اجتماع دول جوار ليبيا يدعو لوقف التدخلات الأجنبية
قضايا عربية ودولية
2020/01/24
+A
-A
إسطنبول/ ايلكر سيزر
ترجمة: فراس سعدون
طرابلس / وكالات
اختتمَ في الجزائر أمس، اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا، وأكد المجتمعون رفضهم كل تدخل أجنبي، كما دعوا الفرقاء الليبيين للمشاركة في مسار الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة الاتحاد الإفريقي ودول الجوار الليبي، للتوصل إلى حل شامل لهذه الأزمة، بعيدا عن التدخلات الخارجية، بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السلام في ليبيا مرهون بتطبيق قرارات مؤتمر برلين، ويرتقب أن يزور أردوغان العاصمة الجزائرية يوم غد الأحد.
شددت دول الجوار الليبي في ختام اجتماعها بالجزائر، على رفضها كل تدخّل أجنبي في هذا البلد الذي تعصف به الحرب، ودعت أطراف النزاع للحوار وذلك في ختام اجتماع عقد في العاصمة الجزائرية بهدف الدفع نحو تسوية سلمية للنزاع الليبي الذي يهدد الاستقرار الإقليمي.
وجاء هذا الاجتماع الإقليمي بمبادرة من الجزائر، حيث ضم وزراء خارجية كل من تونس ومصر وتشاد، إضافة إلى مالي وكذلك دبلوماسيون من السودان والنيجر.
وحث وزراء خارجية جوار ليبيا، الأطراف الليبية للمشاركة في مسار الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة الاتحاد الإفريقي ودول الجوار الليبي، على التوصل إلى حل شامل لهذه الأزمة، بعيدا عن التدخلات الخارجية، كما عبروا عن أملهم في أن “يهتدي الأشقاء الليبيون إلى تسوية سلمية لأزمة بلادهم، بعيدا عن أي حلول عسكرية أو تدخلات أجنبية تمكن من تنظيم انتخابات شفافة تحقق تطلعات الشعب الليبي وتحفظ استقلال ليبيا ووحدتها وسيادتها على كامل أراضيها».
وإثر الاجتماع، قال وزير الخارجية الجزائري صبري بو قادوم في مؤتمر صحافي “نحن واثقون في قدرة الليبيين على تجاوز خلافاتهم عبر الحوار والمصالحة وعلى التوصل إلى تسوية سياسية”، داعيا إلى إشراك الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في أي حل يتم التوصل إليه.
يشار الى أن ليبيا التي تملك أكبر احتياطي من النفط في إفريقيا، غرقت في العنف والصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 إثر انتفاضة شعبية، وتتنازع السلطة في ليبيا منذ 2015 حكومتان، حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس وسلطة موازية في الشرق مدعومة من المشير خليفة حفتر، وتم التوصل إلى هدنة منذ 12 كانون الثاني الحالي في المعارك الدائرة على مشارف العاصمة طرابلس بين قوات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج وقوات حفتر التي شنت منذ نيسان 2019 حملة عسكرية للسيطرة على طرابلس.
وكانت عدة دول إفريقية اشتكت من استبعادها من مسار مؤتمر برلين الذي صدرت في ختامه وعود بفرض احترام حظر الأسلحة على ليبيا والتوقف عن التدخل في الشأن الليبي. لكن أثر هذه التعهدات على أرض الواقع يبقى غير مؤكد، حيث رفض طرفا النزاع الرئيسيان، السراج وحفتر أن يلتقيا في برلين.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون دعي للمشاركة في مؤتمر برلين، وسبق أن اقترح استضافة حوار بين الليبيين لحل الأزمة، وأكد في مقابلة مع وسائل الإعلام الجزائرية “هناك تصريحات مشجعة بينها تلك التي أدلى بها فايز السراج ومن جانب حفتر والتي اعتبروا فيها أن القوة الوحيدة القادرة على حل المشكلة هي الجزائر، إذن نحن لدينا ثقة الجانبين».
وتابع أن الجميع في ليبيا “طلب وساطة الجزائر وهذا يشجع السلم في ليبيا”، وقال “الليبيون طلبوا وساطة الجزائر، وهذه تقاليدنا منذ سنة 1962، منذ استقلالنا ونحن نتدخل بين الشعوب والدول لتصفية الجو».
ولم يشارك السراج وحفتر كذلك في اجتماع الجزائر، وكدليل على استمرار التوتر أغلق مطار معيتيقة قرب طرابلس لعدة ساعات بعد تهديدات من قوات حفتر.
وكثفت الجزائر الحريصة على البقاء على مسافة واحدة من طرفي النزاع والرافضة لأي تدخل أجنبي والتي تملك حدودا يناهز طولها ألف كلم مع ليبيا، في الأسابيع الأخيرة المشاورات في محاولة للمساهمة في حل سياسي في ليبيا. واستقبلت الجزائر الثلاثاء الماضي وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي أشاد “بالمبادرات الدبلوماسية” الجزائرية، وسبق الوزير الفرنسي لزيارة الجزائر، رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي ووزراء خارجية إيطاليا ومصر وتركيا.
حديث أردوغان
إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن “الفوضى ستؤثر في حوض البحر المتوسط في حال لم يتحقق الهدوء في ليبيا، وأن نجاح خطة السلام في ليبيا مرتبط بتطبيق قرارات مؤتمر برلين”. وذكر أردوغان، خلال افتتاح الجامعة الألمانية التركية في إسطنبول، “علينا تسريع عملية الحل في ليبيا من أجل منع تنمية المنظمات الإرهابية والمرتزقة”، على حد تعبيره.
وأكد أن “تركيا وألمانيا تعملان معا من أجل إنهاء الأزمة في ليبيا”، مشيرا إلى أن “نجاح خطة السلام في ليبيا مرتبط بتطبيق القرارات المتخذة في مؤتمر برلين على أرض الواقع”، وأضاف أردوغان، بحسب وكالة “الأناضول”، سندعم بقوة الخطوات المتخذة من أجل تحقيق التسوية والسلام وإيقاف سيل الدموع والدماء في ليبيا مثلما فعلنا في مؤتمر برلين”.
وتابع «هدفنا الأكبر هو إنهاء هذه الأزمة الليبية التي تسببت في مقتل أكثر من 2400 شخص وإصابة أكثر من 7500 آخرين»، وأضاف «إذا كنا لا نريد ظهور مرتزقة ومنظمات إرهابية كالقاعدة وداعش في ليبيا، فيجب علينا تسريع عملية الحل».
يأتي حديث أردوغان، بالتزامن مع زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المقررة إلى تركيا، حيث من المقرر أن تعقد جلسة مباحثات مع أردوغان.
أتراك طرابلس
من جانب آخر، يعيش 300 مواطن تركي في ظل النزاعات داخل العاصمة الليبية طرابلس، ويشعر الأتراك الذين يعودون إلى بلادهم بين وقت وآخر، بالرضا عن وقف إطلاق النار الذي بدأ في 12 كانون الثاني (الحالي)، بمبادرة من الرئيس (التركي رجب طيب) اردوغان، والزعيم الروسي فلاديمير بوتين.
المواطنون الأتراك الذين أتوا إلى البلاد لكسب المزيد من المال؛ شهدوا عن كثب الفوضى العظيمة لطرابلس في عهد معمر القذافي.
ويوضح أحمد غول موش، الذي جاء لفتح مطعم في طرابلس قبل وقت قصير من الإطاحة بالقذافي، أنه وقبل أيام قليلة من بدء أحداث 2011، تمّت إدامة مطعم سلطان أحمد، ولكن عندما قُتل القذافي، جرى إجلاؤه (غول موش) من البلاد، مع 132 تركيا كانوا في ليبيا.
غول موش، الذي ذهب إلى دالامان (مدينة تركية تقع على البحر المتوسط قبالة طرابلس من جهة الشمال الشرقي) على متن طائرة، تم إجلاؤه بسبب المخاطر الأمنية الكبيرة في البلاد، وانتظر قرابة 9 أشهر في تركيا، حتى أعاد افتتاح المطعم الذي كان يأمل بأنه قد يعمل بشكل جيد.
وعاد غول موش إلى طرابلس في أقرب فرصة وافتتح مطعمه. بدأ العمل بشكل جيد بفعل الاهتمام الكبير بالأطعمة التركية في ليبيا.
ولكن في عام 2013، ومع اشتداد الاشتباكات اضطر أحمد غول موش لإغلاق المطعم والعودة إلى تركيا من جديد.
ويقول رجل الأعمال التركي الذي عاش في العراق بين سنوات 2002 و2007 “خلال سنواتي التسعة في طرابلس، لم أشعر بأي شيء غير طبيعي. لم أفقد أملي أبدا بتحقق السلام في طرابلس. أعود كل 3 إلى 4 أشهر إلى تركيا لكي أرى أسرتي، وفي الأوقات التي أذهب بها يعتني شريكي بالمحل. هنا يحبون الأتراك. رواد المطعم خصوصا أولئك الذين ذهبوا إلى تركيا يحاولون أن يتحدثوا معنا بالتركية».
وإلى جانب غول موش يعمل علي غسال أوغلو نادلا، وهو من أهالي هاتاي (الحدودية مع حلب السورية ويتحدث معظم سكانها العربية) هاجر قبل مديره إلى طرابلس في 2010، ليكسب نقودا أكثر.
ولم يواجه غسال أوغلو، الذي يبلغ من العمر 34 عاما، مشكلة في التأقلم داخل ليبيا، لأنه كان يعرف اللغة العربية من عائلته.
وذكر أن هناك فرصا جيدة لتحصيل النقود في ليبيا آنذاك.
النادل الذي قال إنهم شعروا بخوف شديد قبل وقف إطلاق النار في 12 كانون الثاني، حين كانت قوات حفتر تشن هجمات شديدة، لكنهم شعروا بالارتياح بعد وقف إطلاق النار، يفيد “رأيت سقوط القذافي بعيني. كنت هنا في 2011. هذا الوضع أكثر خطورة بالنسبة لنا من أحداث القذافي، لأن حفتر عدو للأتراك”.
ويوضح النادل التركي، الذي يعيش في الظهرة، بعيدا عن الاشتباكات، أنه وقبل 12 كانون الثاني، كانت المدينة بأكملها تضج بأصوات الهجمات والقصف، لكن الحياة اليومية في المدينة عادت الآن إلى طبيعتها. «
وعلى غرار الأتراك الآخرين، هاجر حسن آي كاج من ماردين إلى ليبيا في عام 2010، قبل سقوط القذافي.
ويقول آي كاج، الذي يملك متجرا للديكور في ليبيا: إن أعماله قد أعيد فتحها بعد وقف إطلاق النار في 12 كانون الثاني، ويضيف “قبل 12 كانون الثاني، تغيرت الحياة كثيرا. كان الناس لا يخرجون إلى الشارع. بعد 12 كانون الثاني؛ بدأ الناس في الخروج إلى الشوارع وزاد عملنا».
وتبادل آي كاج الأفكار مع الليبيين الذين تحدث معهم بشأن الجيش التركي.
ويقول آي كاج إن “الجميع يدعم مذكرة التفاهم العسكري الموقعة مع الحكومة التركية، ولكن في الميدان لا أحد يريد أن يكون الجيش التركي جزءا من الحرب.
يشعر بعضهم كما لو أن الجندي التركي سيبقى دائما هنا.
ومع ذلك، فإن الأشخاص الأكثر تعليما ومعرفة بالعالم وقراءة للسياسة لديهم نظرة إيجابية للغاية بشأن إمكانية وصول الجنود الأتراك إلى هنا. لأنهم بحاجة إليهم».
أخبار اليوم
كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني تشيد بالتحول الإيجابي الذي تشهده شبكة الإعلام
2024/11/25 الثانية والثالثة