المجلّد السادس من الأعمال الشعريّة الكاملة للشاعر أديب كمال الدين

ثقافة 2020/01/08
...

بغداد/ الصباح
 
عن منشورات ضفاف، صدر حديثاً في بيروت المجلّد السادس من الأعمال الشعريّة الكاملة للشاعر العراقي المقيم في أستراليا: أديب كمال الدين، وهو يحتوي على خمس من مجاميعه الشعريّة: «حرف من شمس»، «شخصيات حروفيّة»، «فتنة الحرف»، «قال لي حرفي»، «وكان له حرف». 
وهكذا يكون أديب كمال الدين قد أصدر 24 مجموعة شعريّة باللغتين العربيّة والإنكليزيّة، منذ صدور مجموعته الأولى: «تفاصيل» 1976، معتمداً الحرفَ ملاذاً روحياً وفنياً. نذكر منها «نون»، «النقطة»، «شجرة الحروف»، «الحرف والغراب»، «مواقف الألف»، «رقصة الحرف الأخيرة»، «في
 مرآة الحرف».
 نال أديب كمال الدين جائزة الإبداع عام 1999 في العراق. واخْتِيرَتْ قصائده ضمن أفضل القصائد الأستراليّة المكتوبة بالإنكليزيّة عاميّ 2007 و 2012 على التوالي. كما صدر أحد عشر كتاباً نقديّاً عن تجربته الشّعريّة، مع عدد كبير من الدراسات النقديّة والمقالات، ونُوقشت الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تناولت أعماله الشّعريّة وأسلوبيته الحروفيّة الصّوفيّة في العراق والجزائر وإيران والمغرب وتونس. وتُرجمت أعماله إلى الفرنسية والإيطالية والأوردية والفارسية
والإنكليزية والإسبانية.
 من النصوص الشعرية للمجلد السادس: (سقطتْ ورقةٌ من الشّجرة، تلكَ كانتْ حياتي. / هبطَ الطّائرُ والتقطَ بمنقاره تلكَ الورقة/ وعادَ ثانيةً إلى أعلى الشّجرة. / كانت الشّجرةُ عاليةً جدّاً/ وملساءَ السّاقِ حدّ اللعنة. / الطّائرُ لا يفتحُ فمَه لأحيا أو لأموت، الطّائرُ لا يكفُّ عن رَفْرَفةِ جناحيه، / الطّائرُ لا يأبهُ لي أبداً/ وأنا أبكي أو أضحكُ أو أصرخ: 
حياتي حياتي!
وفي نص آخر: (أنا شاعرٌ محظوظ/ لأنّي لا أتوقّفُ عن الكتابةِ أبداً./ والسّببُ بسيطٌ جدّاً/ فقد مسحتُ بيديّ المُرتبكتين/ دموعَ كلكامش المتدفّقةَ ليلَ نهار/ وهو يبكي؛/ مرّةً على أنكيدو الذي اغتالهُ الموت،/ ومرّةً ثانيةً وثالثة/ على عُشبةِ الخلودِ التي سرقتها الأفعى/ من قلبه ذاتَ
حياة).
وأيضا: (قامَ أبي من شَلَلِه النّصفيّ/ ليسقي الوردَ في الحديقة./ تساقطتْ قطعٌ من الذّهبِ والحلوى/ وزقزقتْ فوقَ رأسي سبعةُ طيور/ بألوان بهيجةٍ جدّاً/ وموسيقى بهيجةٍ جدّاً./ فرقصتُ قليلاً/ وبدأتُ أجمعُ قطعَ الحلوى/ فوجدتُها، وا حسرتاه، فاسدة،/ وقطعَ الذّهب/ فوجدتُها، وا خيبتاه، مُزيَّفَة./ ونظرتُ إلى أبي فوجدتُه/ جُثّةً هامدةً على الأرض./ وكأيّ طفلٍ باغتهُ مشهدُ الموت/ بدأتُ أبكي عندَ جُثّته/ بكيتُ طويلاً طويلاً/ حتّى تحوّلتُ بعدَ سبعة طيور،/ أي بعدَ سبعة دهور،/ إلى شيخٍ كبير/ يسقي الوردَ في الحديقة،/ الحديقة التي لم يكنْ لها
 وجودٌ أبداً).  وكذلك: (في حرفِ الفجر/ أرى أطفالاً يغرقون في البحر،/ وطغاةً يخططون لشنِّ حربٍ جديدة،/ وسُكارى يبحثون عن حبيباتِهم في شوارع الوهم،/ وراقصات مُرهَقات عُدن من الملهى للتوّ،/ وموسيقيين عميان/ يقودون بعضهم بعضاً وهم يقهقهون،/ وشعراء يكتبون قصائدَهم الجديدة/ في سُفنٍ مَهجورةٍ تُدعى سُفن
 الذاكرة./ في حرفِ الفجر/ أرى شمساً تصرُّ على المجيء إلى الأرض/ لترسمَ على شُبّاكي المُظلمَ قُبْلتَها الخاطفة/ وتعلنَ أن كلّ شيءٍ 
على ما يُرام!).