العراقيون يواجهون المتاعب بعد غلق تركيا الحدود

العراق 2020/03/03
...


اسطنبول / فراس سعدون
 
قبيل الصعود إلى طائرة الخطوط الجوية التركية العائدة إلى بغداد، السبت الماضي، أبلغ موظف في مطار اسطنبول محمد علاء والمسافرين الآخرين معه بأن الرحلة ألغيت بسبب انتشار فيروس كورونا في العراق.
وقررت السلطات التركية، في اليوم نفسه، إغلاق الحدود البرية مع العراق وتعليق الرحلات الجوية أيضا، إلى جانب رحلات كوريا الجنوبية، وإيطاليا، لمنع تسلل الفيروس من هذه البلدان إلى تركيا الخالية من أي إصابة حتى نهار أمس الثلاثاء.
 

معاناة المسافرين العراقيين
 
وفي حديث مع «الصباح»، قال علاء، وهو تاجر عراقي ثلاثيني قدم إلى تركيا قبل أكثر من أسبوع «ختمنا الجواز وقطعنا البوردنغ (بطاقة صعود الطائرة)، وفي طريقنا للصعود جاءنا موظف من المطار، وأبلغنا بأننا لن ندخل الطائرة بسبب فيروس كورونا». وتابع «سألنا عن الإجراءات، فأبطلوا الختم، وأخبرونا أن بإمكاننا تغيير موعد الرحلة، فغيرناه إلى الأحد، ولكن من مطار صبيحة غوكتشن، وبالفعل أخذتنا سيارة الخطوط التركية إلى المطار، ولكن لاحقا أبلغونا أيضا بإلغاء الرحلة».
واضطر علاء إلى الاتصال بالعراق، وحجز تذكرة عودة على الخطوط الجوية العراقية، متحملا تكاليف جديدة.
وأوضح «دفعت مصاريف تذكرة إضافية، واضطررت لتمديد الإقامة في الفندق، ومع هذا فهناك الكثيرون معي لم يحصلوا على تذكرة عودة حتى يوم 9 و10 آذار”.
وزاد توجه التجار العراقيين إلى الأسواق التركية، عقب امتناعهم عن ارتياد الأسواق الصينية بسبب تفشي كورونا، ولكن تركيا تغلق الأبواب أمامهم اليوم.
وتقطعت السبل بالكثير من العراقيين المقيمين في تركيا، وبينهم أسر سافر بعض أفرادها إلى العراق أو إلى بلدان أخرى، وبقي آخرون هنا، ولا يستطيعون العودة إلى تركيا، بسبب سريان قرار المنع على كل حامل للجواز العراقي، سواء قدم من العراق أو من دولة أخرى.وتعد تركيا مقصدا من مقاصد السياحة العلاجية المفضلة لدى العراقيين.
وجاء حميد الخفاجي، وهو عراقي سبعيني، من العراق إلى اسطنبول مع أولاده حيث أجروا عمليات لزراعة الشعر، لكنهم لم يستطيعوا العودة على متن طائرات الخطوط الجوية التركية إثر تعليق رحلاتها.
وقال الخفاجي لـ”الصباح”: إنه اتصل بأسرته في بغداد للحصول على حجز جديد. وذكر “حجزوا لنا تذاكر ليوم الخميس المقبل، وأرسلوها لنا، بعدما ألغت الخطوط التركية حجزنا، وأعادت لنا ثمن التذاكر بالليرة التركية، وليس بالدولار، في معاملة استغرقت ساعتين”. وأضاف “أنا واحد من آلاف العراقيين، وإذا كان وضعي المالي جيدا، فإن هناك من يواجهون صعوبات في تأمين تكاليف التذاكر الجديدة، أو البقاء في الفنادق، مع مصاريف الطعام والشراب”.
وتعد تركيا من دول الاستراحة والتوقف المؤقت (ترانزيت) للكثير من العراقيين القادمين من دول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والدول الأخرى البعيدة.
وراجع عامر صادق، وهو عراقي ستيني، إلى جانب أسرته والكثير من المراجعين، مكتب الخطوط الجوية في منطقة حربية الاسطنبولية، للحصول على تذاكر سفر بعد إلغاء التذاكر التركية.
وقال صادق، وهو عراقي قدم من لندن إلى اسطنبول بغرض السياحة ويريد السفر إلى بغداد، إن “سعر تذكرة الخطوط التركية ذهابا وإيابا كان 245 دولارا، في حين تذكرة العودة فقط للخطوط العراقية 256 دولارا، أما تذكرة شركة فلاي بغداد فسعرها 550 دولارا”. وأردف “أن “المهم لدينا الحصول على موعد مبكر للعودة، لأننا لا نطيق البقاء أكثر”.
 
إجراءات الخطوط العراقية
وقالت دلال رياض، مديرة الخطوط الجوية العراقية في اسطنبول، في مقابلة مع “الصباح”: إن قرار منع الدخول إلى تركيا يسري على جميع العراقيين. وأكدت أن “من غير المقبول دخول المسافر العراقي –  صاحب الجواز العراقي – إلى تركيا، عبر أي خطوط، ومن أي مكان، ولا يستقبلونه حاليا”.
وبيّنت أن “مدير العمليات لدينا تلقى بريدا الكترونيا رسميا (ايميل) من إدارة سلطة المطارات التركية، وأرسله لي، وبلغت الدائرة كلها بأنهم لن يسمحوا لأي مسافر عراقي يحمل الجنسية العراقية (الجواز العراقي) سواء من العراق، أو الأردن، أو أي بلد بالدخول إلى المطارات التركية، وصنفونا حالنا حال إيران، وكوريا الجنوبية، وإيطاليا، بسبب ظهور فيروس كورونا في العراق، وهذا قرار حكومة”.
وذكرت رياض “نحن بدورنا، حيث لدينا هنا جالية عراقية كبيرة، وبتوجيهات من السيد الوزير، والسيد المدير العام، والمدير التجاري، استنفرنا الدائرة كلها للعمل على ترتيب عودة المسافرين العراقيين، وبالفعل شغلنا 3 طائرات إضافية، والآن نطلب طائرة رابعة، لتنقل 4 طائرات يوميا المسافرين من اسطنبول إلى النجف والبصرة وبغداد وأربيل، وهذه من اسطنبول فقط، حيث لدينا طائرات ورحلات أخرى من أنقرة وأنطاليا”.
وأفادت مديرة خطوط اسطنبول بأن “طائراتنا تأتي من العراق فارغة حاليا، من دون أن تنقل أي مسافر، وتعود محملة بالمسافرين العراقيين، أما بالنسبة للأتراك العائدين من العراق إلى تركيا فنحن لا ننقل أي تركي بطائراتنا أيضا، وخطوطهم التركية هي التي تنقلهم”.
ونبهت على” أننا نواجه زخما كبيرا، فبمجرد أن تصل طائرة حتى تمتلئ، وكما تعرفون فإن الحجز لا يقتصر على اسطنبول أو تركيا، فمكاتب العراق لديها زبائنها من الأفراد والشركات وعندها (كَروباتها)، فسيستم الحجز مشترك وليس مقتصرا علينا”.
ولفتت إلى أن “أسعار تذاكر الذهاب (وان وي) التي نعتمدها هي الأسعار التي تظهر لدينا في السيستم، ولا نتحكم بالأجور، وبقيت الأسعار نفسها قبل تعليق الرحلات إلى تركيا وبعده”.
وخلصت إلى أن “من غير المعلوم متى ينتهي تعليق الرحلات”، معبرة عن أملها بأن “تعود الأمور طبيعية بمرور أيام”.