أمام المرآة
أقف مع أولائك الناجين
إنّها لاتعرف صوتي
ولا أعرفني
إنّه قيد السقوط
في عصور فائضة عن الوقت
فيها بتر صوت
امتدَّ الى كلمة..
***
أمام مرآة متسخة
الوقت شارف على الانحناء
مقابر الاحتجاج نظيفة
كلها أعناق مجهولة
أشاطرها تفاصيل العثور..
أمام مرآة هزيلة
تقف على الضفة الأخرى
من وجهي
سقطت منها ملامح الشبع
في زاوية تلفظ أنفاسها الاخيرة
لم يسمح لها بالغناء..
أمام مرآتي
كل أسياخ الواهمين
منتصبة
فقط عمودي مقوّس
على رائحة شذيّة
تنبع من جرح مهروس بصدى
بلا صوت
على الجانب الآخر
شمس جائعة
لم تتذوّق طعم الوضوح
متى ستقول “اني هنا «
بلا هاوية
بلا مقصلة
تقطع إصبع السكوت
تخرج من قعر زجاجة
اكسرها فوق شعارات
ثورتي..
أمام المرآة
مكسورة حوافر لساني
حجارتي لا تنطق عن الهوى
أصب غضبي قبل ان يتضرع للسماء
أحمله على غيمة
لايسيل دمعها
لاينضب حبرها..
أمام المرآة
صوتي يزحف مع طائرة ورقيّة
خيطها مقطوع الأرجل
وكاميرات مراقبة
تقضم سوس رأسي
لا تتفهّم عزلتي..
***
أمام مرآة
لاتذكرني
يبتلعني حوت ثورة يافعة
نشيد ديني سقط من فمها
النهر الأحمر يتدحرج تحت مسامع
شرفتها
صوتي يحاول النهوض من جديد
بلا موسيقى تقرّبني من ظلي
او ظلها
علّي أبعث من جديد
أمزق لجام صرخة الموجة
وأهب الحياة لذاكرة المرآة…