الحمداني لـ « الصباح »: الأرشيفان «العراقي» و«الأنفال» عائدان في 2021

العراق 2020/02/09
...

بغداد / عمر عبد اللطيف
 

كشفَ وزيرُ الثقافةِ والسياحةِ والآثارِ الدكتور عبد الامير الحمداني عن أن الارشيفين “العراقي” و”الانفال” سيعادان الى العراق العام المقبل، بينما أكد استكمال خطة إدارة وصيانة المواقع بمدينة بابل الأثرية؛ أعلن في حديث خاص لـ “الصباح” تجهيز قائمة تمهيدية لإضافة 12 موقعاً محلياً الى لائحة التراث العالمي، في وقت هنأت فيه رئاسة البرلمان بإضافة “النخلة” في العراق و”الزيارة الأربعينية” إلى لائحة التراث العالمي في منظمة اليونسكو.

وقال الحمداني لـ “الصباح”: إن “الارشيف الذي كان يدعى بالـ (يهودي)، هو عراقي بالمجمل وجزء منه عائد للجالية الموسوية اليهودية (أتباع النبي موسى)، بعد أن كان في قبو الموقع السابق للمخابرات العراقية، وفيه وثائق شخصية للدولة بجميع المواطنين الذين وقع عليهم التسفير والتهجير بمن فيهم الأقليات”.
وأضاف ان “هذا الارشيف موجود في مركز الارشيف الوطني في واشنطن، ووقعت وزارة الخارجية العراقية مذكرة استرداد لإعادته عام 2021”، مشيراً الى أنه “لم يمس وموجود بالكامل، وما قيل عن تهريب نسخ أو جزء منه غير صحيح، حيث تحول الى صيغ رقمية، والمادي منه مطلوب للعرض حالياً في عدة ولايات أميركية، وعندما يكتمل هذا العرض سيعود الى بغداد ولدينا الحق الكامل باسترداده”.
وألمح الوزير، إلى أن “عمليات صيانة جرت على هذا الأرشيف بالكامل بعد أن وجد مبتلاً وفي حالة يرثى لها، إلا انه جرى تجميده ومن ثم وضعه بحاويات خاصة وإرساله الى أميركا لإجراء عمليات الصيانة، إلا أن جزءًا منه معرض للتلف، بينما غالبيته موجود ويحوي بيانات شخصية ووثائق وعقارات وسجلات”.
وأكد الحمداني، أن “أرشيف الأنفال موجود أيضاً في ولاية كارولاينا الشمالية”، منوهاً بأن “هذين الأرشيفين ستتم استعادتهما ويعرضان في مقر المحكمة الجنائية العليا”، مبيناً بأن “هناك لجنة عليا من جهاز المخابرات الوطني العراقي وجهاز الأمن الوطني ووزارات الثقافة والخارجية والعدل قائمة على استرداد الأرشيفين”.
 
قائمة تمهيدية
من جانب آخر، كشف الحمداني، عن إعداد قائمة تمهيدية لإضافة 12 موقعاً محلياً الى لائحة التراث العالمي في منظمة الامم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية “يونسكو”.
وأضاف في حديثه لـ “الصباح”، إن “مدينة بابل الاثرية رشحت ووضعت على لائحة التراث العالمي من دون شروط، وما مطلوب منا خلال هذه الفترة إعداد خطة إدارة المدينة بالشراكة مع الحكومة المحلية وصيانتها من قبل هيئة الآثار”، مشيراً الى انجاز الخطتين وهما مكتملتان لزيارة وفد من المجلس العالمي للمعالم (ICOMOS)، ومن منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم يونسكو، ويتطلب ذلك منا خلال المرحلة المقبلة بعض التصحيح لصيانات خاطئة أجريت في الثمانينيات في منطقة المعابد، ولقد خصصنا مبالغ وتم البدء بها، وسيجري إدارة المدينة وخطة الصيانة بالتنسيق مع اليونسكو وفق المعايير الدولية”، مبيناً “تخصيص 59 مليار دينار للسنوات الخمس المقبلة، على أن يتجدد، ومثل هذا الشيء ينطبق على موقعي الاهوار ومدينة أور الاثرية”.
وبين الحمداني، أن “الوزارة خصصت 20 مليار دينار لمشروع (سامراء عاصمة الحضارة الإسلامية) لإقامة بنى تحتية سياحية، وإعمار المنطقة القديمة في مسجد أبي دلف والملوية”، مشيراً الى أن “وزارة الثقافة هي جزء من لجنة تضم هيئتي السياحة والآثار لإعداد خطة للمدينة على مدى السنوات الخمس 
المقبلة”.
وتابع الوزير: إنه “بعد وضع مدن بابل ومنطقة الأهوار وأور وأريدو والوركاء على لائحة التراث، تشجعنا لتشكيل فريق وطني عراقي مؤلف من آثاريين ومصورين ومهندسين ومختصين يتولى إعداد ملفات وضع المعالم والمواقع الثقافية والآثارية والطبيعية، ولدينا قائمة تمهيدية من 12 موقعا تتضمن (بحر النجف ومقبرة وادي السلام وشاطئ دجلة القديم وشارع الرشيد ومدينة نفر الدينية ومدينة واسط الاسلامية والنمرود في نينوى وبوابة العمادية الاسلامية في دهوك وقلعة كركوك ومأذنة عنة وطريق الحج القديم الذي يربط بين الكوفة والديار المقدسة)”.
 
آثار نينوى
وأوضح الحمداني، ان “دولة الامارات العربية المتحدة قدمت مشروعاً لاعمار المناطق الاثرية والتراثية في نينوى بتنفيذ وتمويل واشراف من يونسكو، الا ان العمل تلكأ لعدة اسباب منها وجود القنابل غير المنفلقة من آثار احتلال عصابات داعش للمدينة”، مؤكداً انه “التقى مدير عام المنظمة اودري اوزولاي في ايلول في مقر اليونسكو، ومن ثم وزيرة الثقافة الاماراتية في ابو ظبي لحث الخطى واستئناف العمل في تلك المواقع”.
ونوه وزير الثقافة، إلى أن “العمل جار الآن على تثبيت القاعدة المتبقية من المنارة الحدباء وتثبيت قبة المسجد وتدعيمها وجمع الآجر والزخارف التي سقطت من المأذنة ووضعها في مخازن وترقيمها، وإعادة بناء المنارة بوضعها القديم السابق بالميلان الذي كانت عليه وهو جزء من ذاكرة الناس ولا يمكن التفكير في اعادة المنارة الا بشكلها الاحدب”.
 
متاحف وتأهيل
وبين، أن “يونسكو شريك فاعل مع الوزارة في تأهيل البيوت التراثية والمساجد والكنائس في المدينة القديمة من الجانب الايمن في محافظة نينوى بتمويل من الاتحاد الاوروبي، اضافة الى مشروع لصيانة وترميم وتأهيل متحف الموصل بدعم من متحف اللوفر في باريس، وترميم وتأهيل مدن النمرود وخرساباد والحضر من قبل مؤسسة اخرى، وقائمة طويلة من المشاريع تتضمن صيانات وترميما، فضلاً عن التنقيبات في مدينة نينوى القديمة من جماعات المانية وايطالية، ولدينا شراكة مع جامعة الموصل في البدء بتنقيبات لتدريب وتعريف طلبة قسم الآثار فيها”.
وألمح الحمداني الى أن “الوزارة سبق لها أن افتتحت متاحف البصرة الناصرية والمثنى والمتحف العراقي في العاصمة بغداد، ونحن الآن في طور افتتاح متحفي ميسان وكركوك، ولدينا خطة لصيانة متحفي ديالى والانبار وبابل والمتاحف التراثية كمتحف الزعيم في شارع الرشيد ومتحف الملك غازي في الدغارة في محافظة الديوانية، وبدء حملة صيانة وقائية استعداداً لافتتاح متحف الموصل باعتباره ثاني متحف في البلد بعد المتحف العراقي”.
 
التشكيلة الحكومية
وبشأن بقائه في التشكيلة الحكومة المقبلة؛ بين الحمداني بأنه موظف في الدولة وان استيزاره كان بطلب من المقر العام لاتحاد الادباء والكتاب في العراق بعد ترشيحه لهذا المنصب، وان بقاءه ضمن الحكومة المقبلة “شأن يخص رئيس الوزراء المكلف”.
وأضاف، “أما المطالبات التي تعالت مؤخراً بهذا الشأن؛ فهي دليل على صحة المسيرة ووجود تطور وتحسن في الاداء الثقافي وعلى تحسن وتقدم في استرداد الآثار المهربة والاهتمام بالمتحف العراقي والنشر والمجلات العلمية والعلاقة مع المجتمع الدولي والبعثات الاجنبية وحضورها الفاعل وبناء الثقة معها، والاهتمام بالشأنين السينمائي والمسرحي، والحضور العراقي في هذا الجانب والاهتمام بالكتب والنشر وطباعة المنتج الادبي للمثقفين وتطوير الموسيقى وتشكيل فرقة بابل للتراث والاهتمام بالفرقة السمفونية، والمشاركات الخارجية لدار الازياء والنشر والترجمة في دار المأمون، والعلاقة الوطيدة والمتقدمة بين الوزارة والاتحادات والنقابات الثقافية والادباء والكتاب في العراق والفنانين وباقي القطاعات، وسد الفجوة والهوة في هذا المجال، صار له أثر طيب، لأن الوزارة لا يمكن أن تنهض بالمشهد الثقافي الا بوجود هذه الاتحادات والمنظمات، لأن الوزارة هي غير منتجة بل راعية مساعدة مساهمة مساندة للفعل الثقافي الذي يقوم به المبدعون”.
وأكد الوزير الحمداني، أن “المسرح الجاد ينقصه التمويل، الا ان الوزارة استطاعت، تأهيل المسرح الوطني وتمكينه من أن يستوعب جميع الفعاليات بضمنها السينمائية، اضافة الى مسرح الرافدين، وقد تسلمت الوزارة قبل أشهر مسرح وسينما المنصور، أما المسارح في المحافظات فجزء منها متلكئ كأوبرا البصرة، والوزارة الآن ماضية بشراكة مع الحكومة المحلية لاستكمالها وادارتها بشكل مشترك”.
وبين وزير الثقافة، “السعي الى الحصول على تمويل من الموازنة العامة لاستئناف مشاريع السينما وحث الشباب على تقديم نصوص ابداعية، اذ اختار النقاد 26 نصا لفلم قصير وطويل، منها روائي ومنها تسجيلي، الا ان الظروف التي حصلت في البلد حالت دون اكمال هذه المشاريع، اذ جرى ترحيل المبلغ الى العام الحالي لاستئناف العمل بها بعد عودة الاوضاع الى طبيعتها، ومنح الفرصة لمن لم يتمكن من الشباب المبدعين، وأصبحت لدينا افلام خارج العراق من عراقيين مقيمين هناك وفي الاقليم، وسيكون في نهاية المطاف منتج سينمائي عراقي نفتخر به ونعمل على ان يكون هنالك مهرجان سينمائي في بغداد”.
 
تهنئة برلمانية
من جانب آخر، بارك النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي، إدراج “الزيارة الأربعينية” للإمام الحسين بن علي عليهما السلام و”النخلة” على لائحة التراث العالمية، مشيراً الى أن هذا الانجاز وما سبقه بإدراج “بابل والاهوار”، يعد مفخرة لكل العراق من أقصاه الى أقصاه.
وذكر الكعبي في بيان التهنئة: “أبارك للعراق بشعبه وحضارته وتأريخه العريق، إدراج (توفير الخدمات والضيافة خلال الزيارة الأربعينية)، و(نخيل التمر وكل ما يتعلق به من جميع المهارات والممارسات)، في قائمة التراث الثقافي الانساني غير المادي”.
وأشاد الكعبي، “بجميع الجهود المبذولة التي تسعى جاهدة لاستعادة ألق وزهو ومكانة العراق في شتى المفاصل والميادين”، داعيا “السلطتين التشريعية والتنفيذية الى التعاون في تقديم الدعم الكامل لاستمرار نجاح زيارة الأربعين من مختلف النواحي كونها أكبر التجمعات البشرية في العالم، فضلا عن ملف النخيل باعتباره احد العوامل المهمة لامتداد الحضارة العراقية والعربية”، عاداً “هذا الانجاز الثقافي الكبير وما سبقه من إدراج مدينة بابل التأريخية، والأهوار مفخرة لكل العراق من أقصاه الى
 أقصاه”.
بدوره، قال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب بشير الحداد في بيان لمكتبه: انه “بمناسبة إصدار المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) شهادتي تسجيل (النخلة) في العراق و(الزيارة الأربعينية) للإمام الحسين عليه السلام، ضمن لائحة التراث الثقافي العالمي، نتقدم بالتهاني والتبريكات إلى الشعب العراقي بجميع مكوناته وأطيافه”، معتبراً “ذلك الإنجاز مهما جداً على المستوى الثقافي والتاريخي لا سيما بعد إدراج مدينة بابل الأثرية والأهوار في جنوب العراق وقلعة اربيل على اللائحة سابقاً”.
وأضاف الحداد، بحسب البيان، إن “إدراج النخلة والزيارة الأربعينية على لائحة التراث العالمية هو مفخرة لكل العراقيين ودليل على إن بلادنا تزخر بالحضارة والتراث الأصيل، وهذا التقييم الرسمي والعالمي يبرهن مرة أخرى على أن وادي الرافدين هو مهد للحضارات ومركز للثقافة والعلوم والتجمعات البشرية المتحضرة على مر العصور”.