النقد الدولي يقيّم نصائحه للأسواق الناشئة

اقتصادية 2020/02/22
...

عواصم/ متابعة 
 
كيف يمكننا أنْ نجعل تدفقات رأس المال أكثر أمانا لاقتصادات الأسواق الناشئة؟ العثور على الرد الصحيح على هذا السؤال أمرٌ بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار المالي والنمو والوظائف.
وكتبت مديرة صندوق النقد الدولي "كريستالينا جورجيفيا" مقالاً لصحيفة فايننشال تايمز" تذكر فيه أنَّ الصندوق يعيد تقييم النصائح التي كان يمنحها للأسواق الناشئة ومدى تناسبها مع الوضع الحالي". وجاء على لسانها أنَّ "الأسواق الناشئة تستفيد من وفرة رأس المال الخارجي، والتي يمكن استخدامها لتمويل الأفكار الجديدة والبنية التحتية الحيوية". لكنَّ الأسواق الناشئة تواجه أيضا حلقات من التقلبات الكبيرة في تدفق رأس المال، والتي يمكن أنْ تضرَّ بالاستقرار المالي وآفاق الشركات والأسر. ويمكن أنْ تكون معالجة تقلبات رأس المال مهمة شاقة، لأنه لا يوجد إجماعٌ كبيرٌ على المزيج الصحيح لإجراءات السياسة الاقتصادية وتوقيتها.
وبالنظر إلى حلقة 2018 من تدفقات رؤوس الأموال الخارجة من الأسواق الناشئة، نجد أنَّ البرازيل وماليزيا تدخلتا فعلياً في أسواق الصرف الأجنبي لدعم عملتيهما، بينما إنَّ كولومبيا وجنوب إفريقيا بالكاد قامتا بالتدخل في سعر الصرف، بينما رفعت بعض البنوك المركزية معدلات الفائدة في حين إنَّ البعض الآخر لم يفعل ذلك.
والتدخل الكثيف في كثيرٍ من الأحيان يخفف من خسائر العملة، ولكن ليس دائماً. كل هذا يثير أسئلة، بما في ذلك لصندوق النقد الدولي، لذلك نحن نعيد التفكير ونقوم بتحديث نصائحنا للدول الأعضاء. والهدف منذ ذلك هو تقديم المشورة الخاصة بكل دولة بشأن المزيج المناسب من السياسات اللازمة للحفاظ على النمو والاستقرار المالي. وسيقوم "إطار السياسة المتكاملة" الجديد الخاص بصندوق النقد بإعادة تقييم تكاليف وفوائد أربع أدوات - السياسة النقدية، والسياسة الاحترازية الكلية، وتدخلات سعر الصرف، وتدابير تدفق رؤوس الأموال - للمساعدة في استقرار الاقتصادات المعرضة للصدمات المحلية والخارجيَّة. الأهم من ذلك، إنَّ الجانب المتكامل للإطار الجديد سوف يوضح كيفية تفاعل هذه الأدوات مع بعضها البعض ومع ظروف الدولة. وكان الإطار الحالي لصندوق النقد الدولي المرتكز على المزيد من التفكير الاقتصادي التقليدي، يوجه الأعضاء على نطاق واسع نحو استخدام سعر الصرف لامتصاص الصدمات، ويوفر هذا النهج تقارباً جيدًا لكيفية تكيف الاقتصادات المتقدمة مع الصدمات الخارجيَّة وحركات سعر الصرف. ولكنْ يمكن للنهج الحالي أنْ يتجاهل الخصائص المهمة للأسواق الناشئة التي تغير استجابة اقتصاداتها للصدمات الخارجيَّة، وقد تتطلب وصفة مختلفة. وتشير دراسة حديثة إلى أنه على الرغم من اندماج الأسواق الناشئة بعمق في التجارة العالمية، يتم تحرير فواتير تجارتها بشكل غير متناسب بالدولار، وبالتالي فإنَّ أسعار الصرف المرنة توفر عزلا محدوداً.