«الهلال الأحمر»: برنامج وقائي لمنع الاصابة بفيروس «كورونا»

العراق 2020/02/01
...

 
بغداد / عمر عبد اللطيف
 
أعدت جمعية الهلال الاحمر العراقي برنامجا وقائيا كبيرا لمنع الاصابة او انتشار فايروس «كورونا» داخل البلد، وفي حين اعربت المفوضية العليا لحقوق الانسان عن املها بان تكون اجراءات وزارة الصحة على مستوى عال يمنع انتشار الفيروس، اتخذت لجنة الصحة والبيئة النيابية الاجراءات والاحترازات وتقديم المقترحات والتحذيرات للحد من انتشار هذه الفايروس ومنع انتقاله للعراق. 
 
وأعلن رئيس جمعية الهلال الاحمر العراقي الدكتور ياسين المعموري، في حديث لـ»الصباح»، ان الجمعية اعدت برنامجا وقائيا كبيرا للوقاية من الامراض الانتقالية ومنها فايروس «كورونا»، مشيراً الى تكثيف الجهود من خلال حملات التوعية التي تقوم بها الجمعية في المجتمعات المحلية.
واضاف المعموري ان السبب الرئيس للمرض في بعض الاحيان يكون عدم وجود نظافة شخصية صحيحة، لذلك نشجع على توفر هذه النظافة وتوزيع مستلزماتها بين الافراد وتدريبهم على كيفية غسل اليدين لان ذلك وسيلة رئيسة لمنع انتشار الأمراض والأوبئة، لافتاً إلى أنه يمكن تجنب الكثير من الامراض من خلال الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين واستخدام الكثير من السوائل لتعقيمها بعد المصافحة، والقيام بتوزيع تلك المواد بين المواطنين.
وتابع المعموري ان الحملات الصحية والدعائية ستركز على ضرورة تجنب الكثيرمن العادات المجتمعية كالعناق، فضلاً عن ضرورة الاهتمام بنظافة الطعام والتأكد من مصادره، مشدداً على أهمية قيام المؤسسات المختصة باجراءات صارمة للحد من الجزر العشوائي والتخلص من الفضلات بشكل صحيح. ونبه المعموري الى ضرورة الاسراع بمراجعة الطبيب المختص بالنسبة لبعض الفئات عند الاصابة بحالات الرشح، والحذر او حظر السفر الى الاماكن التي يشتبه فيها وجود الفيروس، وترسيخ ثقافة وضع الكمامات لمنع انتشار المرض كون الرذاذ هو الوسيلة الرئيسة لنقل المرض بين الافراد عند التماس بشكل مباشر. وطالب المعموري السلطات في البلد بضرورة تعليق الرحلات الى جمهورية الصين الشعبية في الوقت الحالي، مؤكداً ضرورة المتابعة المستمرة ومتابعة النصائح والارشادات  الصحية للوقاية من الامراض الانتقالية بشكل عام وعدم الاستهانة بها. والمح المعموري الى ان منع وصول هذا المرض الى البلد مسؤولية السلطات الصحية، مؤكداً ان بلدان العالم بدأت نشر كاميرات حرارية يمكنها رصد المسافرين في حال وجود ارتفاع في درجة حرارة اجسامهم، لاخضاعهم لنظام الحجر الصحي لاجراء بعض الفحوصات، وفي حال وجود اي شكوك باصابة الشخص بالمرض فيمكن حجره بشكل كامل في مستشفيات او عيادات خاصة معدة لهذا الغرض.
واكد سلامة العراق من اي حالات اصابة بفيروس «كورونا» ولا توجد اي مؤشرات لظهور هذه المرض، داعياً إلى اتخاذ اجراءات حجر صحي صحيحة للعراقيين العائدين من الصين لمنع انتشار المرض، لان هنالك حالات يكون الفيروس موجودا فيها الا ان المرض غير ظاهر للعيان فحضانة الفيروس تمتد لاسبوعين قبل ظهور الاعراض، لذلك يمكن ان تكون هنالك مشكلة بتسرب احد الذين اصيبوا من دون ان نتمكن من تشخيصه.
من جانبه، قال عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان الدكتور علي البياتي: إن فايروس «كورونا» يعد جيلا جديدا وسريعا وسهل الانتشار، مؤشراً وجود خلل في مجمل النظام الصحي بالعراق وخاصة الوقائي منه.
واضاف البياتي، لـ {الصباح»، ان المفوضية بانتظار اجابة وزارة الصحة على استفساراتها بخصوص الاجراءات، معرباً عن امله في ان تكول على المستوى المطلوب لمنع انتشار الفايروس في العراق.
واكد البياتي انه لا توجد لغاية الان ارقام رسمية حول إصابات ربما حصلت في العراق.
في غضون ذلك، اتخذت لجنة الصحة والبيئة النيابية برئاسة الدكتور قتيبة الجبوري  وحضور أعضائها مجموعة من الاجراءات والاحترازات وتقديم المقترحات والتحذيرات للحد من انتشار هذا الفايروس او انتقاله للعراق.
وذكر بيان للجنة، تلقته «الصباح»، أنها ستقوم بـ {متابعة الموضوع مع السفير العراقي في الصين ووزير الصحة والبيئة والنائب الاول لرئيس مجلس النواب وهناك اجتماع يوم غد الاثنين مع كادر وزارة الصحة والنائب الاول لرئيس المجلس حسن الكعبي من أجل عقد مؤتمر صحفي بهذا الخصوص».
وأضاف البيان أنه «تمت متابعة الموضوع مع السفير العراقي في الصين احمد برواري الذي أكد أن عدد العراقيين الموجودين هو (68) طالبا يدرسون في مدينة أوهاي مع اسرهم 180 مواطنا عراقيا»، لافتاً إلى ان «الحكومة الصينية ضربت طوقاً حول المدينة وتم حصار المدينة ووضعت تحت الحجر الصحي بالكامل خوفاً من انتشار الوباء في باقي المدن ولمنع وصوله الى عدد أكبر من المواطنين».
وأشار البيان إلى أنه «منذ اليوم الاول خصصت الحكومة العراقية طائرة تستوعب 265 راكبا لنقل العراقيين الموجودين في الصين حفاظاً على أرواحهم وتمت تهيئة فريق صحي متخصص لمرافقتهم في الطائرة وفحصهم قبل اعادتهم للعراق الا ان السلطات الصينية لم تعط رخصة الدخول للطائرة العراقية في الاجواء الصينية حيث أكدت السلطات الصينية أنها لم تعط اي رخصة نزول لأي دولة حتى الان ولم تقدم اي دولة على جلب رعاياها خشية من الموجودين في مدينة أوهاي من ان يتم نقل الفايروس من أحد الرعايا أو من خلال كادر المطار القريب من المدينة والصين». 
وشدد البيان على «ضرورة توخي الحذر وعدم تصديق الشائعات المغرضة حيث لم يصب اي عراقي لا في داخل العراق ولا في الصين، مشيراً إلى أن لجنة الصحة والبيئة النيابية على تواصل كبير ومستمر مع المعنيين في الحكومة العراقية والسفير العراقي في الصين والمختصين في الحكومة الصينية من أجل الحفاظ على العراقيين المتواجدين في المدن الصينية وللحد من انتقال الفايروس للعراق عبر العمال الصينيين العاملين في العراق».