اتفاق تركي – روسي لوقف إطلاق النار في إدلب

قضايا عربية ودولية 2020/01/11
...

اسطنبول / فراس سعدون
 
توصلَّ المسؤولون الأتراك والروس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية، آخر أكبر معقل لمعارضي دمشق وجماعات مصنفة إرهابية ومتطرفة وأخرى مسلحة تحظى بدعم أنقرة، في وقت يستعد فيه وفد تركي رفيع المستوى للمغادرة إلى موسكو وبحث الملفين السوري والليبي بشكل خاص، ووسط هذا الحراك أجرى المبعوث الأميركي إلى سوريا مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين الأتراك في كل من أنقرة واسطنبول.
وقف النار في إدلب
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أن “تركيا وروسيا اتفقتا على تنفيذ وقف إطلاق النار، والهجمات الجوية والبرية، والخسائر في الأرواح، ومنع تدفقات النزوح الجديدة، ومن أجل الإسهام في عودة الحياة الطبيعية مرة أخرى داخل منطقة الحد من التوتر في إدلب”، مضيفة أن “بدء تطبيق وقف إطلاق النار سيكون في الساعة 00:01 من 12 كانون الثاني (أي مع بداية اليوم الأحد).
وتنشر القوات التركية، بموجب اتفاق سابق مع روسيا وإيران على الحد من التوتر وخفض التصعيد في إدلب، 12 نقطة مراقبة عسكرية في المدينة ومحيطها، وعلى الرغم من تعرض بعض النقاط لقصف قريب، لكن القيادات التركية رفضت سحبها، مؤكدة أن القوات الموجودة فيها لديها القدرة على الدفاع عن نفسها عند الضرورة.
وتعمل تركيا على إغاثة النازحين من الاشتباكات والقصف في إدلب، لكنها لا تريد استقبال موجة جديدة منهم، في ظل عملها أساسا على إعادة اللاجئين لديها، في السنوات السابقة، إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها داخل سوريا.
وجدد مجلس الأمن الدولي، ليل الجمعة/السبت، لمدة 6 أشهر عملية إيصال المساعدات عبر الحدود للمدنيين السوريين عن طريق تركيا حصرا، بعدما كانت العملية مهددة بالانتهاء.
وتقول الأمم المتحدة إن 4 ملايين شخص في شمال غرب سوريا، وشمال شرقها، يعتمدون على المساعدات العابرة للحدود.
وطالبت منظمات إغاثية سورية، في مؤتمر صحفي عقدته في اسطنبول قبل ساعات من صدور قرار مجلس الأمن، بتمديد آلية إيصال المساعدات العابرة للحدود.
 
وفد تركي إلى موسكو
ومن المرتقب أن يجري وفد تركي رفيع المستوى، غدا الاثنين، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، لبحث ملفات عديدة بينها الملفان السوري والليبي.
ونقلت وسائل إعلام تركية، وحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي مقربة من الحكومة التركية، عن مصادر رسمية قولها إن الوفد سيضم مولود جاووش أوغلو، وخلوصي أكار، وزيري الخارجية والدفاع، إلى جانب هاكان فيدان، رئيس جهاز الاستخبارات.
وكان الرئيسان التركي والروسي، رجب طيب اردوغان، وفلاديمير بوتين، بحثا ملفي سوريا وليبيا، الأربعاء الماضي في اسطنبول، كما وجها دعوة للأطراف الليبية المتصارعة لوقف إطلاق نار يتزامن مع وقف النار في إدلب. 
ورحبت حكومة الوفاق الليبية المدعومة تركياً بالدعوة، لكن اللواء خليفة حفتر المدعوم روسياً، والذي يشن هجوما لانتزاع طرابلس من قوات الوفاق، رفض الدعوة.
 
مباحثات تركية –  أميركية
وأجرى جيمس جيفري، المبعوث الأميركي إلى سوريا، مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين الأتراك، في أنقرة واسطنبول، على مدار اليومين الماضيين. والتقى جيفري كلا من إبراهيم كالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، وسادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، وخلوصي أكار، وزير الدفاع التركي.
وذكرت إفادات تركية رسمية بأن جيفري بحث مع هؤلاء المسؤولين الأوضاع في إدلب، ومدينتي تل أبيض ورأس العين الواقعتين تحت سيطرة القوات التركية، بعد شنها عملية عسكرية في تشرين الأول الماضي استهدفت طرد قوات سوريا الديموقراطية (قسد) والتنظيمات المتحالفة معها على أمل إنشاء منطقة آمنة هناك وتوطين أعداد كبيرة من السوريين الموجودين داخل تركيا في تلك المنطقة.
وأوضحت الإفادات بأن جيفري ناقش مع المسؤولين الأتراك، أيضا، مستقبل العملية السياسية في سوريا، وملف الإرهابيين الأجانب هناك، إلى جانب تسهيلات تدفق المساعدات الإنسانية الأممية من الأراضي التركية إلى السورية. ويتمتع جيفري بعلاقات جيدة مع الأتراك بسبب عمله سابقا سفيرا للولايات المتحدة في أنقرة.
ومن المقرر أن يزور المبعوث الأميركي العاصمة السعودية الرياض، للقاء مسؤولين رفيعي المستوى، أيضا، ومناقشة ملفات أخرى معهم بينها الأوضاع في سوريا.
وأبقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على قوات عسكرية عند حقول وآبار النفط السورية، بعدما سحب القوات الأميركية من مناطق السيطرة التركية الحالية، كاشفا عن نية مستقبلية للتحكم في النفط السوري.