الانتخابات الأميركية

آراء 2020/02/14
...

د. عبد الله حميد العتابي
 
تعد الولايات المتحدة الأميركية من البلدان القلائل التي تختار المرشحين عن طريق الانتخابات التمهيدية، إذ تعتمد أغلب الدول على الأحزاب في فحص المرشحين، وترجع بدايات هذا التقليد إلى الحركة التي عملت على جعل تسمية المرشحين عملية شعبية عامة بدلا من كونها حكرا على زعماء الأحزاب السياسية. والانتخابات التمهيدية، ببساطة، هي انتخابات تجري من أجل تقليل عدد المرشحين لمنصب ما. وتعد وسيلة يتبعها حزب أو تجمع سياسي ما لتسمية المرشحين من أجل انتخابات عامة أو فرعية. وهناك طرق أخرى لاختيار المرشحين، منها الانتخابات الحزبية والمؤتمرات واجتماعات التسمية. يكافح المرشحون للرئاسة من خلال مجموعة من الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية. بدأت الانتخابات، في 3 شباط، في آيوا، وستنتهي، في بورتوريكو، في أوائل حزيران لنيل ثقة حزبهم في الانتخابات التمهيدية التي تجري في أنحاء الولايات المتحدة. ومن المفيد القول بعدم وجود نص في الدستور الأميركي يتعلق بالانتخابات التمهيدية، وعليه يمكن القول إن تلك الانتخابات التمهيدية تقوم على الوسيلة نفسها التي تجري فيها الانتخابات العامة. تجذب ولاية آيوا ونيوهامشر الانتباه كل أربع سنوات؛ فهما تجريان الانتخابات التمهيدية والحزبية في وقت مبكر، نظرا لباقي الولايات، وتعطيان عمليا المرشح الزخم والعزيمة للفوز بتسمية حزبه. يتجلى الانتقاد الموجه للانتخابات التمهيدية الرئاسية الحالية في الجدول الزمني لانعقادها، فهو يعطي وزنا انتخابيا لا يتناسب مع بعض الولايات التي تجريها قبل غيرها، بحيث تبني قوة للمرشحين المتصدرين فيها، وتستبعد قائمة المرشحين الآخرين قبل وقت طويل من اتاحة الفرصة للولايات الأخرى من منحهم ما يستحقون من وزن، بحيث تبقى هذه الأخيرة ضعيفة التأثير في مجرياتها. وتسوغ الحجة المضادة لهذا الانتقاد، أنه يعرض المرشحين للفحص الدقيق والمبكر من جانب بعض الولايات، فإن الأحزاب سوف تستبعد المرشحين غير المناسبين للرئاسة. وفي 11 من هذا الشهر جرت الانتخابات التمهيدية في نيوهامشر، ومن ثم تجري الولايات والمقاطعات المستقلة الأخرى انتخاباتها تباعا، ويحاول المرشحون المتقدمون تقوية أوضاعهم الانتخابية، في حين يحاول المرشحون الآخرون أن يحتلوا المرتبة الثانية يضع كل حزب تقويمه وقواعده الانتخابية، وفي بعض الحالات يدير الانتخابات فعليا. تجري الانتخابات التمهيدية للحزبين الكبيرين عادة في اليوم نفسه. ويعد الثلاثاء العظيم، في 3 آذار القادم، يوما حاسما إذ تعقد أول ولاية انتخاباتها التمهيدية لاختيار المندوبين إلى المؤتمرات الوطنية التي يتم فيها التسمية الرسمية لمرشحي الأحزاب. 
وتنبع أهمية هذا اليوم في امكان الفوز بعدد كبير من المندوبين قياسا على أي يوم آخر من أيام الانتخابات التمهيدية، لذلك يجهد المرشحون في تحسين أدائهم الانتخابي. وفي 10 آذار القادم تصوت ست ولايات، بعد ذلك ستكون هناك ثلاث انتخابات تمهيدية، وسيصبح دور هؤلاء المندوبين أكثر وضوحا. وسيعلن الديمقراطيون عن مرشحهم في مؤتمرهم الخاص في منتصف تموز في ميلواكي بولاية ويسكونسن. في حين سيعلن الحزب الجمهوري عن مرشحه في مؤتمر الحزب في مدينة شارلوت، بولاية كارولينا الشمالية، في أواخر 27  آب المقبل.