الصباح / وكالات
قالت الباحثة الدكتورة شياومين تشانغ Xiaomin Zhang الأستاذة في قسم الصحة المهنية والبيئية في جامعة هواتشونغ Huazhong للعلوم والتكنولوجيا في مدينة ووهان في الصين: «يجب على الناس - خاصةً البالغين في منتصف العمر وكبار السن - أن ينتبهوا إلى الوقت الذي يستغرقونه في النوم أثناء الليل أو خلال قيلولة النهار وإلى نوعية النوم أو جودته أيضا
، وذلك لأن المدة المناسبة للنوم سواء في الليل أو النهار والمحافظة على نوعية جيدة من النوم قد تكون من المداخلات السلوكية التي تدخل في إطار الوقاية من حدوث السكتات الدماغية.
النوم المفرط قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية - الأشخاص الذين ينامون لمدة تسع ساعات أو أكثر في الليل - قيلولة طويلة بعد الظهر
ليس من الواضح تمامًا كيفية ارتباط النوم مع خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، لكن وجدت دراسات أخرى أن النوم الزائد وسوء نوعيته يرتبطان بارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم والبدانة، ويُعد كلاهما من عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
جمع فريق الدكتورة تشانغ من أجل هذه الدراسة معلومات وبيانات من نحو 32000 شخص من الصين، وكان متوسط أعمارهم 62 عامًا، وخلال ما يقارب ستة أعوام من المتابعة، تعرض أكثر من 1500 شخص منهم لسكتة دماغية، وأخذ الباحثون في عين الاعتبار العوامل التي يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل ضغط الدم المرتفع وداء السكري والتدخين.
أكثر عرضةً للإصابة
ووجدوا أن الأشخاص الذين ينامون لمدة تسع ساعات أو أكثر في كل ليلة هم أكثر عرضةً للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 23% مقارنةً مع الذين ينامون لمدة سبع ساعات أو أقل كل ليلة، ولاحظوا أن النوم المضطرب يرتبط أيضًا بخطر التعرض لسكتة دماغية بنسبة 29% مقارنةً مع الأشخاص الذين كانت نوعية نومهم جيدة وغير مضطربة.
تقيدت الدراسة بأمرين اثنين، الأول هو أن النتائج اعتمدت على عادات النوم المُبلغ عنها ذاتيًا، والثاني هو أن هذه النتائج قد تنطبق على كبار السن فقط.
يعتقد الدكتور سلمان أزهر -الاختصاصي بالأمراض العصبية ومدير قسم السكتات الدماغية في مشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك- أن تحسين نوعية النوم هو أكثر أهميةً من النوم أمدًا طويلًا، إذ قال: “إن هذه الدراسة تؤكد ما أظهرته الدراسات الأخرى حول أن الأرق خلال النوم وانقطاع النفس النومي يزيدان من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وأكد أيضًا وجود بعض الارتباط بين ساعات النوم الطويلة أو قيلولة النهار الطويلة وتزايد هذا الخطر”.
وأضاف: «إذا كنت تنام كثيرًا فأنت في الواقع تقلل من نشاطك، ما يؤدي إلى حدوث مجموعة من الأشياء التي تؤدي بدورها إلى زيادة خطر حدوث البدانة وضعف التحكم بمستوى السكر بالدم وضغط الدم أيضًا.
النتيجة النهائية كما يعتقد الدكتور سلمان هي أن كثرة النوم أو قلته سيحدّان من نشاط الإنسان، ما يؤدي في النهاية إلى زيادة خطر تعرضه للسكتات الدماغية.