تضاؤل عدد عمليات التزوير لعملة اليورو

اقتصادية 2020/03/02
...

بروكسل/ كاظم الحناوي
 
النقود المزيفة هي عملة يقوم بطباعتها أشخاص أو مجموعات من دون ترخيص من الجهات الرسمية المختصة، وتتصف بالتشابه الكبير مع العملة الأصلية، ما يجعل خداع متلقيها أمرا ممكنا. وأصبح من السهل إلى حد ما إصدار أموال مزيفة، بفضل التطورات الأخيرة في تقنيات التصوير والكمبيوتر، والطباعة، إضافة الى تيسر المعدات. ويشكل التحسن المتزايد لنوعية العملات المزيفة تهديدا خطرا على المنظومات الاقتصادية، والوطنية، والمؤسسات المالية، والمستهلكين في كل أنحاء العالم.
انخفاض حجم الأضرار 
ورغم أن مروجي العملات يبتكرون فنونا وضروبا في النصب والاحتيال، فقد انخفض حجم أضرار أوروبا نتيجة العملات الورقية المزيفة إلى ما يقارب 25 مليون يورو، خلال  العام 2019، مقارنة بما يقارب 35 مليون يورو في الفترة ذاتها من العام 2018، وفقا لبيانات نشرتها الصحف الاقتصادية. 
قالت وكالة الأنباء البلجيكية أن عدد العملات المزيفة لكل مليون من الأوراق النقدية الصالحة المتداولة أكثر من 20 ألف يورو لكل مليون، حسب تقارير البنك المركزي الأوروبي. ويعتبر هذا هو أدنى مستوى منذ إطلاق اليورو في العام 2002، وكان أسوأ عام 2009، مع أكثر من 60 المزيفة لكل مليون حسب الوكالة.
 
الأوراق النقدية المزيفة
يذكر أن عدد الأوراق المتداولة في تزايد منذ سنوات وبلغ العام الماضي قرابة 24 مليار قطعة. ونتيجة لذلك، تم اعتراض المزيد من الأوراق النقدية المزيفة: في النصف الثاني من العام 2019، كان هناك 308،000 ألف يورو، أو 17٪ أكثر من الفترة نفسها من العام السابق. الغالبية العظمى هي أوراق نقدية بقيمة 20 و 50 يورو، تمثل 70 في المئة من من العملات المزورة ووفقا لتقرير نشره البنك الوطني البلجيكي، تم سحب أكثر من 25 ألف ورقة مالية باليورو من التداول في بلجيكا العام الماضي، وأشار التقرير إلى انخفاض في الكمية المُصادرة وذلك بالمقارنة مع العام 2018، عندما صودرت 30 ألف ورقة مزورة.
في العام 2019، تم سحب ما مجموعه 25،217 من أوراق اليورو المزيفة والتي تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 1.27 مليون يورو، وقال خييرت سكيوت، الناطق بإسم البنك الوطني: هذه الأرقام يمكن أن تزداد على أي حال، إذ لا يزال من المحتمل أن تضيف الشرطة أوراقا مالية أخرى صودرت خلال العام الماضي إلى الإجمالي.
وأوضح المتحدث أن الأوراق النقدية الأكثر تزويراً من فئة 50 و 20 يورو، إذ ضبط منها 13.409 فئة 50 (53%) و 7،178 ورقة 20 يورو (28%) في العام 2019، وأضاف المتحدث: تضاءل عدد عمليات التزوير المبلغ عنها في بلجيكا منذ العام 2016. وأوضح سكيوت أن هذا يفسر بشكل خاص حقيقة أن أوراق اليورو النقدية تتمتع بحماية أفضل بشكل متزايد ضد التزوير، ممّا يجعل تزويرها أكثر صعوبة.
 
زيادة طفيفة في ألمانيا 
ورغم هذا الاتجاه الإيجابي على المستوى الأوروبي، وجد البنك المركزي الألماني زيادة طفيفة في الأوراق المالية المزيفة في ألمانيا مقارنة بالعام  2018، فقد سجل البنك المركزي الألماني في النصف الأول من العام 2019 نحو 27 ألفا و600 ورقة مالية مزورة من اليورو، تصل قيمتها إلى 1.6 مليون يورو في زيادة بنسبة 2.5% في الأموال المزيفة على أساس سنوي، ولوحظ  أيضاً زيادة في العملات المعدنية المزورة، إذ تم اكتشاف 19 ألفاً و800 عملة معدنية مزورة خلال العام 2019 حتى الآن، مقارنة بـ16 ألفاً و100 عملة في الفترة نفسها العام الماضي 2018.
ورغم أن ألمانيا طرحت ورقتين ماليتين فئة 100 و200 يورو، وتحتوي كل منها على مواصفات أمنية تجعل من الصعب تزوير أي منهما. ومنذ طرح الورقتين، زاد معدل تزوير الورقة المالية فئة 100 يورو، يشار إلى أنّ أكثر ورقة مالية يتم تزييفها في ألمانيا وأوروبا هي فئة الـ50 يورو.
بينما أعلن البنك المركزي الأوروبي حدوث ارتفاع طفيف في كمية أوراق اليورو المزيفة، ووصلت قيمة العملات الورقية المزيفة التي سحبتها الشرطة وقطاع التجارة والمصارف في العام الماضي من التداول في جميع أنحاء العالم، إلى نحو 694 ألف يورو بارتفاع بنسبة نحو 1.5 % مقارنة بالعام 2016.
وأوضح المصرف أن جرائم التزوير تتسبب في خسائر بقيمة نحو 36 مليون يورو، وكانت هذه القيمة وصلت إلى 40 مليون يورو في 2016، وشهد ذلك العام خسائر كبيرة لا سيّما بسبب تزوير العملة الورقية فئة 500 يورو.
وحسب ما أعلنه البنك المركزي الألماني، فقد بلغ حجم العملات الورقية المزيفة التي ضبطتها السلطات في ألمانيا العام الماضي، نحو 72 ألفا و900 يورو بانخفاض بنسبة 11.3 % مقارنة بعام 2016.
 
تزوير العملة الورقية
ورصد البنك إقبالا خاصا من مجرمي التزييف على تزوير العملة الورقية فئة الـ50 يورو. وكان المركزي الأوروبي طرح للتداول، مطلع نيسان الماضي، نسخة معالجة من العملة الورقية فئة الـ50 بعد تزويدها بعلامات تأمين معدلة.
وكانت أغلب حالات التزوير في 2017، تركزت على الإصدار القديم من هذه العملة. وقدر البنك الخسائر الناجمة عن تزوير العملة في العام الماضي بنحو 4.1 مليون يورو، بتراجع بنسبة 2.4 % مقارنة بعام 2016.
في حين شكلت أوراق اليورو النقدية المزورة قرابة نصف اجمالي الأوراق النقدية المزورة التي تم فحصها في المركز الوطني للأدلة الجنائية في السويد
ففي العام الماضي تم اكتشاف 660 ورقة نقدة مزورة من اليورو، إذ ارتفع في العامين الأخيرين عدد أوراق اليورو المزورة التي وصلت للمركز الوطني للطب الشرعي بنسبة 112% وتزيد قيمتها الاجمالية عن النصف مليون كرون سويدي.
وأكد ميكايل يوهانسون، الباحث في قسم تحليل الوثائق لدى المركز الوطني للأدلة الجنائية، أن انتشار استخدام اليورو يشجع عصابات التزوير المحترفة على القيام بعمليات تزوير لمبالغ كبيرة وتوزيعها في مناطق جغرافية واسعة.
 
طرق كشف التزوير
تعمل البنوك الوطنية الأوروبية مع الشرطة الدولية والمحلية لمكافحة التزوير منذ العام 2010، إذ تنظم البنوك دورات تدريبية عملية مجانية حول تعلم الميزات الأمنية للأوراق النقدية باليورو لأولئك الذين يشاركون بشكل احترافي في النقد: تجار التجزئة، والصرافون، وموظفو استلام ونقل
 الأموال.
ومن الوسائل المتبعة في كشف العملات المزورة هناك وسائل بدائية يستخدمها الجميع في تفحص العملات الورقية وهي ليست ناجحة دوما مثل فحص القطعة النقدية الورقية تحت ضوء الشمس أو مصباح كهربائي لتبيان صورة الشعار ورؤية علامة الأمان الموجود داخل الورقة النقدية، وهما علامتان تدلان على صحة العملة.
إذا كانت هناك شكوك في وجود ما يشبه هاتين العلامتين، يمكن الكشف عن علامة الأمان بواسطة مذيب عضوي مثل الكلوروفورم أو بواسطة كوب من الماء توضع فيه الورقة النقدية لدقائق، فإذا كانت مزوّرة يحدث تغيير في لونها وشكلها لأن الورقة الأصلية لا تتأثر بتفاعلها مع المياه، وتحافظ على شكلها ولونها.
أو بواسطة قلم كشف العملات المزورة، لاحتوائه مادة تعرف بـالإيودين، وهذه المادة تتفاعل مع النشويات الموجودة في الورق المصنوع من الأخشاب الذي يستخدمه المزورون عادة لطباعة العملة، لذا فإنّ هذه المادة الموجودة في القلم، تظهر بقعة سوداء على القطعة النقدية المزورة، وهذه البقعة لن تظهر حتما في حال كانت العملة أصلية ومصنوعة من ورق خاص مكون من الألياف من خليط القطن والكتان الذي يصقل بالكحول والجيلاتين ويضاف إلى عجينة الورق مادة بوليمبرية، ويتميز هذا الورق بمقاومته للثني والشد، وبملمس خاص يختلف عن 
غيره.