ألاعيب وإثارات

آراء 2020/02/02
...

حسين الصدر
- 1 -
أخبار فايروس (كورونا) ملأت الأسماع في شتى البقاع!
وقد تخطت المخاوف من (كورونا) كلَّ المخاوف المعروفة من انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور، ودبّ الخوف والهلع في النفوس بشكل فظيع، وغاب عن الكثيرين أنّ عدد الموتى من الصينيين بهذا الفايروس، وهم قد زاد عددهم عن المليار والنصف، لم يتجاوز  (81) مصاباً، وهذا الرقم الضئيل لا يتناسب مع حجم الأهوال والمخاوف المستعرة في كل 
مكان!
- 2 -
إننا لا نريد التطفيف من شأن هذا الفايروس وخطورته، ولكننا ندعو الى التدقيق والتأمل في العوامل التي دعت الى الدفع بهذا الخبر ليكون من الأخبار الرئيسة التي تشغل بال الناس وتخوّفهم مما يمكن أنْ يُسفر عنه من كوارث!
- 3 -
ولا نكتم القارئ العزيز سراً اذا قلنا: إنّ جعل (كورونا) (البعبعَ) الخطيرَ الفتّاك الذي يرعب الناس بالهلاك، جاء متزامناً مع حدثيْنِ أميركيين أريد التغطية عليهما من خلال إشغال الناس بمخاطر كورونا:
أولهما، محاكمة الرئيس الأميركي وما أُسند إليه من تهم كبرى، واستماتة الجمهوريين في مجلس الشيوخ لتبرئته من كل تلك التهم! 
وثانيهما، ظهور كَذِبِه الفظيع في حديثه عن نتائج وآثار الضربة الإيرانية لقاعدة (عين الأسد).
فلقد أكدّ الرئيس الأميركي (ترامب) أنّه ليس هناك خسائر بشرية على الاطلاق، واليوم بدأت تتكشف تلك الخسائر بالأرقام!
ومن هنا فإننا نرى أنَّ تضخيم الأهوال من (كورونا)، والإثارة المستمرة حوله، تستهدف صرف الأنظار والأسماع عمّا اجترحه الرئيس الأميركي من أكاذيب مرّغت سمعته بالوحل، وأظهرت أنّه لا يبالي بسمعة بلاده التي اهتزت بسبب تلك
الأكاذيب.
- 4 -
واذا كان من الصحيح القول: إنّ المواطن الأميركي لا ينظر كثيراً الى العامل الأخلاقي في شخصية الرئيس، فإنّ من الصحيح كذلك القول:
إنّ فضائح الكذب المستمرة لا تُبقي لشخصية الرئيس الأميركي من باقية في نظر معظم أبناء الشعوب الأخرى، الأمر الذي يضر بمصداقية الولايات المتحدة ومكانتها على مستوى عالمي.
- 5 -
وختاما نقول: إنّ موت (81) شخصا، كما حصل بفعل كورونا في الصين، قد يحصل على مدار يومي بحوادث مرورية في كثير من البلدان، ولا يثير أيّة ضجّة، وهذا ما يزيد من احتمالية استخدام الضجيج المثار لأغراض سياسية، في إشارة واضحة للدور المركزي الذي يلعبه الإعلام الموّجه في البلبلة والتشويش على الأذهان
والأفكار.