وفي هذا الصدد، اعلنت محافظة بغداد تخصيص مستشفى في كل من الكرخ والرصافة لحجر الحالات المشتبه اصابتها بفيروس كورونا، كما خصصت ردهات في المستشفيات الاخرى للغرض نفسه، بينما اعلنت صحة واسط تشكيل لجنة طبية لفحص الوافدين. وفي الانبار، اتخذت الجهات المعنية اجراءات للوقاية من المرض، تمثلت بأبرز جوانبها اخضاع العمال الاجانب الى الفحص الطبي للتأكد من سلامة موقفهم الصحي.

وكشف محافظ بغداد المهندس محمد جابر العطا في تصريح لـ"الصباح"عن ان المحافظة خصصت مستشفى الفرات في منطقة الكرخ لفحص المسافرين الوافدين، وجميع حالات الاشتباه، وكذلك تخصيص مستشفى ابن الخطيب في منطقة المدائن بالرصافة للغرض نفسه. وأكد ان المحافظة لم تسجل اي حالة اصابة بمرض كورونا حتى الان، بيد انها اتخذت اجراءات احترازية للوقاية من المرض بموجب خطة اعدتها لهذا الغرض.

وكشف المحافظ عن حجر اربع اسر عراقية قادمة من الصين، في مستشفى الفرات، واخضاعها الى الفحص للتاكد من عدم اصابتها بالمرض، مشيرا الى انه يتم حجر المشتبه به في المستشفى لمدة 14 يوما وهي فترة حضانة المرض وبعدها يتم السماح له بمغادرة المستشفى بعد التاكد من سلامة موقفه الصحي.

واوضح العطا، ان المحافظة وجهت مديريات التربية الست في بغداد، بتنفيذ حملات في جميع المدارس للتوعية بمخاطر المرض وطرق الوقاية منه. الى ذلك، اوضح مدير عام دائرة صحة الكرخ الدكتور جاسب لطيف انه تمت تهيئة ردهات خاصة في جميع مستشفيات الكرخ، لفحص حالات الاشتباه بالامراض الانتقالية، والاصابات بمرض الانفلونزا، مشيرا في تصريح لـ"الصباح" ان هذه الاجراءات تأتي طبقا للوائح الدولية الخاصة بالمرض والصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي يعد العراق عضوا فيها.

وأكد لطيف وجود تنسيق عال بين الدائرة وسلطة الطيران المدني من اجل الالتزام بفحص الوافدين الى جانب وجود تنسيق مع صحة الرصافة من اجل نقل المشتبه بهم بين المستشفيات في حال حدوث زخم.

وتأتي هذه الاجراءات في وقت اعلنت فيه منظمة الصحة العالمية، ارتفاع حصيلة الاصابة بفيروس كورونا المستحدث الى أكثر من 17 ألف شخص، بينما تجاوز عدد الوفيات في الصين 360 حالة.

وفي واسط، قال مدير عام صحة المحافظة الدكتور جبار الياسري لـ"الصباح": ان دائرته اتخذت مجموعة من الاجراءات الاحترازية للسيطرة على الامراض الانتقالية عالية الخطورة، ومنها مرض كورونا، مشيرا الى ان هذه الخطوة تأتي ضمن الاجراءات الاحترازية لمنع اي اصابة محتملة بالفيروس او نقله عن طريق الوافدين الاجانب.

واوضح ان دائرة الصحة شكلت لجنة طبية تضم في عضويتها قسم الصحة العامة ومديري المؤسسات الصحية لمتابعة تنفيذ خطة السيطرة على الامراض الانتقالية، وتم بموجبها وضع خطة عمل تتضمن فحص الاجانب والعراقيين الوافدين عبر منفذ زرباطية الحدودي تحسبا من اي عدوى.

واضاف الياسري ان الدائرة قامت ايضا بتهيئة فرق خاصة لاستقبال الحالات الوافدة من الدول التي سجلت اصابات بالمرض وملء استمارات خاصة بفحص هذه الحالات وحسب اللوائح الصحية الدولية، مشيرا الى انه تم تجهيز هذه الفرق بعدة الحماية الشخصية، وتدريب ملاكاتها على كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها وتشخيص الحالات التي يستوجب نقلها إلى المستشفى وعزلها في غرف خاصة.

ونوه مدير الصحة بانه تم إطلاق حملة توعية للمواطنين للوقاية من المرض، مؤكدا خلو المحافظة تماما وعدم تسجيل أي حالة اشتباه حتى الان.

وشهدت محافظة كربلاء المقدّسة حملة توعوية وتثقيفية لطلبة المدارس وموظفي الدوائر والمؤسسات للتعريف بكيفية مواجهة الأمراض الانتقالية وتفادي الإصابة بها.

وقال مدير اعلام قيادة شرطة كربلاء العميد علاء الغانمي لـ"الصباح": ان مديرية الدفاع المدني تقوم حاليا بحملة توعية كبيرة للحيلولة دون ظهور اصابات بالمرض.

واضاف ان ملاكات المديرية شكلت مفارز ميدانية تقوم بجولات توعوية وتثقيفية بين المدارس والمؤسسات في المحافظة من اجل نشر الوعي بسبل الوقاية من المرض.

كما عززت مديرية صحة كركوك، إجراءاتها للوقاية من اي مرض طارئ بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا.

وقال مدير دائرة صحة كركوك الدكتور كريم ولي لـ"الصباح": ان دائرة الصحة اخذت جميع التحوطات بهذا الصدد، ومنها تشكيل خلية ازمة لمتابعة اي حالات اشتباه، ومنع ظهور المرض.

كما شكلت دائرة الصحة، وفقا لمديرها، فرق عمل اجرت مسحا شاملا للتاكد من خلو المحافظة من اي اصابة، فضلا عن تشديد اجراءات متابعة الوافدين الى المحافظة، وتهيئة ردهات عزل خاصة وتزويدها باحتياجاتها من الملاكات التخصصية ومواد التعقيم وعدة الحماية الشخصية.

وفي الانبار، قام فريق طبي، وبتوجيه من مدير عام دائرة الصحة، بزيارة معمل سمنت كبيسة غربي المحافظة، لغرض فحص العاملين من الجنسيات الاجنبية، في المعمل والتأكد من سلامة موقفهم الصحي.

كما قام الفريق بزيارة مقر عمل الشركة، واجرى تدقيقا لتاريخ دخول العاملين القادمين من الصين، والتاكد من عدم وجود اي حالة اشتباه او اصابة بين العمال الصينيين.

الى ذلك، اكدت وزارة النفط ثقتها بقدرة الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك "والمتحالفين معها على السيطرة في تداعيات تأثير أزمة فيروس "كورونا "على اسواق النفط العالمية . وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، في بيان تلقته "الصباح":  ان الوزارة، تراقب عن كثب وأهتمام تداعيات تأثير فيروس "كورونا " في طلب النفط الخام في الاسواق العالمية ، مؤكداً وجود قلق مبرر لدى المنتجين والمتعاملين مما يحدث من ارباك وهلع وخوف  في أسواق النفط العالمية نتيجة انخفاض الطلب على الخام خلال الفترة القليلة الماضية ، الذي ادى بدوره الى انخفاض اسعار النفط .

واضاف جهاد أن الاسواق العالمية تعيش الان هاجس الصدمة الاولى من تأثيرات الازمة التي قد تتلاشى شيئاً فشيئاً بعد السيطرة عليها ومعرفة مديات تأثيرها الحقيقي وايجاد الحلول الناجعة من قبل الجهات المعنية ، فضلاً عن قدرة الصين على احتواء الأزمة والعودة الى وضعها الطبيعي وهذا ما قد يتطلب بعض الوقت ، وتابع جهاد  أن الصين تُعد مستهلكاً ومستورداً رئيساً في اسواق النفط الآسيوية والعالمية ، وقوة اقتصادية عالمية مؤثرة لايستهان بها، وأن تراجع نسبة الطلب على النفط الخام  من قبلها ومن دول أخرى تعيش هاجس القلق أيضاً ، فإن من المؤكد ان ذلك سوف يؤدي إلى فائض في الاسواق النفطية العالمية .

وتابع المتحدث باسم وزارة النفط ان العراق يراقب عن كثب تداعيات تاثير فيروس" كورونا" في طلب الخام في الأسواق العالمية وخصوصاً السوق الآسيوية التي تمثل سوقاً استهلاكية رئيسة واعدة ، حيث نقوم بإجراء الاتصالات والمشاورات مع الأعضاء في منظمة "اوبك " والمتحالفين معها من خارج المنظمة ، وان اللجنة الفنية التي تعقد اجتماعاتها في فيينا تهدف الى مناقشة تداعيات تأثير فيروس "كورونا" في طلب الخام العالمي ، والاجراءات التي يمكن اتخاذها من قبل المنظمة والمتحالفين معها من اجل التخفيف من تأثيرات هذه الازمة في أسواق النفط العالمية خلال الفترة الحالية والاشهر اللاحقة من هذا العام ، وستقوم اللجنة الفنية برفع الاستنتاجات والتوصيات إلى الاجتماع الوزاري المرتقب .

واختتم المتحدث باسم الوزارة تصريحه  بان العراق يؤيد جميع الاتفاقات التي تؤدي إلى استقرار السوق النفطية وحمايتها من الهزات والازمات والظروف غير الطبيعية ، وأن الوزارة   تلعب دورا مهماً الى جانب الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك " والمتحالفين معها على اعادة التوازن بين العرض والطلب في الاسواق العالمية  ودعم استقرارها.