مصابو {كورونا» في العراق يتماثلون للشفاء وفريق طبي صيني يصل الى البلاد

العراق 2020/03/02
...

بغداد / الصباح
منَ المؤملِ انْ يزورَ العراقَ قريبا فريقٌ طبي من الصين لنقل الخبرات في مواجهة فايروس "كورونا" وطرق الوقاية، بينما قدمت بكين مستلزمات الفحص المختبري واكثر من نصف مليون كمامة.
بالتزامن مع ذلك، افصحت صحة الكرخ عن تحسن الحالة الصحية لاربعة مصابين بالفيروس من ضمن 6 حالات اعلن عنها مؤخرا، مشيرة الى أنهم يستعدون لمغادرة مستشفى الفرات العام.
وتحرص وزارة الصحة والبيئة على اتخاذ الاجراءات المطلوبة كافة للتعامل مع الحالات والملامسين لهم وحسب اللوائح الصحية العالمية لمواجهة الفايروس والوقاية منه.
وضمن الاجراءات الوقائية الجديدة، اغلقت امانة بغداد امس الاثنين، المدن المائية والمسابح والمتنزهات، بينما باشرت وزراة التعليم العالي والبحث العلمي، تعفير جميع الجامعات والكليات في عموم العراق البلاد.
 
نتائج الفحوصات المختبرية
وافاد مدير صحة الكرخ في تصريح صحفي بإن "آخر تحديث من مستشفى الفرات العام، هي اربع من الحالات في صحة جيدة جدا ومهيئين لمغادرة المستشفى لكن بعد ظهور نتائج الفحوصات المختبرية".
واضاف أن "الحالتين الخامسة والسادسة لامرأتين بعمر 72 سنة والاخرى بعمر 65 سنة تعانيان من امراض مزمنة وامراض سابقة وهما ايضا بحالة جيدة وتتحسنان تدريجياً".
بدوره افاد مدير مستشفى الفرات محمد المولى في تصريح "واع"، بإن "الحالات التي يتم استقبالها في المستشفى للاشتباه بإصابتها بفايروس كورونا، يتم إجراء الفحوصات عليها عن طريق سحب عينات الدم، ومسحات من الأنف والفم، ثم ترسل إلى المختبر المركزي الذي خصصته وزارة الصحة لتحليل حالات فايروس كورونا".
واضاف "عندما تثبت نتائج التحليل، أن المريض مصاب بفايروس كورونا، تبدأ عملية معالجة الأعراض وليس المرض لكونه لا يوجد حتى الآن علاج للمرض نفسه"، مبيناً أن "أعراض المرض تشمل ارتفاع درجة حرارة المريض والسعال الشديد، وأحياناً قد يصاب المريض بإسهال وآلام في البطن".
وأشار إلى أن "نحو 98% من هذه الحالات تتماثل للشفاء، بينما تحدث مضاعفات لـ2% الأخرى، وعادة ما يكونون من كبار السن الذين يتناولون الأدوية المضعفة للمناعة، أما الأطفال لاسيما من هم دون العاشرة من عمرهم، لا يتعرضون للفيروس".
ودعا مدير مستشفى الفرات المواطنين إلى "الابتعاد عن الشائعات وأخذ المعلومات من المصادر الرسمية كوزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية".
 
تعاون عراقي ـ صيني 
وذكر بيان صادر من وزارة الخارجية، تلقت "الصباح"، نسخة منه، ان "السفير الصيني لدى العراق تشانغ تاو التقى الوكيل الأقدم للوزارة عبد الكريم هاشم مصطفى لتبادل وجهات النظر حول التعاون في مكافحة فيروس كورونا الجديد".
وافاد السفير انه "بعد ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين، ظل العراق الصديق حكومة وشعبا يتضامن مع الصين وقدم لنا المساعدات المادية والمعنوية الثمينة، فتشكر الصين من صميم قلبها على هذا الدعم".
أكد أنه "كالصديق الحقيقي الذي يقدر على المشاركة في السراء والضراء مع العراق، ومن أجل ترسيخ الصداقة التقليدية التي تصمد أمام اختبار الزمان ومساعدة العراق لمكافحة تفشي فايروس كورونا الجديد، قررت الحكومة الصينية التبرع للحكومة العراقية بمجموعة من أجهزة تشخيص الفايروس"، مبينا ان "كميتها تتوفر لتشخيص ألف حالة الاصابة المشتبه بها".
من جانبه، اوضح المتحدث باسم الوزارة احمد الصحاف في تغريدة له، ان "الوكيل الوزارة الأقدم اعرب عن حرص العراق على دعم العلاقات العراقـيّة- الصينيّة وُصُولاً إلى تحقيق شراكة ستراتيجيّة بالنحو الذي يُلبّي طموحات، وتطلعات الشعبين الصديقين، ويُحقّق مصالحهما المُشترَكة في التقدّم، والازدهار، والتنمية"، مشيرا الى ان "الوزارة من جهتها بدأت التنسيق مع اللجنة الوزارية لمكافحة فايروس كورونا لإيصال هذه الموادّ إلى بغداد".
واضاف ان "الجانبين بحثا الإفادة من الخبرة التي توافرت لدى الصين في مجال مُواجَهة هذا الفايروس، والوقاية منه، كما جرى الاتفاق على استقبال فريق طبّي من الصين". 
ولفت الصحاف الى انه "انعكاساً لما وصلت إليه آفاق التعاون بين البلدين من مراحل مُتقدّمة غير مسبوقة فقد قدّمت الحكومة الصينيّة إلى العراق مُستلزمات الفحص المختبريّ لفايروس كورونا وذلك بتوفير (1000) شريط للفحص الطبّي لهذا الفايروس كما خصّصت (500000) كمامة".
 
اجراء وقائي جديد 
وضمن اجراءات الوقاية، ذكرت امانة في بيان تلقت "الصباح"، نسخة منه إنه "تمّت المباشرة بغلق المدن المائية والمسابح المغلقة والمتنزهات الكبيرة المكتظة بالناس ومدن الألعاب التابعة كإجراء وقائي للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد وحتى يوم السبت المقبل".
وبينت أنها "وجهت دوائرها البلدية بتنفيذ التوجيهات الصادرة من خلية الأزمة في وزارة الصحة حفاظاً على سلامة المواطنين وللوقاية من هذا المرض".
من جانبه، اوضح المتحدث بإسم وزارة التعليم العالي عدنان العربي لـ"واع"، ان "الوزارة وبالتعاون مع وزارة الصحة ومديرية الدفاع المدني، باشرت تعفير جميع جامعات وكليات العراق الحكومية والأهلية للوقاية من فايروس كورونا".
وأضاف أن "الوزارة قامت بتمديد العطلة من أجل إجراء جميع عمليات التطهير والتعفير للجامعات حفاظاً على سلامة الطلبة والحد من انتشار الفايروس وهذا يعد إجراء احترازياً قامت به الوزارة لمنع انتشار الفايروس".
 
البلدان المصابة وبائيا 
بدورها اكدت ادارة مطار بغداد الدولي، امس الاثنين، التزامها بفحص جميع المسافرين العراقيين القادمين من البلدان المصابة وبائياً والمحظورة من دخول رعاياها إلى العراق.
وقالت الادارة في بيان تلقت،"الصباح"، نسخة منه، إنها "تود إحاطة جميع المسافرين العراقيين علما بأن ادارة المطار ملزمة بتنفيذ جميع الأوامر والتعليمات الصادرة من اللجنة المركزية العليا لمكافحة فايروس كورونا، وذلك من خلال فحص جميع المسافرين العراقيين القادمين من البلدان المصابة وبائياً والمحظورة من دخول رعاياها إلى العراق".
وشددت ادارة المطار على "جميع الفرق الطبية المتواجدة هناك بإجراء جميع الفحوصات المباشرة على العراقيين القادمين ونقل الحالات المشكوك بإصابتها إلى الحجر الصحي".
واهابت بجميع المسافرين العراقيين "التعاون مع المفارز الصحية المتواجدة في صالات مطار بغداد الدولي والالتزام بإجراء الفحص حفاظاً على الامن الصحي لبلدنا العزيز".
وكانت خلية الازمة الحكومية قد شددت على خضوع جميع الوافدين من دول (الصين، ايران، اليابان، كوريا الجنوبية، تايلند، سنغافورة، ايطاليا ، الكويت، البحرين ) لاجراءات الفحص الطبي الالزامي في المنافذ الحدودية.
 
رفع دعاوى قضائية 
الى ديالى، حيث ذكر مدير اعلام صحة المحافظة فارس العزاوي، في تصريح صحفي ان "دائرة الصحة بدأت التحرك فعليا وفق اطار القانون في رفع دعاوى قضائية بحق مواقع ومنصات التواصل التي تروج لاخبار مضللة حيال وجود اصابات مؤكدة في المحافظة ما اثار مخاوف الاهالي في الايام الماضية". 
واضاف العزاوي، ان "صحة ديالى لن تتهاون في تعقب مطلقي تلك الشائعات نظرا لما تسببه من اذى نفسي وتزيد من هواجس الأهالي"، مبينا أن "الصحة شكلت خلية ازمة وهي تنشر بيانات رسمية حيال الوضع الصحي العام ولن تخفي اي معلومات عن الراي العام لكن اشاعة اخبار مضللة امر غير مقبول وسنتعامل معه وفق الاطار القانوني حرصا منا على الوضع النفسي العام وضرورة تجنب خلق الاخبار المضللة وغير الصحيحة التي تؤدي الى حالة ارباك عام".
وفي اربيل، اوضح مدير الصحة العامة دلوفان محمد في مؤتمر صحفي انه "الى الان تم حجز 1095 شخصا ضمن الحدود الادارية لمحافظة اربيل اذ سيمكثون في الحجر الصحي لمدة 14 يوما"، مبينا ان "بعضا من المشتبه باصابتهم بالفايروس ستنتهي مدة حجرهم يوم الخميس المقبل".
واضاف انه "تم تحديد اماكن خاصة في المستشفيات لعزل اية حالة يُشتبه بها، ومن ثم يتم نقلها الى المراكز الخاصة لإخضاعم للرقابة الصحية والعلاج"، مشيرا الى "تهيئة 12 مركزا للحجز في اربيل".
امام في كركوك، فقد اوضح المحافظ راكان سعيد الجبوري، ان "المنظمات الدولية وبعثة الامم المتحدة كان لها دور في ايام المحن وازمة النزوح ومساعدة النازحين واعادة اعمار المناطق المحررة ومواجهة كورونا"، مؤكدا "اهمية مساندتهم لجهود دائرة الصحة والدفاع المدني وتأمين متطلبات عملهم في مستلزمات الوقاية والتعقيم والتجهيزات للكوادر الصحية".
واشار الى ان "اتخاذ اجراءات تعطيل بعض الدوائر وابقاء اخرى لممارسة عملها بنسبة 50% هو لضمان سلامة المواطن ومنع الاحتكاك والتجمعات ومنها اجراء غلق المقاهي والكافتيرات".
 
مراجعة اقرب مستشفى 
وسط ذلك، دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، المواطنين العائدين من اي دولة تفشى فيها فايروس كورونا الى اتخاذ الاجراءات الصحية المناسبة.
وذكر بيان للمفوضية تسلمت "الصباح"، نسخة منه، ان "المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق اشرت تكرار اكتشاف حالات  لمواطنين عراقيين ظهرت عليهم أعراض الاصابة بفايروس كورونا بعد انتهاء زيارتهم الدينية او العلاجية او الدراسية في دول تفشى فيها المرض".
وأضاف البيان ان "المفوضية العليا لحقوق الانسان تهيب بالمواطنين العائدين من هذه الدول مراجعة أقرب مستشفى او مركز صحي لاجراء الفحوصات المختبرية في حال ظهور الأعراض او البقاء في المنزل كإجراء حجر صحي ذاتي وتجنب التواصل والتماس مع الاخرين لحين إنهاء فترة حضانة الفيروس وهي 14 يًوما في حال عدم وجود أعراض المرض وهي الحمى والسعال والعطاس والضيق في التنفس".
وتابع انه "يجب اتخاذ هذا الاجراء للمساهمة في الجهود الوطنية للحد من انتشار الفايروس أو الاتصال بالارقام التي حددتها غرفة عمليات وزارة الصحة في بغداد والمحافظات ، والتقيد بالتوجيهات والتوصيات التي تصدر عن خلية الازمة الوزارية ولجنة الأمر الديواني (55 لسنة 2020) لمواجهة مرض فايروس كورونا المستجد ومنع انتقال العدوى".