المفروض دخلنا العام الجديد 2020. والمفروض غادرنا العام القديم 2019. المفروض كبرنا سنة أنا وقاسم موزان ورئيس التحرير وموزع جريدة «الصباح». لكن ماهو المطلوب إثباته لوجود عام جديد وربما سعيد إن كان بوجود ماغي فرح أو أبو علي الشيباني أو تغريدات ترامب أو هواية الزعيم المبجل كيم أون اونغ في إطلاق الصواريخ العابرة للقارات الحاملة للرؤوس النووية؟ لا شيء على الإطلاق.بداية العام الماضي تنبأ أبو علي الشيباني وتوقعت ماغي فرح. انتهى العام على وقع التنبؤات والتوقعات التي لم تتحقق. لا اعرف إن كان ترامب وأونغ والشيباني وفرح كبروا معنا سنة أنا وقاسم موزان ورئيس التحرير وموزع «الصباح» أم مازالوا مرابطين عند هواياتهم وسنواتهم التي تبدو سعيدة. ترامب بتويتر وأونغ بالصواريخ العابرة والشيباني بالتنبؤات وفرح
بالتوقعات.
أما نحن «المكاريد» الأربعة بلغة محمد غازي الأخرس، رئيس التحرير وموزان وكاتب هذه السطور وموزع الجريدة» فعلى حد علمي باقون عند تخوم أعوامنا المليئة بكل مالذ وطاب من مشاغل الدنيا وشواغلها «من طلعتها لغيبتها» مثلما يقول أهلنا.وبمناسبة أهلنا فإنهم خلفوا لنا دزينة من الحكم والأمثال التي تعكس حياتهم التي لم يكن لوقع السنين فيها أي أثر يذكر.
كانت السنة عندهم تأتي وتذهب بدون «هزي تمر يانخلة» يومياً ولا كتلة أكبر ولا كتلة أصغر ولا حكومة تصريف أعمال ولا خلافات دستورية ولا قانون سانت ليغو أو انتخابات مبكرة ولا متأخرة.كان أهلنا يطيب لهم القول لمن ينطلق من دوافع مسبقة في الحكم على الأشياء «حب وأحكي وأكره وأحكي». أو يطلبون لمن يتوجب عليه أن يقول كلاماً جيداً أن «يكعد أعوج ويحكي عدل». أهلنا كانوا قنوعين جداً لا طموح لديهم حتى في الأكل «لوفاتك الزاد كول هني». وكانوا يخشون المخاطرة لأن الدنيا «ماترحم» و»الطايح رايح» لذلك يتعين على من يريد السفر أن يمشي شهراً ولا يطفر نهراً. ليس هذا فقط فإنهم ليسوا على عجلة من أمرهم حتى لو كان الأمر يتطلب أن يجلس أحدهم «بالشمس الى أن يجيك الفي».هكذا كانت الدنيا لا نعرف إن كان هذا صحيح أم لا. هل يتعين علينا الاستمرار على ماكان عليه أهلنا الذين لم تكن لديهم المولدات والوطنية إن كانت كهرباء أم أحزاباً أو كتلاً أو السوشيال ميديا التي بقدر ماقربت المسافات فإنها أهدرت المزيد من القيم والأخلاق.
جيوبهم حتى المثقوب منها كان بسبب قلة الرواتب أو الأجور ولم يكن من بين نفقات الأسرة السيادية سلسلة أسعار ثابتة تبدأ من سعر السحب الى كارتات الموبايل الى الانترنت الى المولات التي لابد من زيارتها يومياً حتى لايقال عن فلان أو فلانة إنه لايعرف من الدنيا غير «رأس العكد».
بدأت السنة وانتهت مثلما بدأت. وسوف تنتهي هذه السنة بعد 12 شهراً مثلما بدأت بحكومة تتشكل «مدري شلون» وانتخابات حسب المقاس وكتل سياسية تقضي نهارها وليلها تندد وتستنكر وتشجب.
قادتها لايملون من دعوة الشركات الكورية والصينية والهندية والإيطالية والماليزية والهندوراسية الى الاستثمار في العراق والنتيجة شجب وتنديد واستنكار ودعوات. دعواتنا لكم
بالتوفيق.