2020

ثقافة 2020/01/04
...

  حميد المختار 
 
سنة أخرى مضت وتوارت وأخذت معها الكثير من عصافير الإبداع والفن والاجتماع وهي سُنَّة حياة لا تتغير على الإطلاق، فكان عام 2019 عاماً دموياً بامتياز ورغم دمويته لكنه حمل في باطنه الكثير من الثراء والنتاج المعرفي العراقي تحديداً، ومن مفاجآت هذه السنة أنَّ شباب العراق نهضوا على بكرة أبيهم تاركين نومهم النهاري وراكلين ألعاب البوبجي ليفاجئوا العالم بعلو أصواتهم وهم يطالبون بوطن يحوي همومهم وتطلعاتهم وأحلامهم، ثاروا وملؤوا الساحات والشوارع واعتصموا في القلوب قبل تلك الساحات فاحتضنتهم المرجعيَّة وتقبلهم العقل والمنطق ورغم ما اعتور هذا الحراك الثوري الكبير من بعض المظاهر التي تدل بشكل قاطع على أنهم مخترقون من فئات أخرى تريد النيل منهم وتشويه الصورة الجميلة التي رسموها وبعثوها للعالم، فحدث ما حدث في واقعة الوثبة المأساوية فضلاً عن التصرفات الصبيانيَّة التي تحدث هنا وهناك في ساحة التحرير وكذلك أتمنى عليهم أنْ يرفضوا جميع التدخلات الإقليميَّة التي تتدخل في شؤون العراق الداخليَّة لا أنْ يركزوا على جانب ويتركوا الجوانب الأخرى لأنَّ هذا سيفتح عليهم باب التكهنات في الارتباط بأجندات أميركيَّة وإقليميَّة وغيرها، لذلك عليهم أنْ يغلقوا هذا الباب الى الأبد.
على أية حال أنا ركزت على الحراك الشبابي في ساحة التحرير لأنه المظهر الأساس والمفصلي الذي حدث في العام 2019 وما زال باقياً كمشهد يثبت أنَّ العراق استعاد أبناءه وشبابه وهو لو يحالفه الحظ والتوفيق فإنه سيخطط لمستقبل مشرق إنْ شاء الله، أكتب هذه الكلمات وعام 2020 دخل ومعه دخلت الاضطرابات الشعبيَّة حين قصفت أميركا حشدنا المقدس وقتلت شبابنا، ما أثار غضب الشارع ومعه غضب الحشد فصار الهجوم على سفارة الشر الأميركيَّة ولا نعلم ما هو الجزء الآخر من السيناريو المرسوم بعد حرق جزءٍ من السفارة الأميركيَّة.
إنَّ العام 2020 عام التطلعات الإنسانيَّة في العراق وعام التحرر من الهيمنة والفساد من قبل بعض الأحزاب المسيطرة على الكثير من مرافق الدولة الحيويَّة وكانت النتيجة الطبيعيَّة لهذا الحراك الكبير، استقالة الحكومة العراقية وتصويت البرلمان على قانون الانتخابات الجديد، والجميع الآن بانتظار أنْ يظهر المرشح الجديد لرئاسة الوزراء.
أما على صعيد الآداب والفنون فالصورة واضحة جداً، إذ إنَّ الرواية العراقية تسير من موقع مهم الى موقع أكثر أهمية سواء في القوائم الطويلة للبوكر أو في المسابقات الأخرى التي لا تخلو من مرشحين عراقيين، وعلى الصعيد الشخصي فروايتي الجديدة (تابو) ستصدر مطلع الشهر الثاني عن دار سطور وبرنامجي الإذاعي الذي أعده وأقدمه (صالون الثقافة) ما زال يُبث من على أثير إذاعة جمهورية العراق، وهناك مشروع برنامج تلفازي سنعده ونقدمه أنا مع زملائي الروائي أحمد خلف والروائي شوقي كريم والروائي صادق الجمل من على شاشة العراقية.. أتوقع أنْ يكون عام 2020 عام خير وإبداع وسلام إن شاء الله..