بغداد/ فرح الخفاف
أصدرت وزارة النفط الإحصائية النهائية لإيرادات الصادرات النفطية، وإيرادات الشحنات الفورية لشهر كانون الثاني الماضي، التي بلغت قيمتها أكثر من 6 مليارات و85 مليون دولار، وسط ترقّب دولي لاجتماع منظمة (أوبك) في آذار المقبل، وتراجع اسعار النفط عالميا بسبب فيروس كورونا. وبهذا الشأن قال الخبير النفطي حسين المرزوق: "إنّ منظمة أوبك والمنتجين للنفط من خارجها، قد يتفقون على تمديد تخفيض انتاج النفط وزيادة نسبة التخفيض، من أجل دعم أسعار النفط الخام في السوق العالمية".
زيادة الإيرادات المالية
وأضاف المرزوق لـ"الصباح": "إنّ التخفيض الإضافي يصبّ في مصلحة العراق لأنّه سيدعم الأسعار، و هذا يعني زيادة الإيرادات المالية التي يعتمد عليها البلد في رفد موازنته السنوية".
وأعلنت وزارة النفط مجموع الصادرات النفطية والإيرادات المتحققة لشهر كانون الثاني الماضي، بحسب الإحصائية النهائية الصادرة من شركة تسويق النفط العراقية (سومـو)، إذ بلغت كمية الصادرات من النفط الخام (102) مليون و(485) ألفا و(591) برميلا، بإيرادات بلغت (6) مليارات و(163) مليونا و (383) ألف دولار.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد: "إن مجموع الكميات المصدرة من النفط الخام، لشهر كانون الثاني الماضي، من الحقول النفطية في وسط وجنوب العراق بلغت (101) مليون و(62) ألفا و (366) برميلا". وتابع جهاد: "إنّ الإيرادات المتحققة بلغت (6) مليارات و(85 ) مليونا و (32) ألف دولار، بينما كانت الكميات المصدرة من نفط كركوك عبر ميناء جيهان (1) مليون و(114) ألفا و(35) برميلا، بإيرادات بلغت (63) مليونا و(663) ألفا و(137) دولارا". وأضاف: "إنّ الكميات المصدرة عبر مصفى الصمود إلى الأردن (309) آلاف و(190) برميلا، بإيرادات بلغت (14) مليونا و(688) ألفا و(108) دولارات"، موضحا "أنّ معدل سعر البرميل الواحد بلغ (60.139) دولاراً".
تسويق شحنات النفط
وأشار جهاد إلى "أن الكميات المصدرة تم تحميلها من قبل (36) شركة عالمية مختلفة الجنسيات، من موانئ البصرة وخور العمية والعوامات الأحادية على الخليج وميناء جيهان التركي".
إلى ذلك، كشفت شركة تسويق النفط عن كمية شحنات النفط الخام المصدر التي تم بيعها بعلاوة سعرية وتحقيق إيراد إضافي خلال شهر كانون الثاني الماضي. وقال مدير عام شركة تسويق النفط علاء الياسري: "إن مجموع الكميات المصدرة من شحنات النفط الخام بعلاوة سعرية بلغ مليونا و(938) ألفا و(889) برميلا، بإيرادات كلية بلغت (120) مليونا و(321) ألفا و(471) دولارا ".
وأفاد الياسري بأنّ "الشحنات المصدرة كانت من خام كركوك وخام البصرة الخفيف".
العراق ملتزم بالتخفيض
وأكد المرزوق أن "القطاع النفطي في العراق يعمل بكل فاعلية، وأن الوزارة تعمل بكل شفافية من خلال نشر الاحصائيات الشهرية، التي تساعد الخبراء والمختصين في المجال النفطي لعمل المقارنات الشهرية والسنوية".
وبيّن أن "في حال تم الاتفاق على تخفيضات إضافية من قبل منظمة الأوبك والدول المنتجة من خارجها، وبوساطة روسيا، لن تؤثر في إيرادات العراق المالية لأنّها تخص مقدار الانتاج وليس الصادرات، لا سيّما أن انتاج العراق يقارب 5 ملايين برميل، وأن العراق الذي يعد أحد المؤسسين لمنظمة أوبك ملتزم كليا بتخفيض حصته".
ومن المقرر أن تجتمع (أوبك+)، وهي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحلفاؤها بقيادة روسيا في اجتماع طارئ في آذار المقبل، وأن المجموعة ستدرس وضع السوق وتنظر في ما إذا كانت هناك حاجة لتخفيضات إضافية.
واتّفقت أوبك+ في كانون الأول 2019 على زيادة تخفيضاتها الإمدادات بمقدار 500 ألف برميل يوميا ليصل إلى 1.7 مليون برميل يوما حتى نهاية آذار 2020.
تراجع الطلب العالمي
أمّا وكالة الطاقة الدولية، فقد خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط، معتقدة أنّه سيتراجع في الربع الجاري للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في 2009، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا في الصين. وتوقعت الوكالة "نمو الطلب على النفط في الربع الثاني إلى 1.2 مليون برميل يوميا، ثم عودته لطبيعته في الربع الثالث بنمو 1.5 مليون برميل يوميا في ضوء إجراءات تحفيزية متوقعة من الصين". وقالت: {إنّ الصين كانت مسؤولة عن نحو ثلاثة أرباع نمو الطلب العالمي على النفط العام الماضي}.
وارتبكت أسعار النفط خلال الايام الماضية في الوقت الذي تسبب فيه الانتشار السريع لفيروس كورونا في عدة مواقع خارج الصين في قلق المستثمرين بشأن تأثر الطلب سلباً. اما معهد التمويل الدولي توقع ان الطلب الصيني على النفط قد يهبط نحو 400 ألف برميل يوميا وقد تخفض الدول الآسيوية طلبها، اذ ستشكل الزيادة في الطلب العالمي على النفط بشكل عام بدلا من 900 ألف برميل يوميا، قد تصبح بين 300 و400 ألف.