الداء الرئوي الإعاقي المزمن

من القضاء 2020/03/03
...

ترجمة: عادل العامل
قد يشير ضيق التنفس إلى الإصابة بداء رئوي إعاقي مزمن، وهو مشكلة طويلة المدى تصيب الرئة. وهناك جانبان رئيسان لهذا المرض. الأول، أن المسالك الهوائية  أصبحت ضيقة بفعل الالتهاب، وغالباً ما يتسبب هذا في تكوّن مخاط يعرقل عمل الرئتين والمسالك الهوائية ويجعل التنفس صعباً، كما يقول ماكس بيمبيرتون في مقاله هذا.
 
 
أما الجانب الثاني، فهو حصول تضرر في الأكياس الهوائية، التي تُدعى بالحويصلات  alveoli، والتي تكون في نهاية الرئتين حيث يجري امتصاص الأوكسجين إلى الدم. فهي أكياس هشّة ورقيقة وتتعرض جدرانها للتلف وهذا يعني أنها لم تعد فعالة في امتصاص الأوكسجين. ويُدعى ذلك بالانتفاخ. وباجتماع هاتين العمليتين (ضيق المسالك الهوائية وتضرر الحويصلات الرئوية) سيكون من الأصعب على المرء إدخال الهواء وإخراجه من الرئتين. ويعني هذا أن الأشخاص المصابين يكافحون للحصول على ما يكفي من الأوكسجين لأجسامهم وللتخلص من ثاني أوكسيد الكاربون عند الزفير. وفي حالة الربو تضيق المسالك الهوائية لكن هذا يمكن أن يكون معكوساً ــ ففي الداء الرئوي الإعاقي المزمن يكون الضيق دائمياً. وسيكون لدى الأشخاص المصابين بهذا الداء ضيقٌ في التنفس حين يقومون بأشياء سهلة نسبياً مثل القيام بنزهة. وغالباً ما سيحدث لديهم سعال وصفير عندما يكون الجو بارداً. ويصبح ذلك أسوأ في الغالب حين يدخّن المرء أو يتنفس دخاناً.
 
فما السبب في هذا الداء؟
إنه اعتيادي نتيجة للضرر الطويل المدى الذي يصيب الرئتين والسبب الأكثر شيوعاً هنا هو التدخين أو الدخان غير المباشر، ولو أن التلوث يمكن أن يكون سبباً أيضاً. وقد تكون أعمال الأشخاص كذلك هي السبب في ذلك أحياناً ــ إذا ما استنشقوا مقادير من الغبار أو الكيميائيات. كما أن هناك الحالة الجينية نقص ألفا ــ 1 ــ أنتيتريبتان الذي يجعل الأشخاص قابلين جداً لتطور الداء.
 
كيفية العلاج
أما كيف يُعالج هذا الداء، فعلينا أن نعرف أولاً أن الضرر الذي يصيب الرئتين والذي يتسبب في الداء الرئوي الإعاقي المزمن لا يمكن التخلص منه. ومهما كان الأمر، فإن هناك علاجات يمكن أن تساعد في التعامل مع الأعراض. فهناك أجهزة استنشاق عديدة يمكنها المساعدة على تحسين تدفق الهواء إلى الرئتين. وهي نفسها التي تُستخدم للمصابين بالربو. فإذا ما كان الأشخاص يعانون من صعوبات، فيمكن عندئذٍ إعطاؤهم جهاز استنشاق ستيرويد steroid. كما يمكن أخذ حبة لـ"تجفيف" بعض المخاط، تجعل التنفس أسهل. أما إذا كانت لدى الأشخاص مستويات من الأوكسجين منخفضة في أجسامهم، فإن هذا يمكن إعطاؤه لهم أحياناً في البيت. فيوضع لهؤلاء الذين يعانون من النقص في الأوكسجين أنبوبٌ صغير يكون تحت فتحتي الأنف وينفث سيلاً ثابتاً من الأوكسجين الذي يمكنهم استنشاقه في هذه الحالة. أما في الحالات الشديدة جداً، فيمكن إجراء عملية جراحية للرئتين لإزالة الأجزاء المتضررة فيهما وبذلك يمكن للأجزاء الأقل تضرراً أن تعمل بشكل أفضل. كما يمكن في بعض الأحيان زراعة رئة لبعض الأشخاص. وذلك مناسب فقط لعدد صغير جداً من الناس . 
 
  عن / spectator