مجلة الجديد .. عدد 59

ثقافة 2019/12/22
...

قحطان جاسم جواد
 
 
صدر العدد التاسع والخمسون من مجلة {الجديد} اللندنية، وتضمن ملفات إلى جانب المقالات الفكرية والنقدية والنصوص الإبداعية والقراءات التي تحتفي بالنصوص الأدبية. ملف العدد النقدي يتقصّى شخصية اليهودي في الرواية العربية، ولم يكن السؤال حول طبيعة حضور هذه الشخصية ملحّا قبل مطلع الألفية الثالثة. 
الملف يقدم بحوثاً وقراءات في 
هذا الموضوع المثير، لاسيما بإزاء 
ملامح بدأت تظهر لحضور لم 
يعد بالإمكان تجاهله للشخصية اليهودية في المنجز الروائي العربي المعاصر. 
ينقسم الملف إلى ثلاثة أقسام أولها يحتوي على دراسات ومقالات لنقاد وقفوا على المشترك في أعمال لروائيات وروائيين عرب من مصر واليمن وفلسطين
 وسوريا والعراق. 
وقراءات أفردت بشكل منفصل لروايات بعينها، وشهادات من كتاب عرب حول الدوافع والأسباب الأدبية التي حضتهم على تناول هذه الشخصية والاهتمام بها في رواياتهم.
كما تضمن حوارا مع الشاعر 
العماني “زاهر الغافري” الذي يعد واحدا من أبرز الشعراء العرب الذين 
وضعوا لمستهم الخاصة على جسد القصيدة العربية الحديثة، فهو ينتمي إلى جيل شعري عربي جدد شباب القصيدة، وقدم مقترحه الخاص في إطار الشعرية العربية التي ظهرت خلال الربع الأخير من القرن العشرين.
وهناك حوار اخر فكري مع الباحث الأميركي غابرييل رينولدز الذي 
يعتبر أيضا واحدا من أبرز المتخصصين المعاصرين في الدراسات الإسلامية، ومن بين أبرز كتبه المنشورة “القرآن 
ونصه التوراتي الضمني”. 
وهذا الكاتب منكبّ حالياً على تصحيح مسودة كتابه الأخير، “الله في القرآن”، ويبيّن فيه أن الشخصية المركزية في القرآن ليست النبي محمد، كما يسود الاعتقاد، بل الله. والحوار معه يدور حول جملة من المسائل المتصلة بأبحاثه اللاهوتية.
وكتب الكاتب السوري المقيم في ألمانيا ابراهيم الجبين عن صورة اليهودي في روايتنا العربية قائلا:- أعترف أني كثيراً ما تجنبت قراءة أو مشاهدة الأعمال العربية التي تتناول الشخصية اليهودية، أو تمر خلال تضاريسها أطياف اليهودي. 
ليس لموقف مسبق من الفكرة، بل لأنّ النمطية المتشكلة عن خيال 
الكاتب وعن كيفية تناوله لليهودي، تكاد لا تخرج عن إطار محدد متوقع 
سلفاً. 
ما يحمّل القراءة المزيد من الأعباء قد تضرب بقية زوايا العمل الفني
المعني.
لماذا تم تصوير اليهودي في الرواية العربية بتلك الصورة؟ وفي أحسن الأحوال؛ لماذا تمّ تجنّب تصوير اليهودي كبطل اعتيادي من أبطال المشهد الروائي داخل النص، مثله مثل غيره من الأبطال المنتمين إلى عقائد أخرى؟ من هنا يبدأ السؤال وليس من بعد أن قرر الروائيون العرب التجرؤ علـى المحظور وتقديم يهود في أعمالهم بطريقة 
مختلفة. 
واشار الناقد عبدالله ابراهيم الى ان معظم الروايات اليهودية المكتوبة بالعربية عرضت شغفًا منقطع النظير بالبيئات الأولى، فقد اشتبكت بالمرجعيّات الاجتماعيّة الحاضنة لها على 
نحو يتعذّر معه فكّ الاشتباك بينهما، فلا يمكن تعريفها إلّا بتلك المرجعيّات وأحداثها التاريخية، وباللغة التي
 كتبت بها.
 وكتب خلدون الشمعة عن الثابت والمتحول بين ادونيس وطه حسين. في حين كتب الناقد العراقي فاروق يوسف عن ثلاث فنانات مصريات 
هن (نازلي مدكور وفاتن النواوي وأمل نصر) وقال: هناك ميل واضح إلى التخلي عن الموضوعات التي ارتبطت بها المرأة من جهة كونها راعية للمجتمع ومالكة لأهم مفاتيحه. تظهر الفنانات الثلاث اهتماما جليا بالرسم، كونه فنا خالصا يتخطى الوجود الواقعي المباشر..