ليلاً قمتُ بتمزيق القصائد
بغضب ثم رميتها في صفيحة
القمامة- لابد أنّكِ قد احتفظتِ بتلكَ الأوراق
الممزقة فذلكَ هو واجبُ زوجة الشاعر
كما أرى؟ - إنّ الواجبَ يقضي
بإخراجِ القصائد من صفيحة
القمامة عندما تصبحُ الحياة أكبر مما يستطيع احتمالها!
هزت كتفيها فأشرق وجهها الجميل
بوهج ذهبي باهت ثم قالت بنبرة سليطة- كلا، إنَّكَ على خطأ
كبير في ما تقول فإنّ ذلك هو آخرُ ما يمكن أن أقومَ بهِ!
بنظرها أنا شخص فاسق بكلّ ما في الكلمة من معنى
وليست هي التي يجب أن تنقذه لأنه لم يقم بأي محاولة في سبيل ذلك
لذا قالت لصديقي: دعهُ يتعفّنُ من تلقاء نفسه!
لقد تألم صديقي كثيراً وحاول أن يقول شيئاً لإخماد
لهيب الموقف.. لكنّها كانت تحدق بتركيز هادئ لا يخلو من التطرف
غير أنني واصلتُ التدخين بكثير من التذمر فهي لا تستحق
التعليق ثم سعلتُ وبصقتُ وأنا أشعرُ ببعض القلق والنفور من هذه العلاقة التي تتراوح بين الحبّ
والكراهية والإثارة والتشويق
وكأننا نكتبُ سيناريو أحد الأفلام عندما نوجه الشتائم إلى شخص نحبّهُ..