ضمن برنامجه الثقافي اقام قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب بالجامعة المستنصرية حلقة نقاشية استضاف فيها الأستاذ الدكتور نجم عبد الله كاظم ، وقدم فيها محاضرة بعنوان «الصورولوجيا والأدب المقارن، وصورة الآخر الغربي في الرواية العربية»،وحضرها رئيس قسم اللغة الإنكليزية و أساتذة اقسام اللغة الإنكليزية واللغة الفرنسية والترجمة وعدد من الضيوف من النقاد والأدباء. تناول الدكتور نجم مفهوم الأدب المقارن ونشأته في أوروبا ومدارسه وميادينه، وما اضافه للدراسات الأدبية وما طرأ عليه من تطور أدى إلى دخول الدراسات الثقافية، ودراسة المهمش ضمن الدراسات المقارنة . كما تحدث عن موضوع الآخر في الرواية العربية والعراقية. وتناول صور الآخر التي اما ان تكون ايجابية أو سلبية بحسب مرجعية الكاتب الذي يوظف الآخر في روايته . ووقف في هذا المجال عند عدد من الروايات التي تضمنت صوراً مختلفة للآخر. وتساءل د. عبدالله فما الصورولوجيا؟ المقصود به أو بها دراسة صورة شعب في أدب شعب أو آداب شعوب أخرى. وكثيراً ما نتج عن تمثّل النصوص ووسائل التعبير الإبداعي والفني الأخرى للآخر وتراكم الرؤية والرؤية الشعبية، تنميط صوره، فصارت لشعوب صور نمطية عند شعوب أخرى، كما هو حال العربي، والأميركي، واليهودي، والياباني.. إلخ.في تناول صور الغرب التي تقدمها الرواية العربية وجد المحاضر أن الصور تتوزع بشكل عام بين صور ايجابية وصور سلبية. فمن الصور الايجابية: الغرب المتحضر، والإنساني، والصديق، كما في روايات سحر خليفة (الميراث) و(مذكرات امرأة غير واقعية)، وعالية ممدوح (المحبوبات)، وعلاء الأسواني (عمارة يعقوبيان). ويضيف إليها ما سمّاها (صورة أميركا الحلم)، كما في روايات سحر خليفة (الميراث)، وزهير الهيتي (الغبار الأميركي)، وميسلون هادي (شاي العروس). ومن الصور السلبية: الغرب الاستعماري، والعنصري، والمريب: كما في روايات أحلام مستغانمي (ذاكرة جسد) و(عابر سرير)، ومهدي عيسى الصقر (الشاهدة والزنجي)، وميسلون هادي (الحدود البرية)، وإبراهيم أحمد (طفل السي أن أن)، وعبد الرحمن منيف (سباق المسافات الطويلة). في نهاية المحاضرة توقف المحاضر عند صور المرأة التي رسمتها الرواية العربية، ومنها: صورة المرأة المنفلتة، كما في روايات ناجي التكريتي (نورا)، وعلي خيون في (العزف في مكان صاخب)، وهيفاء بيطار (امرأة من طابقين) و(قبو العباسيين)، وصورة المرأة العاشقة للشرق والشرقي، كما في روايات الطيب صالح (موسم الهجرة إلى الشمال)، ومحمد أزوقة (الثلج الأسود)، و(واحة الغروب) لبهاء طاهر.وتحدث الناقد الاكاديمي د. سعد التميمي عن بقاء قيمة التشابه والاختلاف بنية ثابتة ومؤسسة في الأدب المقارن، رغم تطوره وانفتاحه على الدراسات الثقافية .ونوه إلى ضرورة التمييز بين صور الآخر في الرواية العربية التي يكتبها من يعيش داخل الوطن ،وبين من يكتبها في الغرب اي في بلاد الآخر. وعقب د احمد سلطان عن ارتباط موضوع الآخر بالهوية وأشر تأثير ارتباط صورة الآخر بمرجعية الكاتب ورؤيته.