حذر بغداديون خلال الساعات الـ 48 الماضية من التهويل الإعلامي الخاص بانتشار فيروس كورونا بعد تسجيل إصابة مسيطر عليها لأحد الطلاب الإيرانيين في النجف الأشرف، فلم تتأثر الحركة التجارية بهذه الأنباء بشكل كبير.
احتياطات وقائيَّة
ومع تزايد الدعوات لأخذ الاحتياطات والوسائل الوقائيَّة والتزام أغلب المواطنين بذلك، شهدت شوارع وأسواق ومولات بغداد حركة شبه طبيعيَّة وعملية تبضع مستمرة لمختلف البضائع، رغم أنَّ بيع المنظفات والمعقمات ارتفع بشكل كبير، وهذا أمرٌ طبيعي، بحسب ما يقول أبو عبد الله (صاحب محل لبيع السلع المنزلية في منطقة البنوك).
ويقول: إنَّ "حركة البيع لم تتأثر، بل على العكس ازدادت، فقد نفد أغلب المخزون لدي الخاص بالصابون السائل والمعقمات"، مبيناً أنَّ "هذا أمرٌ طبيعيٌّ وهو جيدٌ أيضاً ويعكس اهتمام والتزام المواطنين بنصائح الجهات الصحيَّة".
وتجولت "الصباح الاقتصادي" يوم أمس في مناطق تجاريَّة في العاصمة بغداد، ولاحظت الحركة الطبيعيَّة فيها.
ويؤكد محمد الأعظمي (صاحب مطعم في منطقة الأعظميَّة)، أنَّ "عمله لم يتأثر بشكل كبير بالأنباء الخاصة بفيروس كورونا".
واضاف "بعض الزبائن يأتون ويطلبون وجبات الطعام مع إطلاق مزحٍ تتعلق بكورونا"، مبيناً أنه "ومع ذلك وضمن الإجراءات الوقائيَّة، قام بتوزيع معقمات للأيدي بين طاولات المطعم".
الحركة الشرائيَّة
وأشارت الصيدلانية مي مشرق الى "التزام المواطنين بالإجراءات الصحيَّة للوقاية من فيروس كورونا، حيث لاحظت إقبالاً كبيراً على شراء الكمامات والمعقمات الطبيَّة، فضلاً عن شراء الفيتامينات وخصوصاً فيتامين (c) التي تسهم في تقوية مناعة الجسم ضد الأمراض".
وأكدت مشرق أنها "التزمت ببيع الكمامات ومواد التعقيم في صيدليتها بالتسعيرة الاعتياديَّة، على الرغم من استغلال بعض الصيدليات الظروف لرفع الأسعار".
أما وسام صاحب محل للألبسة في أحد مولات بغداد فقال لـ "الصباح": إنَّ "حركة التبضع طبيعيَّة في المولات وإقبال المواطنين على شراء الألبسة خصوصاً مع التغير الملحوظ في درجات الحرارة وتغير الموسم، وطرح البضائع الخاصة بالألبسة الربيعيَّة والصيفيَّة في الأسواق".
ويرى الخبير المالي ثامر العزاوي، أنَّ "الحركة التجارية لم تتأثر بشكل كبير حتى الآن بأخبار كورونا، إلا أنَّ انخفاض أسعار بيع النفط الخام في الأسواق العالمية أثر سلباً في العراق".
وتابع العزاوي في حديثه لـ"الصباح": "نتمنى أنْ يُطوَّقَ الفيروس، وألا تظهر في العراق أية إصابات جديدة بالمرض، فانتشارها لا سمح الله سوف يؤدي الى آثارٍ كبيرة".
النفط والأسواق
وارتفعت أسعار النفط يوم أمس مع سعي مستثمرين لتصيد الصفقات بشراء الخام بأسعار رخيصة، بعدما هوى نحو أربعة بالمئة في الجلسات السابقة، إلا أنَّ المخاوف من أنْ يؤثر انتشار فيروس كورونا خارج الصين في الاقتصادات الكبرى ويكبح الطلب على الوقود، حدَّتْ من المكاسب.
وارتفع خام القياس العالمي برنت 33 سنتاً ما يعادل 0,6 بالمئة إلى 55.28 دولار للبرميل بعد أنْ نزل 3.8 بالمئة في الجلسات السابقة ليسحل أكبر خسارة في يومٍ واحدٍ منذ الثالث من شباط.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 41 سنتاً ما يوازي 0.8 بالمئة إلى 50.31 دولار للبرميل، لكنَّ الأسعار تظل منخفضة نحو ٧ بالمئة منذ إغلاق الخميس الماضي.
كما هوت مخاوف الطلب بأسعار النفط والسلع الأولية، في حين مُنيت الأسهم الأوروبيَّة والأميركيَّة بأكبر خسائر منذ منتصف 2016.
ونزلت الأسهم الآسيويَّة أمس الأربعاء، كما هبطت بورصة وول ستريت، ونزلت عائدات سندات الخزانة الأميركيَّة التي تُعدُّ ملاذاً آمناً لمستويات متدنية قياسيَّة، بعد تحذيرات من احتماليَّة تحول كورونا الى وباءٍ عالمي.
وأضاف العزاوي: إنَّ "فيروس كورونا قد أثر سلبا في البورصات العالمية التي سجلت انخفاضاً ملحوظاً، ما جعل الجمهور يتجه نحو الاستثمار في الملاذات الآمنة كالذهب، إذ سجل أكبر مكاسب له في ٧ سنوات منتصف الأسبوع الحالي".
وتراجعت معظم أسواق الشرق الأوسط، في استمرار موجة بيع كبيرة من الجلسة السابقة أججتها قفزة في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا خارج
الصين.