الجنرال مكنزي: إيران خفضت التصعيد ولكن خطر الرد لا يزال قائماً

العراق 2020/02/03
...

ترجمة: انيس الصفار       
 
 
صرح مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى أن الولايات المتحدة لا تزال تترقب حذراً من حدوث مزيد من الردود الانتقامية رغم مرور شهر على الضربة الأميركية التي أودت بحياة اللواء قاسم سليماني وجنوح الجيش الإيراني الى التراجع عن وضع التأهب الأقصى للحرب.
مضى الجنرال “كينيث فرانك مكنزي”، الذي يرأس القيادة الأميركية الوسطى، قائلاً: ان إيران” خفضت “مستوى التصعيد” في قوتها الصاروخية كما أعادت قوات دفاعها الجوي الى “حالة الاستعداد الاعتيادية” عقب الضربات الانتقامية التي سددتها الى قواعد يتمركز فيها جنود أميركيون داخل العراق.
ضمن الحديث الذي ادلى به خلال زيارته لحاملة الطائرات الأميركية “هاري ترومان” التي تنفذ عمليات اوكلت اليها في شمال بحر العرب قال مكنزي: ان قوات البحرية الإيرانية أخذت تبدي هي ايضاً مستوى اعتيادياً من النشاط في الاسابيع الأخيرة.
منذ الضربات بالصواريخ البالستية في 7 كانون الثاني على أهداف داخل العراق بقي المسؤولون الأميركيون يعبرون عن قلقهم من تنفيذ إيران هجمات أخرى. لم تسفر تلك الهجمات، التي كانت أول ضربات مباشرة معلنة تقوم بها الحكومة الإيرانية، عن وقوع قتلى بين صفوف الأميركيين ولكنها أحدثت موجة من الاصابات الدماغية.
يقول مكنزي: ان الإيرانيين باعتقاده لا يزالون في طور “امتصاص” الاثر القوي الذي تسبب به قرار إدارة ترامب بقتل سليماني، لأن الرجل كان شخصية لا تضاهى من حيث النفوذ ويصفه المسؤولون الأميركيون بأنه كان العنصر الاساس الفعال في تنامي شبكة إيران من الجماعات المسلحة الموالية في جميع انحاء الشرق الأوسط.
كان الرئيس ترامب، الذي يصف إيران بأنها تهديد اساس للولايات المتحدة، قد انسحب من الصفقة النووية التي أبرمت في عهد ادارة أوباما، كما وجه الى طهران حملة “ضغوط قصوى” شملت عقوبات صارمة.
قال مكنزي: “أعتقد أن إيران قد فهمت أننا نمتلك الإرادة وعازمون على اتخاذ الاجراء الذي يناسب مصالحنا. فنحن لن نبقى الجانب الذي يتلقى الى ما لا نهاية كل ما يفعلونه.”
كان بعض حلفاء أميركا يخشون ان تؤدي ضربة سليماني الى قلب الموازين في المنطقة وتحيلها الى كتلة صراعات تزعزع استقرارها. 
وخلال زيارته الى الحاملة تحدث مكنزي الى القادة والبحارة والطيارين بشأن هدفهم المتمثل بردع إيران من دون الاقدام على مزيد من الاجراءات ضد الولايات المتحدة وشركائها.
وتعد حاملة الطائرات المذكورة من ضمن القوات الاضافية التي طلبها مكنزي في الربيع الماضي لكي يعزز بها المنطقة الخاضعة لقيادته في خضم احداث صنفها المسؤولون العسكريون بأنها استفزازات إيرانية. حضرت الحاملة وجاءت معها بنحو خمسة آلاف عنصر من كوادر الجيش وأسراب طائرات قوامها اكثر من 70 طائرة بينها طائرات “أف 18 سوبر هورنيت” و”إي أي-18 جي غراولر”. السفن الاخرى العاملة مع مجموعة “هاري ترومان”، وهي سفينة القيادة للمجموعة البحرية الضاربة الثامنة، تضم أيضاً مدمرات وطرادات.
وقال مكنزي متحدثاً الى البحارة عبر مكبرات الصوت بشأن التوترات القائمة مع إيران: “أنتم هنا لأننا لا نريد حرباً مع إيران، قد احتاج اليكم للقتال، ولكني آمل ألا يكون ذلك. ثمة شيء واحد بت على يقين منه الان بعد ما رأيته على أي حال، وهو أن هذه السفينة وهذا الطاقم وهذه الطائرات سيكونون جاهزين جميعاً إذا ما احتجت اليهم.”
يقول قائد حاملة الطائرات ترومان النقيب “كافون حاكمزاده:” ان سفينته أعدت تحضيرات معينة لتنفيذ عمليات حركية في اعقاب ضربة سليماني، ولكن الأوامر لم تصدر اليها بذلك.
تجري الحاملة ترومان، التي غادرت فرجينيا في شهر تشرين الثاني الماضي، تمارين تدريبية اثناء ابحارها في المياه قبالة سواحل شبه الجزيرة العربية. ورغم ان إيران لم تقدم على أي هجمات مباشرة منذ تلك الضربة الصاروخية يقول المسؤولون الأميركيون انها قد تحاول فعل ذلك في وقت لاحق. يقول مكنزي: ان من الصعب التيقن من نوايا القادة الإيرانيين في هذا الوقت.
يمضي مكنزي مشيراً الى الهجوم الجريء بالصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت النفط السعودية، الذي تلقي واشنطن والرياض بالمسؤولية عنه على طهران، فيقول: “لقد مررنا كما تعلمون بفترة من الهدوء قبل حدوث ضربة آرامكو في شهر أيلول، أنا اتذكر هذا دائماً حين أفكر بقدرات إيران على التحرك، وهذا الأمر يشغل تفكيري الى اقصى الحدود كلما فكرت بما يستطيعون فعله، ومتى قد يفعلونه ولأي سبب.”
يقول حاكمزاده، الذي ولد في الولايات المتحدة ثم انتقل الى إيران وهو طفل قبل أن يعود الى الولايات المتحدة بعد ثورة 1979: ان المامه الثقافي ومهاراته اللغوية قد تصلح رصيداً نافعاً حين يأتي الوقت ويصعّد الجيش الأميركي تركيزه على إيران.
يقول: “لعل ذلك يمنحني ولو شيئاً من النظرة الثقافية النافذة الى عمق ما يفكر به 80 مليون انسان.”        
ميسي رايان/عن صحيفة واشنطن بوست