تقول البروفيسورة نورينا ألين، مؤلفة الدراسة وأستاذة الطب الوقائي بجامعة نورث ويسترن فاينبرغ: “مع أنه فرق بسيط، لكن الأمر يستحق المحاولة لتقليل اللحوم الحمراء والمصّنعة والمعالجة المشوية. ويرتبط الأستمرار باستهلاك اللحوم الحمراء بمشاكل صحية أخرى مثل السرطان.  يقول الدكتور فيكتور تشونغ، أستاذ العلوم الغذائية في جامعة كورنيل: “يعد تعديل تناول هذه الأطعمة التي تحتوي على البروتين الحيواني ستراتيجية مهمة للمساعدة في تقليل مخاطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة والسرطان على مستوى السكان. وقد أظهرت دراستنا أن الصلة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات كانت قوية، مما يتحتم علينا نشر الوعي الصحي الدائم للتنبيه من مضار تناول كميات كبيرة ومستمرة من اللحوم الحمراء.”  

تقول الدكتورة ليندا فانهورن، أستاذة الطب الوقائي في جامعة فاينبرغ: “الأسماك والمأكولات البحرية ومصادر البروتين النباتية مثل المكسرات والبقوليات، بما في ذلك البقوليات والبازلاء، هي بدائل ممتازة للحوم وتستهلك بكثرة في الولايات المتحدة.”

كما لاحظت الدراسة وجود علاقة ايجابية بين تناول الدواجن وأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن الأدلة حتى الآن ليست كافية لتقديم توصية واضحة حول تناول الدواجن. الا ان الأطباء لا ينصحون بتناول الدجاج المقلي. 

وقد جمعت الدراسة الجديدة عينة متنوعة كبيرة شملت 30 ألف متطوع من كلا الجنسين بأعمار متفاوتة، وشملت بيانات متابعة طويلة تصل الى ثلاثة عقود، وبيانات حمية منسقة لتقليل عدم التجانس، وأجرت تحليلات حساسية متعددة. وتم الأبلاغ عن بيانات النظام الغذائي من قبل المشاركين الذين استفهموا عن قائمة طويلة بما تناولوه في السنة أو الشهر السابق على أقل تقدير. 

 

النتائج الرئيسة

بعد كل تلك الاجراءات التحليلية، لوحظ ارتفاع مخاطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة بنسبة 5 الى 7 بالمئة للأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء واللحوم المصّنعة بمعدل حصتين في الأسبوع. 

كما لوحظ زيادة مخاطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 4 بالمئة بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون حصتين من الدواجن أسبوعيا، لكن الأدلة حتى الآن غير كافية لتقديم توصية واضحة بشأن تناول الدواجن. وقد تكون العلاقة مرتبطة بطريقة طهي الدجاج واستهلاكه للجلد بدلا من لحم الدجاج نفسه.   كما لا يوجد ارتباط بين تناول الأسماك وأمراض القلب والأوعية الدموية أو الوفيات. و لا بد من الاشارة الى القيود المفروضة على الدراسة، حيث تم تقييم المدخول الغذائي للمشاركين مرة واحدة، والسلوكيات الغذائية قد تغيرت مع مرور الوقت. بالاضافة الى ذلك، لم يتم النظر في طرق الطهي. 

يقول تشونغ: “علينا التذكير بأن تناول الدجاج المقلي وخاصة المصادر الأخرى المقلية بالدهون التي تساهم في الأحماض الدهنية غير المشبعة وتناول الأسماك المقلية يرتبط ارتباطا ايجابيا بالأمراض المزمنة.” 

تم تمويل هذه الدراسة من قبل المعاهد الوطنية للصحة والمعهد القومي للقلب والرئة وشبكات البحوث التي تركز على الستراتيجيين التابعة لجمعية القلب الأميركية وجامعة فاينبرغ للطب. 

 

يمكن أن تسبب السرطان

قام باحثون وخبراء في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وهي وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية، بتقييم تأثيرات استهلاك اللحوم الحمراء المصّنعة واللحوم المعالجة التي تسبب أمراضا سرطانية وعواقب وخيمة ينبغي الانتباه اليها وأخذها بنظر الاعتبار تجنبا لما لا يحمد عقباه.  

وبعد المراجعة الشاملة للأدبيات العلمية المتراكمة، صنف فريق بحثي مؤلف من 22 خبيرا من 10 بلدان، برنامج استهلاك اللحوم الحمراء على أنه مادة مسببة للسرطان بالنسبة للبشر، بناء على أدلة محدودة على أن استهلاكها المكثف يسبب السرطان في البشر، وهناك أدلة قوية تدعم تأثيرها المسرطن. 

وقد لوحظ هذا الارتباط بشكل رئيسي لسرطان القولون والمستقيم، ولكن شوهدت أيضا ارتباطات لسرطان البنكرياس والبروستاتا. 

 

اللحوم المصنعة

تم تصنيف اللحوم المصنعة على أنها مسرطنة للبشر، بناء على أدلة كافية على أن استهلاكها يسبب سرطان القولون والمستقيم. 

ويختلف استهلاك اللحوم الحمراء والمصّنعة اختلافا كبيرا بين البلدان، اعتمادا على البلد وفقا للمنظور الغذائي والتغذوي الذي ينتهجه أغلب سكانه.

وخلص الخبراء الى أن كل 50 غراما من اللحوم المصنعة تؤكل يوميا يزيد من مخاطر الاصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 25 بالمئة. 

يقول الدكتور كورت ستريف ، رئيس برنامج دراسة IARC “يقول الدكتور غريت بيل، استاذ التغذية الوقائية في جامعة مونتانا الاميركية: “بالنسبة للفرد، فان مخاطر الاصابة بسرطان القولون والمستقيم بسبب استهلاك اللحوم المصّنعة لا يزال ضئيلا، لكن هذا الخطر يزداد مع كمية اللحوم المستهلكة. ولا يخفى علينا ان هناك عددا كبيرا من الناس يستهلكون اللحوم المصّنعة، والأثر العالمي في الاصابة بالسرطان هو من أهمية الصحة العامة.” 

 

عن ساينس ديلي