احتجاجا مباشراً او صريحا او معلنا ولكنه متضمن في تصرفات أو أفعال أو أقوال أخرى يمثل فيها عناصر الغياب التي نفهمها من عناصر حاضرة أخرى.
وتحدث أيضاً في المحور التطبيقي عن رواية (باب الطباشير) للروائي احمد سعداوي بوصفها أنموذجا لأدب الاحتجاج والرفض، الذي يتجلى في عنوان الرواية وعتباتها وموضوعها وشخصياتها.
كما وتخلل الجلسة العديد من المشاركات والمداخلات منها للناقد فاضل ثامر، وكذلك القاصة نعيمة مجيد وغيرهما.