الصباح / وكالات
ما نظامك الغذائي؟ فمن الممكن أن يتسبب بعض العناصر الغذائية في الإصابة بالتهاب منخفض الدرجة وبعض الأمراض، فما أفضل نظام غذائي لحمايتك؟ في تقريرها الذي نشرته صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية، قالت الكاتبة ماريا كوريسكو إن الالتهاب أمر سلبي يشير إلى رد فعل دفاعي من الجسم تجاه أي هجوم خارجي، سواء كان من البكتيريا أو الفيروسات
وحسب البروفيسورة كارمي كايلز، من قسم الكيمياء الحيوية وعلم وظائف الأعضاء في جامعة برشلونة؛ فإن «الالتهاب استجابة فطرية تبدأ بسرعة بعد اكتشاف هجوم البكتيريا، وهي ضرورية لبقائنا على قيد الحياة، لأنها لا تشكل دفاعاً ضد الهجمات البكتيرية فحسب، بل تمثل أيضًا مفتاح إصلاح الأنسجة المصابة».
وأشارت الكاتبة إلى أن ما وصف سابقاً هو ظاهرة حادة واستجابة فورية من الجسم لتهديد معين، لكن عندما تطول هذه الاستجابة بمرور الوقت تصبح ما يسمى «التهاباً مستمراً منخفض الدرجة»، الذي يرتبط بالعديد من العمليات المرضية المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
وتعرّف كايلز هذا التكرار للاستجابة الالتهابية بأنه «حصان طروادة الخاص بنا»، الذي لديه علاقة وثيقة جدا بالنظام الغذائي.
ومن جهته، أفاد الدكتور إدواردو مارتينيز غونزاليس، أستاذ الصحة العامة بجامعة نافارا وكبير الخبراء في النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط؛ بأن الالتهاب المستمر منخفض الدرجة هو حالة تتسبب في نشأة العديد من الأمراض، ويمكن أن تلحق بصحتنا الكثير من الأضرار؛ لذلك ينبغي أن نحتاط من الطعام الذي نأكله.
مؤشر الالتهابات
وأوضحت الكاتبة أن مجموعة من الباحثين من جامعة كارولينا الجنوبية عملت لسنوات على تطوير ما يسمى «مؤشر الالتهابات في النظام الغذائي»، الذي يمنحنا فكرة عما إذا كان نظامنا الغذائي قادراً أم لا على التسبب في الالتهاب.
وفي الحقيقة، هناك مواد غذائية تحفز ظهور الالتهابات، في حين تعمل مواد غذائية أخرى بمثابة مضاد للالتهابات. واعتماداً على القيم الإجمالية المتحصل عليها، نعرف ما إذا كان النظام الغذائي الذي نتبعه يعرض صحتنا
للخطر.
وأشارت الكاتبة إلى أن الفئة السكانية التي شملتها الدراسة تمثل جزءاً من مشروع «سان» بجامعة نافارا الإسبانية، التي أكد من خلالها الدكتور مارتينيز -الباحث الرئيس في الجامعة- أنه قد لاحظ في كل من دراسة مشروعي «سان» و«برديماد» أن هذا المؤشر الالتهابي للنظام الغذائي قادر على التنبؤ على المدى الطويل بما إذا كان الشخص سيصاب بنوبة قلبية أم لا، ويمكن من خلاله أيضاً معرفة أسباب الوفيات. وذكرت الكاتبة أننا كنا نعتقد لسنوات -بناء على النظرية القديمة- أن النوبة القلبية تحدث بسبب تراكم الدهون في الشرايين، وعدم وصول الدم إلى الأنسجة بسبب تصلب الشرايين، ولكن يبدو أن الأمر ليس بكل هذه البساطة؛ فإذا وقع انسداد في الشريان تدريجياً، فإن ذلك يعطي الوقت للجسم لتكوين أوعية جديدة، وهو نوع من الدورة الدموية الجانبية. ولكن تصلب الشرايين المفاجئ يحدث عندما يكون هناك التهاب من نوع مختلف لم يعط الجسم الوقت لتوليد أوعية دموية جديدة، ما يؤدي إلى نقص حاد في تدفق الدم، وهو ما يسبب بعد ذلك احتشاء عضلة القلب. ويرتبط الالتهاب منخفض الدرجة بمجموعة من العمليات المرضية التي يمكن أن تحدث في جميع أعضاء الجسم. وفي هذه الحالة، من شأن النظام الغذائي الصحي أن يساعدنا على عكس هذه العملية.
أفضل وأسوأ نظام غذائي
كيف يجب أن نتغذى لإيقاف هذا الالتهاب؟ نشر الدكتور غونزاليس كتاباً بعنوان «الصحة بالتأكيد»، عرض فيه بالتفصيل تأثير مختلف العناصر الغذائية في الالتهابات، وأكد غونزاليس أن الشيء الأكثر أهمية هو معرفة أن حمية البحر الأبيض المتوسط -الغنية بالبوليفينول والمواد المغذية الأخرى- لها فوائد مضادة للالتهابات.
وأوردت الكاتبة أن حمية البحر الأبيض المتوسط تعتمد في الأساس على النظام الغذائي الذي اتبعه الناس في جزيرة كريت في منتصف القرن الماضي، والقائم على الفواكه والخضراوات الطازجة والبقوليات والأطعمة الغنية بالألياف والأسماك واللحوم والمكسرات أيضا.
ومن المبادئ الأساسية لهذه الحمية أن تكون الأطعمة ذات أصل نباتي، لأنها مضادة للالتهابات.
أما النظام الغذائي الغربي التقليدي المليء بالأطعمة الجاهزة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة والملح؛ فهو يعزز ظهور الالتهاب. وتبين أن هذا النوع من الحمية يرتبط بتطور السمنة، علماً أن الوزن الزائد يزيد الالتهاب منخفض الدرجة.
وإذا نظرنا إلى قائمة أفضل العناصر الغذائية للوقاية من الالتهابات أو عكسه تماماً، نجد الفيتامينات والمغنيسيوم والألياف والزنك وأوميغا 3.
وحسب الدكتور غونزاليس، فإن الأنظمة الغذائية الصحية -مثل حمية البحر الأبيض المتوسط- لا تحتاج إلى أي إضافات، لذلك ينصح بأخذ المكملات الغذائية فقط في حالة وجود نقص واضح، وذلك بعد استشارة الطبيب .